العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الرزاق به نحيا * بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم

0

الرزاق به نحيا *

بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم

 

( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23) )
الله هو الرزاق الكريم يرزق الدودة العمياء في جوف الصخرة الصمّاء، تحت المياه الظلماء،
يرزق فى كل وقت وحين فى الغلاء فى الرخص فى الغنى والفقر عند المقدرة وعند الضعف فغلاء الأسعار حديث الساعة الأن ليس شيئاً مستحدث فمنذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من بساطة
هذا العصر الخالي من المستحدثات والمتطلبات اليوميه الأساسية والتكميلية والترفهيه
إلا أن صحابه رسول الله صل الله عليه وسلم طلبوا منه يسعر لهم الأشياء لغلائها حين ذاك عليهم
فقال: إن الله هو المسعّر، القابض، الباسط، الرازق، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال وهذا الترك للتسعير؛ لأن المسألة لم تصل إلى حد الضرورة، حين ذاك
ولكن وضح النبي صل الله عليه وسلم مدى الإثم الذى يقع على المحتكر عند احتكاره للسلع بكافة أشكالها والذى يؤدي بدوره الى هذا الغلاء
وهذا أن دل على شيئ فإنما يعلمنا أن الغلاء هو إبتلاء وقدر من رب العالمين
مثله مثل الأزمات الشديدة التى تمر فى حياة الإنسان مثل الآلام والأحزان الموجعه مثل الكوارث الطبيعية الزلازل والبراكين والإعصار والسيول
كلها أزمات شديدة تأتي وترحل ويختلف كلاً منا فى التعامل معها بقدر اختلافنا فى درجه الإيمان والرضا والصبر والتسليم لقضاء الله
وبقدر ما علمتنا الحياة بأن كل إبتلاء زائل كزوال الأشياء فالا شيئ باقي سوى وجه الله سبحانه وتعالى
ولكن حتى تزول تلك الأزمات و الإبتلائات كيف نتعامل نحن معها هل نتعامل كما علمنا ديننا هل رضينا أم سخطنا هل كلاً منا فعل ما يجب عليه فعله تجاه هذا الإبتلاء و الأزمه وتوكل على الله حق توكله أم تواكل ولم يأخذ حتى بالأسباب كى يتجاوز تلك الأزمه بسلام ورضى بقدر الله فعلى كل منا واجب حقا عليه أن يؤديه وأوله تقوى الله والسعي والضرب فى الأرض
فلا ينامن احدكم على ظهره ويقول ربي أرزقني ويعلم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضه
فلا ننسى الآيات :
‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ‏}
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وأيضا الإستغفار من الذنوب والمعاصى
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)
فالتقوى هى تقوى الله فى كل شيىء فى كل عمل فى كل فعل اتقى الله فى نواياك فهو أعلم بالسر وما أخفى
اتقى الله فى عملك المنوط به فالله هو الشاهد عليك قبل واثناء وبعد العمل ليس صاحب العمل
فقد لا يراقبك صاحب العمل طوال فترة عملك فهى أمانه على عاتقك ولكن الله شاهدُ ورقيبُ عليك فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك
وتذكر قدرك محتوم فلا تجزع من شيئ ورزقك مقسوم ولكن العمل له واجب وعليك أن تستجلبه بالعمل والسعي ففى الحديث الشريف ” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً “
فحقق الشرط وهو أن ( تغدو ) أى تتعب وتتحرك تذهب وتسعى فيتحقق الجواب وتأتى بالرزق
ولا تنسى وأطمئن ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد