العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الإسلام والعقل الإنساني بقلم / محمـــد الدكـــروري

0

الإسلام والعقل الإنساني بقلم / محمـــد الدكـــروري

ينبغي علي الإنسان أن يسعي دائما وراء العلم، حيث جاء الإسلام ليعيد ترتيب العقل الإنساني، ثم يطلقه ليعرف ربه من خلال آياته في الكون والنفس، فإن أول ما نزل به الوحى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ” اقرأباسم ربك الذى خلق” وهو يختص بالعلم، ومما يدل على اهتمام الإسلام بالعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل فداء أسرى بدر، تعليم الواحد منهم عشرة من أبناء الأنصار القراءة والكتابة، هذا وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في الحث على تحصيل العلم النافع، مما كان له أثر فعال في بناء الحضارة الإسلامية، وأيضا الأخلاق الفاضلة، إذ أن القرآن الكريم دستور شامل لتربية الأفراد والجماعات تربية صحيحة في شتى مجالات الحياة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فجعل إتمام مكارم الأخلاق.
هدفا لبعثته صلى الله عليه وسلم، وكذلك العمل، وهو الذي يشيّد صرح الحضارة، والإسلام يدعو للعمل بل هو دين عملي، ونبي الإسلام كان يتعوذ من العجز والكسل، ولقد حث الإسلام الناس على عمارة الأرض في شتى الميادين، والأحاديث النبوية التي تدعو للعمل والسعي من أجل طلب الرزق وعمارة الأرض كثيرة جدا، وهى التي دفعت المسلمين لإقامة حضارة عالمية جعلتهم في طليعة الشعوب الحضارية، فهذه هي أسس الحضارة الإسلامية وهي تمثل المبادئ الإصلاحية التي تضمنها الدين الإسلامي، وبتلك المبادئ أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لتنظيم هذا العالم وإصلاحه، وقيادته إلى الطريق السليم الذي يوجهه إلى الخير والسعادة، وينأى به عن الشر والشقاء، وإنه بعيدا عن ذلك الجدل العقيم حول دور الإنسان الفردي والإنسان المجتمعي في العملية الحضارية
فإننا نؤمن إيمانا لا يخالجه شك بأن الإنسان الفرد هو الأصل الأصيل لكل حضارة في التاريخ، ثم يأتي بعده الإنسان المجتمع، وبالتالي فإن ما يصيب الإنسان المسلم من أمراض حضارية تؤثر بطريقة جوهرية على المستوى الذي تستطيع به هذه الحضارة أن تستجيب للتحديات البيئية أو البشرية، وإن الإنسان بكل المقاييس هو أساس العملية الحضارية، وإن حضارتنا الإسلامية ليست نشازا في هذا المجال، بل لعلها من أكثر الحضارات اهتماما بدور الإنسان في التاريخ، ولهذا فهِي لا تعفيه من أية مسئولية تحت أي شعار، كالقول بخطيئة آدم وما يتبعه من تحمل المسيح لآلام البشر، كما أنها لا تجعل المسئولية الجماعية بديلا عن المسئولية الفردية، ولقد انتقلت الحضارة الإسلامية بعلومها وآدابها ومصنوعاتها، ومحاصيلها الزراعية وبعض تقاليدها ومظاهرها إلى أوروبا بوسائط عديدة.
ومن خلال ميادين واسعة، تم عبر اللقاء، وكثرة الاحتكاك، فكان النقل والاقتباس، ومن أهم تلك الوسائط والميادين الميدان الاقتصادي، فقد كانت الزراعة من الأمور الاقتصادية التي ازداد اهتمام العرب بها بعد الإسلام، وذلك نتيجة لدعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى العمل بصفة عامة، ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالأرض والعمل الزراعي ” من أحيا أرضا مواتا، فهي له” وفي العهد الأموي تم إقامة السدود والجسور، وتجفيف المستنقعات، واستصلاح الأراضي، والاهتمام بالري ومشروعاته ووسائله، وفي العهد العباسي أنشئت إدارة حكومية تختص بالري عُرفت باسم ديوان الماء، وعظم أمر هذه الإدارة في المناطق الزراعية، مثل العراق ومصر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد