العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

داخل زنزانة :قصص قصيرة

0

داخل زنزانة : قصص قصيرة

قلم الكاتب والشاعر/ عماد أبو زيد
متابعة المستشار الإعلامي / سامح الخطيب
سبق لعادل أن دخل الزِّنزانة من قبل أثناء فترة تجنيده، كانت ذات سقف مُقبى، حكى له بعضُ الجنود أنَّهم شيَّدوها مع مبانٍ أخرى بحديد قفص القرد وألواح الصَّاج التي جمعوها من الخنادق والمخابئ؛ كانت سيناء ملأى بها حال استردادها من قبضة العدو. صادف عادل وجود نادر داخل الزنزانة؛ لتعدِّيه بالضَّرب على الصُّول نيازي. عندما رأى نادر عادل مُتألمًا، ويرغب في التَّبوُّل، صاح مُناديًا فايد حامل مفتاح قفل الزنزانة، وسبّه؛ لتظاهره بأنه لا يسمع. التعليمات كانت قد صدرت لهم قبل أيام قليلة بارتداء الزِّي الصَّيفي، وكان عادل يشعر ببرودةٍ شديدةٍ على الرُّغم من اعتدال المناخ. فعلها نادر مرَّتين، وخرج عادل في أقلِّ من النِّصف ساعة مرتين؛ ليبولَ – بجوار الزِّنزانة – في كلتيهما قدرًا قليلاً من البول، لا يتناسب مع ما شعر به من ضغطٍ بين ساقيهِ.
أنيس ورشدي:
كان الأسطى فتحي يتحدث إلى سائق السيارة النقل، مُتفاهمًا معه على أجر نقل بضاعة إلى رشدي؛ ومع توقع رشدي استدار السائق الثلاثيني قائلًا له:
– طبعًا مانتش عارفني.
ابتسم رشدي في حرج؛ فتطوع فتحي بالحديث كما تطوع من قبل في إعلام السائق بشخص رشدي:
– أنيس ابن خالتك زينب.
لم يرَ رشدي زينب منذ كان صبيًا في الإعدادي، كانت فلاحة فتية، جسدها منحوت، لا هو نحيل، ولا هو سمين، على حد قول سامية: “مدملجة”. يذكر إيشاربها الأحمر على جلبابها البلدي الأسود تحت “الطرحة” السوداء، وخصلة شعرها الأسود تتعمد سحبها من تحت الإيشارب على جبينها، وعيناها السوداوان اللتان تحوطهما بالكحل، و”شامة” صغيرة تقترب من شفتيها. في ذلك الوقت كانت على خلاف مع زوجها الذي لم تنجب منه، وكلما مرت على محاميها أو المحكمة، أتت إلى ابنة عمها. كانت أم رشدي تغار على زوجها من زينب، وهو لم يكن “يفوت” جلسة واحدة دون مشاركتهما فيها.
بيتزا ميلانو:
يعلم الحاج رفعت جيدًا أن مُستأجري المحال لا يستمرون طويلًا في مزاولة أنشطتهم، فالإيجار مرتفع، فضلًا عن فواتير الكهرباء، والمياه، والنظافة، والغاز، والضرائب العامة، والعقارية، والتأمينات، وأجرة العمالة. يتفهم محمد التونسي أن رفعت يأمل للمستأجر الجديد لمحله أن ينجح في بيع البيتزا، ومع ذلك طمأنه؛ إذ يعيش رفعت الآن على إيجار المحل إلى جانب معاشه الشهري الهزيل.
شهد المحل تجارة أجهزة الموبايل، وملابس الأطفال، والبيتزا، والأحذية، والسجاد.
مات الحاج رفعت قبل أن يغادر المحل بائع البيتزا.
بقلمي – عماد أبوزيد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد