بأياد مصرية 100%.. توطين صناعة المعدات البترولية فى مصر محليا…داخل قلعة صناعة المعدات الاستاتيكية لمشروعات البترول بورش بتروجت
كتبت:وفاءالبسيوني
وزير البترول والثروة المعدنية، من تدشين استراتيجية جديدة تهدف إلى توطين المنتج المحلى بديلًا للمستورد، وذلك بعد تفرد شركة بتروجت إحدى شركات قطاع البترول المصرى، بفتح مجالات وآفاق جديدة للتصنيع تضاهى مثيلتها عالميًا لرفع شعار صنع فى مصر.
ومن داخل الورش الرئيسية بالقطامية، قال المهندس أحمد صلاح الدين مدير عام الورش المركزية بشركة المشروعات البترولية والاستشارات الفنية «بتروجت»، إن ورش بتروجت متفردة فى مصر والشرق الأوسط والمنطقة العربية،
حيث تضمنت رؤية قطاع البترول فتح مجالات جديدة وتطوير المعدات والآلات الموجودة داخل الورش لاستيعاب أحجام وأوزان وأنواع ومجالات جديدة لم تكن يتم تصنيعها من قبل.
وأضاف المهندس «صلاح الدين»، أن ورش بتروجت قائمة منذ أكثر من 35 سنة، وقامت بإنشاء وتصنيع معدات لمشروعات عملاقة مثل حقل ظهر وتوسعات غرب الدلتا والبرلس ومشروعات الفوسفات والأسمدة وجميع معامل التكرير ومشروعات البتروكيماويات،
للاستخدام لأغراض العمل بمجمع الغازات بالصحراء الغربية، لزيادة الطاقة الاستيعابية لمجمع الغازات بخط إنتاج رابع بسعة 600 مليون قدم مكعب يوميًا إلى 1500 مليون قدم مكعب يوميًا، للاستغلال الأمثل للغازات المنتجة من حقول الغاز، ويبلغ طول البرج الأول 60.9 متر ووزن 480 طنا، والبرج الثانى يبلغ طوله 51.30 متر ويزن 340 طنا، أما طول الوعاء الثالث يبلغ 17.35 متر بوزن 210 أطنان، والتى لم تكن تصنع من قبل مما ساهم فى تعظيم التصنيع المحلى والاستغناء عن الاستيراد من الخارج، حيث إن مثل هذه المعدات كانت يتم استيرادها بالكامل من الخارج.
أما مشروع مجمع التفحيم لشركة السويس لتصنيع البترول، أوضح المهندس أحمد صلاح الدين، أن عدد المعدات التى تم تصنيعها للمشروع بورش بتروجت بلغت 232 معدة تشمل أوعية الضغط والأبراج والمفاعلات والأفران والمبادلات الحرارية والمبردات الهوائية، بإجمالى أوزان بلغت 6800 طن،
وتابع أنه تم تصدير معدات استاتيكية للجزائر والإمارات واليمن والمملكة العربية السعودية وسوريا وليبيا وفتح أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة، أيضًا فتح مجالات جديدة فى التصنيع، حيث تم الانتهاء من عمل دراسة تفصيلية لاستحداث مجال أعمال لم يسبق أن تم تنفيذه بالتصـنيع المحلى متمثلاً فى أعمال التصنيع للمبادلات من خامة النحاس وأعمال تصنيع المفاعلات الجديدة.
أما فيما يتعلق بالاستثمارات الجديدة بالورش فقد شملت تطوير المنشآت وإنشاء وبناء ورش جديدة وشراء ماكينات ذات تكنولوجيا حديثة ومتطورة، حيث إن الاستثمارات الجديدة تدعم الورش الإنتاجية القائمة بأحدث المعدات والماكينات ذات التقنيات الحديثة بغرض رفع الإنتاجية لقطاع التصنيع المحلى، وإضافة أجهزة جديدة وإنشاء ورش جديدة بمدينة أسيوط لخدمة العديد من المشروعات القومية الحالية والمستقبلية بالصعيد وغرب النيل
وأضاف مدير عام الورش المركزية، أن عدد العمالة فى ورشة القطامية يبلغ 1200 عامل ما بين مهندسين وفنيين يتم تأهيلهم وتدريبهم بشكل دورى على أحدث التكنولوجيات بالعالم حتى أصبحت عمالة بتروجت تنافس أكبر الشركات العالمية فى هذا المجال، كما تتضمن الورشة مدرسة لتعليم اللحام والتدريب على أنواع اللحام المختلفة، لافتا إلى أن عدد ساعات العمل الآمنة بالورش بلغت نحو 5.800.000 ساعة عمل آمنة.
وفيما يتعلق بتصنيع فرن المعالجة الحرارية المتنقلة للمعدات الاستاتيكية، قال مدير عام الورش المركزية، إنه تم تركيب واحد من أكبر أفران المعالجة الحرارية المتنقلة على مستوى العالم، حيث قام بتصميم الفرن شركة شتورك الإنجليزية ويستخدم فى المعالجة الحرارية لمعدات بأطوال وارتفاع قياسية «55 مترا طول و10 أمتار ارتفاع»، وتمت عملية تصنيع الفرن بالكامل ذاتيا فى ورش بتروجت، مضيفًا أن الفرن عبارة عن قطاعات يتم تجميعها وفكها بسهولة مما يمكنه من معالجة وحدات تزيد أطوالها عن 55 مترا.
وقال المهندس شهاب سبع، مدير إدارة تنمية الأعمال للتصنيع المحلى، إن ورش بتروجت متخصصة فى صناعة المعدات الاستاتيكية والمعدات البترولية مثل أوعية الضغط والأفران والمبدلات الحرارية والمبردات الهوائية والمفاعلات والاسكيدات، وذلك منذ أكثر من 35 سنة، وتمد قطاعات مختلفة لصناعة البترول والأسمدة والبتروكيماويات والقطاعات الصناعية بالمعدات اللازمة للمحطات.
وأضاف أن الورش مؤهلة بإمكانيات فنية متطورة على أعلى مستوى فى مصر تمكنها من تصنيع معدات بأحجام ضخمة تصل إلى 550 طنا، وأقطار تصل إلى 9 أمتار وطول يصل إلى 65 مترا وسمك يصل لـ160 مليمترا، لافتًا إلى أن ورش بتروجت نجحت فى لحام خامات تخصصية تحتوى على عنصرى الكروم والموليبدينوم بنسب تركيز 1.25 و2.25 و2.5%، وهذه الخامات يتم لحامها لأول مرة فى مصر فى ورش بتروجت، حيث كان سابقا يتم استيرادها من الدول الأوروبية مثل الورش الإيطالية والكوري
وتابع مدير إدارة تنمية الأعمال للتصنيع المحلى، أن الورش تضم كوادر بشرية مؤهلة بالخبرات وبالشهادات العالمية فى أعمال اللحام والفحص والاستلام والاختبارات والورش مؤهلة بمعامل اختبارات إتلافية وغير إتلافية، والإتلافية تقوم بأعمال الاختبارات الميكانيكية والكيميائية للمعادن مثل «الشد والطرق والصلادة والتحليل الكيميائى لعناصر المعادن»، موضحًا أنها تخدم قطاع البترول بالكامل والشركات الأخرى داخل وخارج القطاع.
من جانبه، قال المهندس أحمد عكوش مدير عام مراقبة وتوكيد الجودة بالورش المركزية والتصنيع المحلى، إن ورش التصنيع بالقطامية تتضمن مدرسة للحام والتى تهدف لتأهيل وتدريب اللحامين بكل مستوياتهم لسوق عمل تصنيع المعدات البترولية والمشروعات البترولية المختلفة والتى تتضمن كل أنواع اللحامات المختلفة وجميع الخامات، قائلا «إن اللحام هو العمود الفقرى فى تصنيع المعدات لأنها تتطلب مهارة وكفاءة عالية».
وأضاف أحمد عكوش، أنه يتم تدريب وتأهيل 20 لحاما شهريًا على مختلف أنواع اللحام للعمل داخل شركة بتروجت أو السوق المصرى عامة، موضحًا أنه فى حال الحاجة إلى لحامين يتم تدريبهم أولًا فى مدرسة اللحام ومن يجتاز التأهيل يتم ضمه للعمل معهم، كما يتم رفع مستوى اللحامين بشكل مستمر لرفع الكفاءة والمهارة فى العمل، حيث إن التدريب والتأهيل يتم طبقًا للكود الأمريكى «ASME».
وذكر «عكوش» أن كل ورشة فى الورش الـ5 لشركة بتروجت توجد بها مدرسة لتدريب وتأهيل اللحامين، ومنها ورش بورسعيد والسويس والإسكندرية، وحاليًا يتم الإعداد لإنشاء مدرسة للحامين بورشة أسيوط بالصعيد، لافتًا إلى أن دور ورش اللحامين مهم فى توفير العمالة الماهرة المتخصصة فى أوعية الضغط والمبدلات الحرارية وأبراج التقطير.
فيما قال المهندس أحمد صلاح الهوارى، مدير إدارة السلامة، إن سلامة العامل وتوفير بيئة عمل آمنة وتوفير كل مهمات السلامة طبقًا لطبيعة العمل من «لحام، براد حجر – بحرى»، أمر أساسى ضمن منظومة العمل داخل ورش تصنيع المعدات الاستاتيكية.
وأضاف «الهوارى» أنه تبدأ الوردية الصباحية من الساعة 7.30 صباحا، حيث يتم عمل توعية لكل ورشة من الورش على حدة بواسطة مشرف الورشة والمهندس المسؤول عن كل احتياطيات السلامة ويتم عمل تصريح بداية العمل بشكل يومى، كما يتم الاطمئنان على صحة العامل الجسدية ويتم فتح التصريح الخاص بطبيعة العمل اليومى له سواء كان «أعمال لحام، رفع، قطع وتجليخ بماتور الحجر»، ثم بعد ذلك يتم تسليمه للمشرف لمتابعة العملية نفسها بالورشة حتى انتهاء ما يقوم به من أعمال.
وتابع مدير إدارة السلامة، أنه فيما يتعلق بالأعمال الخاصة مثل العمل داخل الأوعية قبل بداية العمل يتم قياس نسبة الأكسجين وأول أكسيد الكربون، كما يتم توفير إضاءة مناسبة ومراجعة جميع الوصلات قبل دخول العامل الوعاء على حسب نوع العملية «لحام، قطع وتجليخ بماتور الحجر» مع تعيين مشرف ووسيلة اتصال بين العامل داخل الوعاء والخارج.
وأشار إلى أنه يتم تنظيم مجموعة من الدورات والتدريب على العمل فى الأماكن المغلقة والمرتفعة والسلامة والصحة المهنية بصفة عامة، قائلًا «إن عددًا من الدورات يتم تأهيل العمال بها قبل استلام العمل وخلال فترات العمل المختلفة، كما يتم تنظيم وقفة للسلامة كل شهر وتقديم جوائز للمتميزين تشجيعًا لهم».
وذكر مدير إدارة السلامة، أنه يحق للعامل إيقاف العمل غير الآمن وذى الخطورة على الأفراد أو الممتلكات، حيث إن كل عملية تتم داخل الورش لا بد أن يتم عمل تقييم مخاطر مع تصريح عمل موضحًا به خطوات العمل والتحكمات التى تحد من المخاطر.
وتابع أنه يتم الكشف بشكل دورى على جميع العاملين، وهناك عدد من الأطباء والتمريض متواجد على مدار الـ24 ساعة وسيارة إسعاف مجهزة بكل التجهيزات الطبية.
وقال صلاح العجوز رئيس قسم الأعمال الفنية بالورش المركزية والتصنيع المحلى، إنه يتم تدريب وتأهيل العاملين بأحدث التكنولوجيات الحديثة، وذلك من خلال دورات تدريبية للتعامل مع رسومات هندسية دقيقة، وأيضًا من خلال مدرسة اللحامين المتواجدة بورشة القطامية والمتخصصة فى تدريب وتأهيل اللحامين فى أعمال اللحام بالتقنيات المختلفة ولحام المعادن بأنواعها المختلفة.
وتابع صلاح العجوز، أن العمل بالورشة يبدأ فى الساعة السابعة والنصف صباحا وهى تعد الوردية الأولى، حيث إن العمل بالورشة يتم من خلال ثلاث «ورديات»، فالعمل على مدار 24 ساعة من خلال أمهر العمالة الفنية المتخصصة «عمالة مصرية خالصة» قائلا «العامل هنا يمتاز بقدرات فنية فائقة مدرب على أعلى مستوى، يستطيع الإنتاج والتصنيع بمهارة لا توجد لها مثيل»