لماذا نهتم بالطريقة العملية في التعلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نهتم بالطريقة العملية في التعلم؟
زمن القراءة: 5 دقائق
يقول ربنا تبارك وتعالى: “لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ.” سورة يس35، فعمل اليد وما ينتج عنه من خيرات على كثير من المستويات يكون سببا لشكر النعمة لله سبحانه وتعالى.
ومن حديث رفاعة بن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما سُئل: أيُّ الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيعٍ مبرور… فالكسب الطيب الذي يكون بالممارسة اليدوية، ومن ثم يكون هو الأطيب، يمكن أن يشمل أيضا كل رزق حلال طيب بالإضافة إلى المال، والثمار، مثل أرزاق العلم والتعلم والتطبيق المتنوع في الحياة.
لم يخلو أي نشاط حياتي أو علم معرفي من جانبين أحدهما نظري يشمل أساسيات الشيء الذي نريد، والآخر يشمل الممارسة العملية التي تطبق هذه الأساسيات باليد والعمل وتنفذها لتكون واقعا. ويمكننا أن نجد هذين الجانبين النظري والعملي في كل شيء تقريبا حولنا.
حتى وإن كان ذلك الشيء يتمثل في عملية التفكير ذاتها فلها أساسيات نظرية يمكن تعلمها قبل ممارستها العملية، أو كان ذلك الشيء يتمثل في التنظيف الذي له أساسيات وخطوات ومواد تستخدم فيه يمكن ايضا تعلمها ليتم ممارستها بالشكل الصحيح المتقن والآمن… هذا كله مما أعطاه الله سبحانه وتعالى للإنسان من علم وحركة وعمل ونعم لا تعد ولا تحصى.
كما أننا إذا نظرنا إلى كلمات الله المقدسة في القرآن الكريم، سنجد أن السنة النبوية الشريفة التي قام بها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي تطبيق عملي للقرآن الكريم على أرض الواقع… كيف لا وقد قيل في أكرم خلق الله أنه كان قرآنا يمشي على الأرض.. فسبحان الله الخالق العظيم.
ويقول الدارسون أن التعلم العملي يعمل على تحسين فهم المفاهيم النظرية بطريقة أفضل من السماع وحده بإذن الله تعالى. ويعتبر اللعب في المساحات المفتوحة والهواء الطلق، والأنشطة داخل الغرف الدراسية وغرف التعلم والتدريب، وصنع النماذج، وملاحظة الأشياء سواء في الطبيعة أو الأجهزة حولنا مثلا من الأنشطة العملية التي نمارسها من وقت لآخر فتكسبنا خبرات إضافية للحياة، كما تكسب طلابنا تجربة أفضل للتعامل مع الأشياء وفهمها من أجل إضافة إستخدام جديد لها أو منفعة.
نشر معهد ستيرلنغ في أستراليا حول منافع التعلم العملي، حيث يذكر أنه يتيح لك تعلم طرق التكيف السريع (وليس التنازل عن مبدأ أو قاعدة مستقيمة) اللازمة لمواجهة التحديات والسيناريوهات اليومية والتعامل معها، ويقدم الموقع الإلكتروني أربع (4) فوائد للتعلم العملي في سياق الدراسة، وهي كما يلي:
1- تحسين مجموعة من المهارات
يساعد التعلم العملي الطلاب على تطبيق مهاراتهم في بيئة خارج الفصل الدراسي، فإن الخروج وتطبيق النظرية على موقف عملي يمكّنك من البناء على المهارات الموجودة مثل حل المشكلات. على سبيل المثال هناك بعض المدارس تطبق التعلم في الحدائق والمساحات الخضراء لما لهذه البيئة التعليمية من تفاعل مباشر مع مكونات الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
2- زيادة الفهم
هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى التجربة باليد حتى يتم فهمها، والممارسة العملية تعمل على تبسيط المعارف المعقدة، وتساعد الطالب على مزيد من الثقة بالنفس من عند الله رب العالمين.
3- إنشاء تأثير أعمق
إن التعليم التفاعلي الذي يكون في شكل تعلم عملي يعزز الإدراك والتطبيق فيما بعد في أمور أخرى بعد التعلم، فإستخدام حاسة اللمس تنعكس بإدراك معلوماتي في المخ مما تجمعه اليد من معلومات حول الشيء الملموس، كما أنه يشجع الطلاب على التعلم الذاتي وإكتشاف الأشياء بأنفسهم بحول الله وقوته.
4- الاحتفاظ بالمعرفة بشكل أفضل
يساعد التعلم العملي على التعلم السريع والإحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول، لأن المخ يتذكر الإجراءات والسيناريوهات بسهولة. فمثلا يمكن ربط مادة التاريخ بالطرق التي يمكننا الإستفادة منها في بناء المدن أو حمايتها في عصرنا الحالي، كما يمكن ربط مادة الكيمياء بمكونات كل المواد التي نتعامل معها حولنا وطرق الإستفادة منها وتجنب عيوبها… فسبحان الله الذي عَلَّم الإنسان ما لم يعلم.
اللهم ربنا إنا نسألك علما نافعا وزدنا علما
بقلم: داليا السيد
التعليقات مغلقة.