رئيس البرلمان العربي يدشن المركز العربي لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف
متابعة على صبرى
افتتح صاحب المعالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي وقائع الجلسة الأولى لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث والتي عقدت اليوم السبت 16 أكتوبر 2021م، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بحضور معالي السيد الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى اليمني وريتاج العباسي رئيسة البرلمان العربي للطفل، وسعادة السيد/ أيمن عثمان الباروت أمين عام البرلمان العربي للطفل، وأصحاب المعالي أعضاء البرلمان العربي، مؤكداً أن البرلمان العربي سيظل شريكاً فاعلاً في خدمة المصالح العليا للأمة العربية، وجناحاً مُكملاً للدبلوماسية الرسمية العربية في الدفاع عن كافة القضايا العربية.
وفي مستهل كلمته جدد “العسومي”، تأكيده على دعم البرلمان العربي الثابت والدائم للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية والأولى للشعب العربي، مشيراً للتحركات التي اتخذها البرلمان مؤخراً بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورؤساء البرلمانات الإقليمية، ومدير عام اليونسكو، بشأن الجرائم والانتهاكات الممنهجة للقوة القائمة بالاحتلال في المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف.
كما أكد العسومي على دعم البرلمان العربي للجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية حفظه الله ورعاه في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بصفة جلالته صاحب الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
وفي إطار تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، وفي ظل تمادي ميليشيا الحوثي الإرهابية في جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها ضد أبناء شعبنا اليمني، وخاصة الأبرياء من النساء والأطفال، واعتداءات هذه الميليشيا الإرهابية المستمرة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية والمطارات المدنية في المملكة العربية السعودية، طالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل وتحمل مسئوليته القانونية والأخلاقية، لوقف هذه الجرائم، وإنهاء الوضع المأساوي الذي يعيشه الأشقاء في مدينة مأرب ومديرية العبدية، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار حالة الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم ستشجع هذه الميليشيا على التمادي في جرائمها الإرهابية.
وخلال كلمته، ثمن “العسومي”، الجهود المُخلصة والمُقدَرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان،حفظهما الله ورعاهما، من أجل حل هذه الأزمة لإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق وتحقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار، مشيدا بعودة الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن، ومتمنين لها كل التوفيق والنجاح.
وفي ضوء التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية والتي أسفرت عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى ، أكد “العسومي”، متابعة البرلمان العربي لهذه الأوضاع بقلق بالغ، داعياً كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس وتجنب العنف والتصعيد، منعاً لدخول البلاد في حلقة مفرغة من المواجهات الطائفية، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار الداخلي.
وفي إطار التطورات الخاصة بالأوضاع في دولة ليبيا، أكد “العسومي”، على دعم البرلمان العربي الكامل للأشقاء الليبيين، داعياً الليبيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادهم إلى التكاتف وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، والمضي قدماً نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لتحقيق التوافق الوطني وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي والحفاظ على أمن وسيادة الدولة الليبية.
كما أكد العسومي دعم البرلمان العربي لجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في حماية أمنهما المائي ورفض المساس بحقوقهما القانونية والتاريخية في مياه نهر النيل، مجددا مطالبة البرلمان العربي لدولة أثيوبيا بالانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة في المسار التفاوضي، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الوارد في البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي، الذي صدر مؤخراً في هذا الشأن.
وفي إطار تطورات المسار الديمقراطي في الدول العربية، ثمن رئيس البرلمان العربي إتمام ونجاح الانتخابات النيابية التي شهدتها بعض الدول العربية مؤخراً، والتي كان البرلمان العربي حريصاً على متابعة ومراقبة بعض هذه الاستحقاقات السياسية، فور تلقيه الدعوة لذلك.
في ظل التحديات الكثيرة التي تمر بها أمتنا العربية، جدد “رئيس البرلمان العربي التهنئة لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بمناسبة استضافتها وتنظيمها معرض “إكسبو 2020″، الذي يعكس الثقة الدولية في قدرة دولة الإمارات وريادتها في توفير الحلول للمشكلات العالمية، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. كما هنأها بالفوز المستحق بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من 2022 حتى 2024، والذي يعد تتويجاً لإنجازاتها المتميزة في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، أشاد “العسومي”، بالإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في جمهورية مصر العربية، والتي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حفظه الله ورعاه في شهر سبتمبر الماضي، والتي تمثل خريطة طريق نموذجية يُحتذى بها على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية في إعلاء قيم واحترام حقوق الإنسان،كما تعكس حرص وإصرار القيادة السياسية المصرية على أن يكون تعزيز حقوق الإنسان، إحدى الدعامات الأساسية والراسخة التي تنطلق منها الجمهورية الجديدة.
وفي الإطار ذاته، ثمن”رئيس البرلمان العربي”، التطور المتنامي في منظومة حقوق الإنسان بمملكة البحرين، خاصة في ضوء التوجيهات الملكية السامية، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، بالبدء في وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتبني برنامج مراكز الإصلاح والسجون المفتوحة، والذي يمثل نقلة نوعية رائدة، ونتاج فكر متحضر ومستنير في مجال تعزيز حقوق الإنسان في مملكة البحرين.
وفي إطار الجهود العربية نحو تحقيق التنمية المستدامة، هنأ “العسومي”، المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، بمناسبة إطلاق منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري، والذي يؤكد ريادة المملكة في دعم الجهود الدولية نحو اتخاذ تدابير ملموسة لمكافحة التغير المناخي.
وانطلاقاً من الحرص على تعزيز تواجد البرلمان العربي على الساحة الدولية، أشار “العسومي”، لجهود البرلمان العربي على الصعيد الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه تم تدشين شراكات مؤسسية جديدة مع كبرى المنظمات البرلمانية والدولية، حيث تم توقيع اتفاقية هي الأولى من نوعها مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة، كما أشار إلى أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، لبدء تعاون مؤسسي مستدام في مجالات عديدة. كما كان البرلمان العربي هو أول منظمة برلمانية إقليمية تشارك في تنظيم القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب، التي عقدت مؤخراً بالنمسا، بالشراكة مع الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي.
وفي ضوء استكمال تنفيذ إستراتيجية عمل البرلمان العربي الجديدة بما يمكنه من تطوير دور البرلمان العربي والارتقاء به في كافة المجالات وبهدف مواكبة التطورات الالكترونية والمعايير العالمية لتبني أفضل الممارسات في العمل البرلماني، قال “رئيس البرلمان العربي”، إنه تم الإعلان منذ أيام قليلة عن خطة عمل لتحويل البرلمان العربي إلى برلمان إلكتروني بالكامل بحلول العام القادم 2022.
وخلال الجلسة، أعلن رئيس البرلمان العربي عن تدشين المركز العربي لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، كأداة مؤسسية لتقديم الدعم الفني للبرلمانيين في هذا المجال الحيوي، وسيكون هذا المركز هو الأول من نوعه على المستوى العربي، متطلعاً إلى أن يصبح مركزاً إقليميا ودولياً لدعم الجهود البرلمانية في مجال مكافحة الإرهاب .
ومن أجل تفعيل المبادرة الخاصة بتنظيم ملتقى الحوار العربي، كآليةٍ جديدة لمناقشة كافة القضايا والهموم العربية، أعلن “رئيس البرلمان العربي”، عن تشكيل المجلس الاستشاري العربي، الذي يتكون من كوكبة من القيادات والخبرات العربية المتميزة في مجالات عديدة، لإدارة هذا الملتقى، والمساهمة في إيجاد الحلول البرلمانية العربية الناجعة لما تواجهه أمتنا من تحديات.
كما أعلن رئيس البرلمان العربي عن إنشاء مجموعة عمل برلمانية رفيعة المستوى معنية بالعلوم والتكنولوجيا، والتي ستتسق في عملها مع المجموعة المناظرة في الاتحاد البرلماني الدولي بهدف ربط وإدماج العلم وتوظيف الابتكار والتكنولوجيا في العمل البرلماني.
*********
*كلمة رئيس البرلمان العربي بالجلسة الأولى لدور الانعقاد الجديد*