سي إن إن: لهذه الأسباب لن تستطيع إدارة ترامب تنفيذ أجندتها في سوريا
متابعة / هدوى محمود
سي إن إن: لهذه الأسباب لن تستطيع إدارة ترامب تنفيذ أجندتها في سوريا
أظهر الهجوم الذي شنّته القوات السورية المتحالفة مع بشار الأسد، والذي استخدمت فيه أكثر من 500 جنديّ من قواتها، على قاعدة تستخدمها القوات الأمريكية وحلفاء واشنطن، حجم التحديات التي تواجهها إدارة ترامب في تنفيذ استراتيجيتها طويلة الأمد بسوريا، في الوقت الذي تهدد فيه كلًا من روسيا وتركيا حلفاء الولايات المتحدة في سوريا.
وتقول شبكة سي إن إن الأمريكية، إن القوات المتواجدة في سوريا استطاعت صد الهجوم بعد احتمائها بالدبابات الموالية للنظام، وتمكنت من قتل ما يقرب من 100 مقاتل تابع للنظام السوري باستخدام المدفعية وهجمات الطائرات، وأجبرتهم على التراجع حتى نهر الفرات، كما صرح مسؤولان عسكريان أمريكيان.
وأضاف المسؤولان، أن الهجوم كان بغرض استعادة حقول النفط السورية تدر أرباحًا كبيرة، من أيدي القوات التي تدعمها الولايات المتحدة، التي سيطرت عليها من قبضة تنظيم داعش، ويؤكد هذا الهجوم على تنوع التحديات التي تواجه إدارة ترامب، التي تسعى لضمان هزيمة داعش على المدى الطويل، في الوقت الذي تقلل فيه من تأثيرات إيران في الشرق الأوسط.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أوضح أهداف الولايات المتحدة في سوريا، الشهر الماضي في خطاب بمعهد هوفر بكاليفورنيا، وتمثلت تلك الأهداف في تحويل التركيز الأمريكي فى سوريا للحد من النفوذ الإيراني هناك، وهزيمة القاعدة وداعش، وحل الأزمة السورية، ومساعدة اللاجئين السوريين على العودة لمنازلهم، وضمان أن سوريا خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ولكن – كما تقول سي إن إن – على الرغم من هزيمة داعش وخسارتها لأكثر من 98% من مناطقها في سوريا، فإن العديد من الأهداف الأخرى التي أوضحها تيلرسون محفوفة بالمخاطر.
ولضمان تحقيق الأهداف الأمريكية في سوريا، اعتمدت الولايات المتحدة على حليفها الرئيسي في الحرب ضد تنظيم داعش، وهو “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تتكون من 50 ألف مقاتل متنوعين ما بين الأكراد والمقاتلين العرب الذين ساعدوا في صد الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الأمريكية يوم الأربعاء.
وأظهرت القوات الحليفة للولايات المتحدة أنها حليف استراتيجي ومؤثر في الحرب ضد تنظيم داعش، وساعدت في تهديد وجود كلًا من إيران وقوات بشار الأسد في شرقي سوريا، في الوقت الذي تتفاوض فيه الولايات المتحدة وروسيا على اتفاق لفصل كلًا من قوات النظام السوري الذي تدعمه روسيا، والقوات التي تدعمها الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون لشبكة “سي إن إن”، إن الولايات المتحدة أرسلت قوة عمليات خاصة، للمشاركة مع القوات السورية التي تدعمها أمريكا على طول نهر الفرات، في الوقت الذي أعلن فيه نظام الأسد قوات سوريا الديمقراطية خونة، متعهدًا بإبعاد القوات الأمريكية خارج البلاد.
وتضيف الشبكة، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من الاستيلاء على جزء كبير من البنية التحتية للنفط والغاز في سوريا، بعد إخراج داعش من تلك المناطق، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن النظام الذي يعاني من قلة الأموال بعد حرب أهلية مستمرة منذ ثماني أعوام، يأمل في استعادة حقول النفط، وينكر في الوقت نفسه، أن تكون قوات سوريا الديمقراطية مصدرًا للدخل والشرعية.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في بيان له، إنهم تأكدوا أن الهجوم الذي شنته القوات الموالية للنظام الأربعاء الماضي، يهدف إلى استعادة بعض حقول النفط هذه.
ومما يزيد تعقيد الموضوع، أن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية قالوا لشبكة سي إن إن، إن الجيش الأمريكي يعتقد أن بعض المتعاقدين الروس – الذين تمولهم الحكومة الروسية – شاركوا في هجوم يوم الأربعاء.
وردًا على سؤال حول الهجوم، قالت المتحدثة باسم البنتاجون دانا وايت، إن الولايات المتحدة “لا تبحث عن صراع مع النظام”، إلا أنها أضافت أن القوات الأمريكية “لها الحق في الدفاع عن نفسها”.
وعزز نظام الأسد من هجماته ضد قوات المعارضة، في الوقت الذي اتهم فيه المسؤولون الأمريكيون قواته، باستخدام الأسلحة الكيميائية مثل الكلور في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الولايات المتحدة، إنها تسعى لمواصلة العمل مع قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المحلية الأخرى، لضمان عدم تمكن داعش من العودة، والتأكد من استقرار المناطق التي استردت من الجماعة الإرهابية، وتأمل الولايات المتحدة في أن تتمكن الأمم المتحدة من من الوصول لنهاية سلمية للحرب الأهلية، ونقل السلطة بعيدًا عن الأسد.
وقال جيمس ماتيس للصحفيين الشهر الماضي: “نحن فقط نتأكد من أنها – السلطة – تحولت إلى السكان المحليين، وأنهم على قدر المسؤولية، وأن لديهم مقعد على الطاولة في جنيف”، مشيرًا بتصريحه إلى العملية التي تقودها الأمم المتحدة وتسعى إلى حل سلمي للحرب الأهلية السورية.
وكان ماتيس ذكر من قبل، أن القوات الأمريكية ستساعد فى دعم الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين على حل النزاع.
ومن الجانب الآخر، تقول تركيا – حليفة أمريكا في الناتو – إن بعض المجموعات الكردية في سوريا على صلة بالانفصاليين الأكراد، الذين حاربوا ضد الحكومة التركية في تمرد استمر عقدًا من الزمان.
وبعد فترة وجيزة من خطاب تيلرسون وإعلان الجيش الأمريكي أنه يعتزم العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لإنشاء قوة أمن حدودية لتأمين المناطق المحررة من داعش، شنت تركيا عملية عسكرية كبيرة تستهدف الجماعات الكردية في عفرين بسوريا.
وتضيف الشبكة، في الوقت الذي لا تدعم فيه الولايات المتحدة الجماعات في عفرين، ولكنها مرتبطة بحلفائها في أماكن أخرى بسوريا، بالإضافة إلى ذلك، هددت تركيا بشن عملية عسكرية ضد مدينة منبج السورية، وهي المكان الذي تعمل فيه القوات الأمريكية مع المقاتلين الأكراد والعرب المحليين، وطالبت تركيا القوات الأمريكية بالانسحاب من تلك المنطقة.
وصرح قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الجنرال بول فونك، للصحفيين خلال زيارة إلى منبج الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لا تعتزم الانسحاب وستواصل العمل مع القوات المحلية التي تعارضها تركيا.
وتختتم الشبكة تقريرها بالقول: “سوف تواجه الولايات المتحدة – بعدد قواتها في سوريا البالغ 2000 جندي – صعوبة في مواجهة الهجمات التي يقوم بها النظام السوري ضدها، وفي نفس الوقت التهديدات التي تتلقاها من أحد حلفائها بحلف الناتو، مما سيصعب من تنفيذ الأهداف التي حددها تيلرسون الشهر الماضي، بدون صراعات جديدة ستزيد من آفاق الحرب”.