تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي وجه اليوم كلمة في مؤتمر اتحاد المجالس الشعبية المحلية
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة
- اختيار الدكتورة / سميره سليمان أخصائية صحة نفسية عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار المهندس / سمير أبو السعود عطيه السيد عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن قول الله تعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم )
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء رئيس الحكومة اللبنانية بذكرى إستقلال بلاده
- السفير المصري لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية يقدم أوراق إعتماده
- اختيار الناشطة الإجتماعية / هناء عز الدين علي الشابوري عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار رجل الأعمال / عماد محمود عبد الحسن الحياصات عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء اللاعب محمد صلاح فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن تاريخ كلية الطب بدمشق
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
سعى الوالي حسين ناظم باشا إبان ولايته الأولى لدمشق التي بدأت سنة 1313هـ/ 1895م إلى إنشاء أول مدرسة للطب في دمشق في العهد العثماني، فصدرت إرادة سنية من السلطان عبد الحميد الثاني في سنة 1321هـ 27 أيلول 1901م بإنشائها باسم (مدرسة الحياة) وخصص لبنائها عشرة آلاف ليرة، ومثلها لنفقتها السنوية ولوازمها لمنافسة مدرستي الطب في بيروت الأمريكية واليسوعية، فشرع في خريف تلك السنة بالتدريس في دار استؤجرت[1] مؤقتاً في طريق الصالحية وهي دار زيوار باشا[2] الكائنة بين ساحة عرنوس والمستشفى الإيطالي، وكان ذلك ريثما تبنى المدرسة الجديدة.
وعهد إلى أمير اللواء الطبيب (الحكيم) فيضي باشا بتنظيمها، وعين لها أساتذة من الآستانة، يدرّسون فيها باللغة التركية، واستمرت في دار زيوار باشا حتى سنة 1913م أيام الوالي عارف بك المارديني حيث نقلت إلى المبنى الجديد المشيد خلف مستشفى الغرباء[3] (الوطني) ضمن حديقته، وتم تنظيمها منذ ذلك الوقت وصارت تعرف باسم (مكتب الطب) وفي عام 1915م إبان الحرب العالمية الأولى نقل مكتب الطب هذا إلى بيروت وبقي فيها إلى نهاية الحرب.
وما أن حل العهد الفيصلي حتى أعيد افتتاحه في دمشق سنة 1337هـ/ 1919م وسمي منذ ذلك التاريخ (معهد الطب العربي) وأضيفت إليه شعبة طب الأسنان عام 1340هـ/ 1922م.
وفي عام 1341هـ/ 1923م ربط هذا المعهد، ومعهد الحقوق، والمجمع العلمي العربي، ودار الآثار العربية في جسم واحد سُمي (الجامعة السورية) ثم فُصل الأخيران عن هذا الجسم عام 1344هـ/ 1926م، وأكمل مخبر الأشعة، ونقلت شعبة الأسنان، ومخابر الطبيعة والتاريخ الطبيعي والكيمياء والمشرحة والمكتبة إلى مبنى التكية السليمانية، وقد أقامت الجامعة في حديقة المستشفى الوطني بناءً فخماً فيه مدرج فسيح، تحف به القاعات الخاصة بإدارة الجامعة ومعهد الطب، ومتاحف التشريح والمخابر الحديثة، وتم البناء بكامله عام 1929م وبالتاريخ نفسه افتتحت مكتبة الجامعة في التكية السليمانية.
القشلة الحميدية أمر ببنائها السلطان عبد الحميد (جامعة دمشق حالياً)
والي دمشق حسين ناظم باشا
وتحدَّث أستاذنا محمد سعيد الأفغاني رحمه الله عن نشأة وتطوُّر المعهد الطبي في كتابه القيّم الذي يدل على تتبعه الدقيق والمتواصل فيما وصلت إليه اللغة العربية في الشام حتى منتصف القرن العشرين، وكذلك يدل على حبه وتمسكه باللغة العربية، كيف لا وهو أستاذ عدة أجيال في كلية الآداب قسم اللغة العربية وكان لي الشرف أن أكون واحداً من تلاميذه، وفي ذلك الفخر كل الفخر.
التكية السليمانية بدمشق
يقول معرِّفاً نشأة المعهد الطبي:
في عام 1903م أنشأ الأتراك معهداً للطب بدمشق، لغته التركية وأساتذته أتراك، وفي الحرب العالمية الأولى نقل إلى بيروت حيث رحل الآباء اليسوعيون عنها، فشغل معهدهم الطبي دار معهد اليسوعيين هناك، وبعد أن انتهت الحرب عاد اليسوعيون إلى معهدهم وتوقف المعهد الطبي.
أمّا معهد الحقوق فقد أُنشئ بعد مؤتمر بارس (18/6/1913م)، عقب الاتفاق الذي تم بين رجالات العرب وحزب الاتحاد والترقي في إنشاء تعليم عربي عال في البلاد العربية، فأسسوا مدرسة للحقوق في بيروت في 1/10/1913م وبدأ التدريس فيها بعد شهر من هذا التاريخ، وكان أغلب أساتذتها من الأكفياء العرب، وجعلت لغة التدريس هي العربية لمواد (المجلة وأصول الفقه وأحكام الأوقاف والوصايا والفرائض والزواج)، أمّا بقية المواد فقد جعل التدريس فيها بالتركية. وأقبل الطلاب عليها ثم نقلت المدرسة خلال الحرب العامة (1914-1918) إلى دمشق، ثم أُعيدت إلى بيروت، فلمّا انتهت الحرب ودخل الفرنسيون بيروت كان الطلاب والأساتذة قد تشتتوا وورثت الجمعية اليسوعية مخلفات مدرسة الحقوق بمساعدة السلطات الفرنسية.
فلمّا كانت النهضة في عهد الحكومة العربية، هب الطلاب القدامى من المعهد الطبي ومدرسة الحقوق يطالبون بإعادة المعهدين وإنشاء الجامعة، وجاهد طلاب الصف الأخير من المعهد الطبي جهاد الأبطال، وعقدوا الاجتماعات في النادي العربي وغيره وألفوا الوفود، وعضّد طلبهم مدير المعارف العامّة حينئذ، وحملوا الحكومة الفيصلية على إنشاء الجامعة من هذين المعهدين، وهكذا ولدت نواة الجامعة من هذين المعهدين، وكان أكثر أساتذة المعهد الطبي من الأطباء العسكريين. وافتتح المعهد الطبي العربي في الشهر الأول من عام (1919م) ثم افتتح معهد الحقوق في 25/9/1919م[4]، وكان شرط الحكومة في تسمية الأساتذة أن يحسنوا التدريس باللغة العربية لأنها اللغة الرسمية للجامعة. وهنا بدأ تاريخ:
كان على الأساتذة أن يجسدوا ما عمر قلوبهم من حماسة وغيرة وإخلاص وإيمان بعربيتهم عملاً محسوساً ليوائم في متانته وأصالته ما يبذل بقية الرجالات في هذا العهد التأسيسي لدولة عربية ناشئة، فعكفوا على الترجمة من اللغات الأجنبية، وأكثر ذلك كان عن التركية والفرنسية، ثم درسوا للاستفادة آثار معهدين طبيين كانا بذلا جهوداً طيبة في التعريب: أحدهما معهد الجامعة الأميركية وقد عرفت أن تدريسها كان بالعربية حين إنشائها واستمر بضع سنين[5]، وكان أبطال التعريب من أساتذته: الدكتور بوسف والدكتور ڤانديك والدكتور ورتبات، ولهم تواليف عربية في الطب والنبات جيدة، لها قيمتها فيما خص المصطلحات حتى الآن. وثانيهما مدرسة الطب المصرية التي بقيت مدة طويلة تدرس بالعربية، وترك أساتذتها الذين أوفدوا للتخصص أيام محمد علي تواليف بالعربية في كل الفروع.
ثم بحثوا فيما وصل إليه وسعهم من كتب الطب العربي القديم يستخرجون منه المصطلحات الممكن استعمالها، حتى تبقى الصلة محكمة بين لغة الطب القديم والحديث، وبعد هذه الخطوة أخذوا يتذاكرون في وضع المصطلحات الحديثة مفيدين كل الإفادة من مرانة اللغة العربية في الاشتقاق والمجاز، موائمين ما أمكن بينها وبين معانيها. ثم شرع كل ذي فن منهم يستقل في وضع مصطلحات فنه مستفيداً من آراء الآخرين، واتسع العمل وأحكم مع الزمن حتى صار لكل فرع من فروع الطب معجمه الخاص فنجد مثلاً للدكتور أحمد حمدي الخياط مؤلفه الضخم (فن الصحة والطب الوقائي) في ثلاثة أجزاء قد ختم بستين صفحة فيها معجم المصطلحات الخاصة بالكتاب، أمام كل مصطلح عربي مقابله الفرنجي وأمام كل مصطلح فرنجي مقابله العربي[6]، وليس هذا موضع تفصيل ما أسدى أساتذة الطب في الجامعة السورية من فضل كبير إلى الأمة العربية وإنما ضربنا مثلاً لثمرة ما بذر في هذا العهد. وحسبك أن تعلم أن جهودهم المتصلة أثمرت أطيب الثمار، لا في سورية فحسب، بل في كل الأقطار العربية. لقد كان هؤلاء الخريجون ينشرون الطب والعربية معاً. وهي رسالة الرعيل الأول من أساتذتهم أقاموها على الأسس المتينة في العهد الفيصلي واستمر خيرها يتصل إلى الآن.
ولا بُدَّ من الإشارة هنا إلى أن الذين كانوا يتقنون العربية من أساتذة الطب في هذه الفترة هم قلة أشهرهم الدكاترة أمين المعلوف وعبد الرحمن شهبندر ومرشد خاطر وأحمد حمدي الخياط وعبد القادر سري، ولمن استقر منهم في المعهد آثار جليلة بدأت في هذا العهد ثم تتابعت؛ أما الباقون فيستحقون أعظم الثناء لأنهم أخذوا على أنفسهم أن يحملوا الرسالة مع زملائهم؛ وبذلوا جهوداً صادقة في تعلم العربية على كبر السن، حتى استطاعوا أن يدرّسوا فنونهم بها، وهذا غير قليل.
وقل نحواً من هذا في عمل معهد الحقوق الذي حظي أيضاً بأساتذة كبار ضليعين في اللغة العربية ضلاعتهم باختصاصاتهم.
ثم يتابع الأستاذ محمد سعيد الأفغاني رحمه الله الحديث عن تأسيس الجامعة فيقول: تقدم لك شيء عن تأسيس الجامعة السورية وقصة نشأتها، والروح القوية العالية التي غمرت العاملين من أساتذتها في تعريب التعليم الجامعي والنهوض به بعزم لا يكل حتى استوى قائماً على رجليه.
ولا بأس في أن أترك للمرحوم الأستاذ محمد كرد علي يصف حال اللغة العربية فيها في أول نشأتها على ما في وصفه من بعض التحامل، لما وجد في نفسه حين أقصي عن تدريس الأدب في مدرسة الحقوق دون حق[7]، قال:
(… وما زالت اللغة العامية شائعة في مدرستي الطب والحقوق، ولا شأن للفصحى فيهما إلا قليلاً، لأن معظم المدرسين من الطبقة التي تخرجت في مدارس الترك… وهذه الطبقة لا تقيم للعربية وزناً، ولا تكتب جملة مسبوكة، ولا تكاد تلفظ كلمة صحيحة. ومن الغريب أن توسد هذه الأعمال العلمية الجليلة إلى أناس هم أتراك في تربيتهم وأفكارهم ومنازعهم في صميم بلاد العرب وفي جامعة عربية يراد منها تكوين أمة عربية. ويرجى إدخال الإصلاح المنشود إلى هاتين المدرستين العاليتين إذا وسدت مناصب التعليم فيهما إلى كفاة يحسنون العربية إحسانهم العلم الذي يدرّسونه، وأن تصقل أماليهم بأيديهم صقلاً متقناً بحيث تصدر دروسهم عن علم أتقنوه وتمثلوه وهضموه وصار ملكة لهم… إلخ) [8].
لقد آلت الأمور إلى مارجا الأستاذ تماماً، والذي أراد به طعن خصومه أول هذا الكلام هو موضع إعجابي بهم، لقد أخذ هؤلاء المتخرجون من مدارس الأتراك أنفسهم بتعلم العربية على شيخوختهم بعزم دائب وصبر طويل حميد[9]، وتكاتفوا على تعريب التعليم بما بلغه وسعهم وكان إلى جانبهم زملاء أقوياء في العربية يساعدونهم، فلم تمض سنوات حتى أخذ العبء عن كاهل أولئك الشيوخ سواعد قوية مضت إلى الهدف القويم صعداً، وحتى أصبحت عربية العلم في الجامعة مثلاً يحتذى.
وأول ما وضع في طريقهم من عقبات هو أقواها دون ريب، لقد رمى الاحتلال بسلاح التشكيك في صلاح العربية للغة العلم إلى صنائعه في مختلف الميادين في المدارس والصحف والإدارات:
كيف تصلح لغة البداة للتعبير عن مكتشفات القرن العشرين ومخترعاته[10]؟
إن اللغة التي نبغ من أبنائها في هذا العصر مئات العلماء الفطاحل في الطب والحقوق والهندسة والآليات الميكانيكية و.. هي الصالحة للعلوم الحديثة فمن عندنا من هؤلاء العالميين نحن؟
ألا يعوق تدريس الطب مثلاً باللغة العربية المتخرجين عن متابعة ما يجد من تقدم عند الأجانب[11]؟ ألا تضيق على هؤلاء الطلاب الآفاق العلمية المتسعة للمتعلم بلغة أجنبية؟
لغة سيبويه لا تصلح صلاح لغات لا فوازية وباستور وكوخ و… إلخ ما هنالك من أسئلة ألقيت وتفاصيل تودي بحجج أقوى الأنصار الجدلين لولا أن هناك إيماناً قوياً بالعربية لا يتزعزع، حملته صدور الرعيل الأول من أساتذة الجامعة الذين لم يبالوا بما يثار حولهم من غبار ولا جدال ولا تهكم ولا تثبيط.. مضوا يبصرون مواطئ أقدامهم إلى هدفهم النبيل عاملين جادين يسلمهم فتح إلى فتح. أراد الاحتلال أن يوقر في الصدور أن التعليم العالي بالعربية خرافة، فأثبتت عزيمة هؤلاء الأساتذة أن عجز العربية المدعى خرافة أي خرافة وأضحكوا بعملهم الناجح جماهير الناس من محاولة الفرنسيين القديمة.
عقود من السنوات تشرح فيها أحدث النظريات العلمية في فنون الطب وتوصف أدق الأجهزة على منابر الجامعة السورية بلغة فصحى سليمة سهلة ميسرة، وكذلك الأمر في مدرسة الحقوق تلقى فيها العلوم القانونية على اختلافها بهذه اللغة الفصحى العالية. الذين عايشوا النهضة يذكرون عدداً غير قليل من أساتذة هذين المعهدين خطباء وكتاباً وأدباء إلى جانب اختصاصهم أطباء ومحامين وعلماء، بل إن ملكة العربية نمت في طلابهم من لغة العلم التي يتلقونه بها، ظهر ذلك للناس في النضال السياسي الذي خاضوه أيام الاحتلال فكنت تسمع من خطبائهم وهتافاتهم في مظاهراتهم كل مثير معجب بلغة صافية سليمة واضحة.
بين يدي الآن (فهرس مطبوعات جامعة دمشق بين سنتي 1932-1957م) أقدم لك منه فكرة عاجلة عن الإنتاج العربي لإحدى الكليات القديمة وهي كلية الطب، وعملها أجل الأعمال، فقد نيفت مطبوعاتها (في مطبعة الجامعة فقط) على السبعين بعضه في مجلد وكثير منه في مجلدات، جاوز مؤلفوها الأربعين أستاذاً. ويضم هذا الإنتاج:
1- المؤلفات الطبية في علم الغرائز. (الفسيولوجيا)، وأمراض الأطفال والنساء والأمراض العصبية والعقلية والهضمية، والكيمياء الحيوية، والكيمياء الصيدلانية والكيمياء العضوية والأمراض الجراحية، وفن التمريض، وفن الجراثيم، وفن الصحة والطب الوقائي، وأمراض القلب والأوعية والكلية، وعلم الأمراض الباطنة، والأمراض الطفيلية والإنتانية، وأمراض جهاز التنفس والأنبوب الهضمي وجهاز البول والدم وأمراض التغذية والغدد الصم والتسممات، وفلسفة الطب (أو علم الأمراض العام)، والأعراض والتشخيص، وعلم النسج، وأمراض الجلد وأمراض العين وطب الأسنان، والطب الشرعي والطب الاجتماعي، وفن التوليد، وعلم الكيمياء، وعلم السموم، وعلم الأدوية.
هذا وكثير من هذه المؤلفات ينتهي بمعجم المصطلحات العربية وما يقابلها بالفرنسية أو الإنجليزية وبالعكس مما استقرت عليه مواضعات هذه الكلية وانتشرت في جزيرة العرب والأردن والعراق وغيرها على أيدي خريجيها[12].
2 – مؤلفات في موضوعات طبية عامة وأكثر من عرف نشاطه في هذا الميدان الدكتور شوكة موفق الشطي فله:
1 – تاريخ الطب عند العرب وعند الأمم التي نقل عنها العرب (في عدة أجزاء).
2 – اللباب في الإشباب.
3 – علم آداب الطب.
4 – علم الوراثة.
5 – الرياضات المسنونة.
6 – نظرات في ابن القيم.
7 – نظرات في التتن والدخان.
8 – نظرات في القهوة والشاي.
9 – نظرات في المسكرات.
3- المحاضرات العامة: ألقاها عدد من أساتذة الطب في موضوعات طبية صالحة لجمهور المثقفين ونشر بعضها في المجلدات السنوية التي تصدرها الجامعة كل عام بعنوان (المحاضرات العامة). وهي نماذج جيدة للغة العلم الميسرة الواضحة السليمة.
4- المعاجم: بعد أن أسهم كل أستاذ مختص بوضع مصطلحات فنه بالعربية وأتمّ خالفٌ عملَ سالف واستقرت هذه الأوضاع، أفرد بعضهم مصطلحات فنه في معجم خاص كما فعل الدكتور حسني سبح في (معجم الألفاظ والمصطلحات) الذي طبعه سنة 1935م في (60) صفحة، وفي (معجم الألفاظ والمصلطحات الفنية الواردة في أمراض جهاز التنفس) الذي أخرجه سنة 1937م في (27) صفحة، وكما فعل الدكتور محمد صلاح الدين الكواكبي حين طبع (مصطلحات علمية) على حدة سنة 1936م في (42) صفحة في طبعتها الأولى، وفي (185) صفحة في طبعتها السابعة بعد عشرين سنة (عام 1956م)، متابعة منهم للعلم في تقدمه وتطوُّره واتساعه وقياماً بما في أعناقهم من أمانة للغتهم ولأمتهم.
ثم سمت همم الطامحين من الرعيل الأول المؤمن بلغته وعلمه ووطنه، فأرادوا أن يكون للغة العربية ما لغيرها من كبريات اللغات الحية: معجم شامل للألفاظ الطبية على اختلاف فنونها فعمدوا إلى (معجم المصطلحات الطبية) بالفرنسية (كليرﭬيل)[13] فعكف على ترجمته ثلاثة من أجلاء أساتذة الطب وهم أحمد حمدي الخياط ومحمد صلاح الدين الكواكبي ومرشد خاطر وامتد دأبهم سنين حتى أنجزوه ودفعوه إلى مطبعة الجامعة السورية سنة 1956م فتم طبعه في (960) صفحة.
وللأستاذين الجليلين الدكتور أحمد حمدي الخياط والدكتور مرشد خاطر مؤلف أضخم من المتقدم في المفردات الطبية أنجزاه في نحو ست سنوات وهو معلمة طبية على حروف المعجم شرحا فيه كل مفردة من مفردات الطب وكل مصطلح، وكل علم من أعلامه، شرحاً موجزاً فجاء في نحو أربعة أضعاف الأول وهو ينتظر الطبع.
المستشفى الوطني خلف التكية السليمانية في بدايات القرن العشرين بعيد سنة (1907م)
وهو تاريخ إنشاء جسر الحرية الذي يظهر جزء منه في الزاوية السفلية اليسرى من الصورة
مبنى مستشفى الغربا (المستشفى الوطني) المشيّد عام 1899م على طراز العمارة الأوروبية
مبنى مدرّج الجامعة الكبير المشيّد عام 1929م
على طراز العمارة الأوروبية وتشغله حالياً رئاسة الجامعة ومكاتبها
وإتماماً للفائدة نورد فيما يلي مقالاً عن المعهد الطبي وتعليمه الطب باللغة العربية وذلك بعد مضي سنوات قليلة على تأسيسه، ووصف ذلك الطبيب أمين دمر عندما زار المعهدسنة 1927م فقال بعد أن قدّم له الأستاذ محب الدين بمقدمة نفيسة فقال:
تعليم الطب باللغة العربية
معهدٌ عربيّ يعمل بتواضع
قال الأستاذ الخطيب: اجتمعنا بعدد من أفاضل المصريين الذين اصطافوا في الديار الشامية هذا العام فرأيناهم معجبين كلّ الإعجاب بالجهود التي تبذلها مدرسة الطب في دمشق، ولا سيما خدمتها للغة العربية بما تصوغه من الاصطلاحات الطبية بها، وبما تنقله إليها من علوم الطب، تحقيقاً لما هي في سبيله من تعليم تلك العلوم بلغة الضاد، وهي المدرسة الطبية الوحيدة التي تقوم بهذه المهمة الشاقة.
وممن تصدَّى لتعريف المصريين بفضل هذا المعهد الدكتور نجيب بك قناوي الطبيب المعروف والدكتور أمين دُمر صاحب مجلة (صحة العائلة). قال الدكتور أمين دمّر:
يقع المعهد الطبي العربي في المرجة الخضراء على الضفة اليمنى من نهر بردى على مقربة من محطة سكة حديد الحجاز.
قصدتُ إليه في صبيحة يوم من الأيام السعيدة التي قضيتها في دمشق، فاستقبلني في قاعة اجتماع مجلس إدارة الجامعة السورية الدكتور رضا بك سعيد رئيس الجامعة السورية التي تشمل معهدي الحقوق والطب.
ينقسم المعهد الطبي إلى ثلاثة أقسام: قسم لتدريس الطب بجميع فروعه، وقسم لتدريس طب الأسنان، وقسم لتدريس فن الصيدلة، ويقوم بإلقاء الدروس باللغة العربية أطباء وطنيون وعددهم 14 أستاذاً يختص كل منهم بتدريس فرع من فروع الطب. ويعاون هؤلاء الأساتذة أطباء فرنسويون يلقون باللغة الفرنسية دروساً الغرض منها تطبيق العلم على العمل وهذه الدروس أشبه شيء بمحاضرات يستمدون موضوعها من المشاهدات التي يشاهدونها في المرضى المقيمين بالمستشفى العام الكائن أمام المعهد، وهذه الدروس العملية هي ما يعبرون عنها بالدروس الإكلينيكية[14]، ويتمرن الطلبة في المستشفى المذكور – وقد طفنا جميع أقسامه – صباح كل يوم منذ السنة الأولى لدراستهم.
ويُرْبى عدد الطلبة الذين يتلقون العلوم في المعهد الطبي الآن على مئة وثلاثين معظمهم من سورية ولبنان ومصر. ويوجد عدد قليل من الطلبة من الحجاز والعراق وفلسطين. وقد أكد لي الدكتور طاهر بك الجزائري نائب رئيس المعهد وأستاذ فن الجراحة وأشعة رونتجن أن عدد الطلبة المصريين يكون أكثر جداً مما هو الآن لو اعترفت حكومة مصر بالشهادات التي يمنحها المعهد الدمشقي كما تعترف بالشهادات التي يحملها الأطباء من جامعات أوربا وأمريكا ولعل المساعي الجدية التي يبذلها ذوو الشأن بدمشق لإدراك هذه الغاية تسفر عن نتيجة مرضية في القريب العاجل إن شاء الله.
ومن شروط الالتحاق بالمعهد الطبي العربي بدمشق أن يكون الطالب حاصلاً على شهادة البكالورية المدرسية التي تفرض عليه معرفة اللغة العربية معرفة تامّة والإلمام بإحدى اللغات الأجنبية كالفرنسية أو الإنكليزية أو الألمانية. ويقضي الطالب الذي نجح في امتحان الدخول سنة واحدة لدرس الطبيعيات والكيمياء والتاريخ الطبيعي، ومعلوم أن هذا الاستعداد خير وسيلة تؤهل الطالب لدراسة الطب التي تستغرق خمس سنين، وثلاث سنين لطب الأسنان، وثلاث سنين لعلم الصيدلة.
وتلقى الدروس بعد ظهر كل يوم. ويتمرن الطلبة في المستشفى العام من الصباح إلى الظهر؛ فيعاينون المرضى، ويحضرون العمليات الجراحية وعمليات الولادة على طريقة تضمن لهم الفائدة المؤكدة ويصرفون جزءاً من أوقاتهم في دار التشريح للدروس العملية وجزءاً آخر في المخبر للأعمال البكتريولوجية والمستولوجية والبيولوجية.
ومن بواعث الاغتباط أن تدريس الطلب باللغة العربية في المعهد الطبي العربي بدمشق يسير سيراً حسناً يبعث على التفاؤل ويبشر بأحسن النتائج ومما أكده لي جناب الدكتور ترابو الفرنسي أستاذ (السريريات الباطنية[15]) أنه قد لا ينقضي عشرة أعوام حتى تصبح اللغة العربية لغة تدريس الطب من حيث الألفاظ الفنية والاصطلاحات العصرية الحديثة التي كانت مجهولة. وليس الأمر غريباً، كما يقول الأستاذ المشار إليه، لأن العرب تفوقوا على غيرهم في العلوم الطبية ووجدوا في لغتهم كنوزاً من الألفاظ والتعبيرات لتوضيح أفكارهم وآرائهم، فلا يصعب على أحفادهم أن يقتدوا بهم وأن ينهضوا باللغة العربية حتى تكون لغة العلوم العصرية بأتم معاني الكلام.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر أقول إن تعليم الطب باللغة العربية لا يمكن أن يتم على الوجه الأكمل إلا إذا أنشئ مجمع طبي (أكاديمي) يجمع بين أعضائه عدداً من علما ء الطب في البلاد العربية يعنون بدرس الاصطلاحات العصرية الأجنبية ويترجمونها إلى اللغة العربية ترجمة صحيحة تأخذ بها جميع البلاد الناطقة بالضاد. ويسرّني أن يكون ذلك هو رأي أساتذة المعهد الذين أخذوا يفكرون في إخراج هذا الاقتراح إلى حيز التنفيذ وأن يوجهوا الدعوة منذ العام المقبل إلى نطس[16] الأطباء في الشرق العربي للاجتماع في دمشق مرة في صيف كل عام للتداول والمناقشة وللبحث في أفضل الطرق لبلوغ الغاية المرجوّة.
هذا وفاتني أن أذكر أن أساتذة المعهد يقضون جانباً من أوقاتهم الثمينة على تحرير مجلة المعهد التي يعرفها كثيرون من أطباء مصر. ولست أغالي إذا قلت إن هذه المجلة على حداثة عهدها تضارع المجلة الطبية المصرية من حيث اختيار الموضوعات وتنويعها وتبويبها والاعتناء بترجمة الاصطلاحات العلمية الحديثة. فهي من هذا القبيل تخدم اللغة العربية خدمة جليلة.
ذلك ما كتبه الدكتور أمين دمّر في وصف المعهد العربي ومجهوداته. أما الدكتور نجيب بك قناوي فإن زيارة ذلك المعهد الدمشقي أيقظت في نفسه شعوراً آخر وهو أن يمدّ يده إلى هؤلاء العاملين ويتعاون معهم على ما هم بسبيله من وضع الاصطلاحات الطبية بلغتنا العزيزة. وقد كتب في ذلك إلى الدكتور رضا بك سعيد رئيس الجامعة السورية والمعهد الطبي، فأجابه الرئيس بكتاب نقتطف منه ما يأتي:
(وإنني بهذه المناسبة أرفع إليكم أخلص شكري لما تبذلونه من تعريف البلاد المصرية الشقيقة بمجهودنا الذي يخدم الأمة العربية، لأنه المعهد الوحيد الذي يدرس الطب بلغة جدودنا الأماثل، ويأخذ على عاتقه إحياء الاصطلاحات القديمة التي كادت تفقد آثارها لو لم تمدّ إليها يد البحث والتنقيب، كما أخذ على عاتقه نحت مئات الألفاظ الجديدة للمسميات التي استحدثت بعد أفول مجد العرب الزاهر ونومهم عن العالم.
إننا لا ننسى فضل مصر والمصريين الذين تقدمونا في عملنا، وألفوا في اللغة العربية مؤلفات قيمة استرشدنا بها في عملنا، فإننا قد اخترنا من ألفاظهم ما كان محكماً وفحصنا البعض الآخر فقضت علينا الضرورة بتركه لأن كتّاب المصريين كانوا يميلون كثيراً إلى الغريب فيقبلون اللفظة الأجنبية على علّاتها من دون أن يجهدوا النفس بإيجاد مقابل لها. وكثيراً ما كانوا يعرّبون الكلمة دون أن يفرغوها في صيغة عربية كما كان يعمل أطباؤنا القدماء.
إننا لا نجهل أن الضرورة تقتضي علينا في بعض المواقف بالالتجاء إلى التعريب، لأنه أمر لا مناص منه. ولكنا إذا فتحنا بابه على مصراعيه كانت الفوضى عليه، وامتلأت معجمات لغتنا بألفاظ دخيلة لا يسع من يأتي بعدنا إلا استنكارها وتوجيه أشد اللوم إلينا. وهذا ما حدا بأساتذتنا الذين يشتغلون باللغة العلمية إلى التنقيب قبل وضع كلماتهم الجديدة، وهو ما يتعذّر على من لم تكن وظيفته تدعوه إلى ذلك أن يقوم به. لأنه ما من طبيب مهما استفزته الغيرة على لغته يرضى بصرف ساعات طويلة لبحث لفظة واحدة. وإننا لنجذَل إذ نرى في مصر المحبوبة نظيركم ينظرون إلى عملنا باستحسان، ويُقبلون على المؤلفات التي يؤلفها أساتذتنا، لأن هذا الإقبال من بلاد نعدّها في صدر البلاد العربية رقياً وحضارة يدفع بنا إلى مواصلة الجدّ. وأؤكد أن كثيراً من المؤلفات التي عني أساتذتنا بتأليفها لا تزال مدفونة في بطون خزائنهم لأنهم لا يجدون سبيلاً إلى طبعها لما تقتضيه من النفقات. فإذا استفزت الحمية أطباء البلاد العربية إلى الاشتراك في ما يصدره معهدنا من المؤلفات ظهرت إلى الوجود كتب ثمينة يليق بأن تكون مستنداً يعود إليه الطبيب العربي، ونواة جديرة بأن تحل في خزانة كتبه. أما تأليف (مجمع طبي) فأمر لا تغرب فائدته عن أحد، ولعل المستقبل يمكننا من إبراز هذا الاقتراح المفيد الذي تقترحونه علينا إلى حيز العمل).
ملحق[17]
مدرسة الطب العربية – في دمشق
حفل تخريج عدد من طلابها
للفرنسويين في ديار الشام لجنة طبية تتولى فحص متخرجي المدارس الطبية الثلاث: الأمريكية واليسوعية في بيروت، والعربية في دمشق. وقد انتهت في هذا الشهر من فحص متخرجيها، فخطب رئيسها القائد الفرنسوي الدكتور ترنو على متخرجي المدرسة العربية قائلاً:
سادتي،
لا تنتظروا من أحد أطباء الجيش خطاباً طويلاً، ولكني بهذه الجمل القليلة أريد أن أوضح لكم ما خامر قلوبنا من السرور حينما ندبنا أنا ورفيقاي لنكون من أعضاء لجنة الامتحان الإجمالي. إن هذه الفرصة أيها السادة المُجازون قد سنحت لنا لنتحقق بأنفسنا أن طلاب المعهد الطبي العربي لم يتركوا مجالاً لتفوق زملائهم من طلاب المعهدين الفرنسي والأمريكي عليهم. لقد شاهدنا طلاب المعاهد الطبية الثلاثة في بيروت ودمشق ونلنا شرف اختبار مقدرتكم جميعاً فكان إعجابنا عظيماً بمواهبكم وحافظتكم القوية وذكائكم الوقاد وقابليتكم لاكتساب كل العلوم التي تأتيكم عن الحضارة الغربية، تلك الحضارة التي ليست هي في الحقيقة إلا بنت حضارة أجدادكم العرب الأولين، في العهد الذي أنجبوا فيه أمثال ابن سينا.
لقد وقفنا بأنفسنا على مواهبكم العقلية كما وقف من قبلنا كثير من أدبائنا وكتابنا الذين أتوا بلادكم على نبل أخلاقكم. وقد أتيح لنا أن نذوق لذة الإقامة في مدينتكم تحت ظل خمائلها الزمرّدية، وبين خرير ينابيعها المترقرقة اللجينية، وقد استنشقنا هواءها المشبع بذكرى ماضيكم المجيد. فهذه الأيام القصيرة التي قضيناها بينكم – أيها السادة – ستبقى من أسعد أيامنا.
السلطان عبد الحميد الثاني
تولى السلطنة (1293 – 1327) هجرية
(1876 – 1909) ميلادية
الطغراء العثمانية (الطرّة) التي يشكّلها توقيع السلطان عبد الحميد الثاني
ولقب الغازي الممنوح له والمنقوشة فوق العمود التذكاري أمام مبنى السرايا بدمشق
________________________________________
[1] خطط الشام لمحمد كردعلي 6/102، دليل الجمهورية السورية 1939-1940م، ص276، دليل جامعة دمشق 1983-1984م، ولاة دمشق في العهد العثماني، د. صلاح الدين المنجد، ص95، الحاشية 3، دمشق تاريخ وصور، د. قتيبة الشهابي، ص171.
[2] هدمت هذه الدار سنة 1985م، وكانت مدرسة ثانوية.
[3] أنشئت هذه المستشفى سنة 1317هـ/ 1899م بأمر من السلطان عبد الحميد.
[4] انظر تقويم جامعة دمشق للعام الدراسي (1959-1960م) ص1-4 أما المعلومات الآتية فقد تثبت فيها الأستاذ الأفغاني من الدكتور أحمد حمدي الخياط أحد بناة المعهد الطبي العربي على أسسه القويمة وأكثرهم نشاطاً وغيرة على اللغة العربية، وقد كان في عمله قرة عين العلم والخلق والعربية، وقذى في أعين الماكرين من المحتلين الفرنسيين وأعوانهم أيام الاحتلال وأعين أذنابهم الذين غذوا بفضلات المحتلين وربوا على خيانتهم ووضاعتهم.
[5] افتتحت سنة 1866م وحولت لغة التدريس من العربية إلى الإنكليزية سنة 1883م تحويلاً مبيتاً لتبقى (أمريكية أصلاً وفصلاً وضربت حداً على أبناء الوطن لا يتجاوزونه في الرتب المدرسية).
تاريخ الطب عند العرب في العصور الحديثة (كتاب لبنان والعراق والكويت) للدكتور شوكت الشطي، ص31، الحاشية (2).
[6] انظر الجزء الثالث منه (مطبعة الجامعة السورية سنة 1956م)، من ص610 إلى 700.
[7] انظر تفصيل حياته بقلمه آخر كتابه الكبير (خطط الشام) 6/422.
[8] خطط الشام 4/85.
[9] قال الأستاذ الأفغاني ولقد حدثني الدكتور شوكت الشطي أن النطاسي المشهور المرحوم سامي الساطي – وقد تعلم بالتركية ونشأ نشأة تركية – كان يكتب الدرس ويكلف حاذفاً بالعربية إصلاح لغته فيجدها هذا غير قابلة لإصلاح ما، فيضطر إلى كتابتها من جديد فيحفظها الساطي عن ظهر قلب، ويغدو في الصباح يحاضر بها طلابه، ولا يقل ما ينفقه على ضبط لغة المحاضرة الواحدة عن أربع ساعات!! فقد رأيت أي عزيمة وإخلاص تحلى بهما أولئك المتحمسون للغتهم.
[10] قال الأستاذ الأفغاني: في هذا الصدد يذكر الدكتور رمسيس جرجس الأستاذ في كلية الطب عضو مجمع اللغة العربية ما يلي:
(عندما قامت الثورة المصرية على الاستعمار الإنكليزي سنة 1919م كان من ضمن ما فكرنا فيه إصدار مجلة طبية عربية تسجل ما يقوم به المصريون في مختلف فروع الطب من أبحاث واختبارات. وكان أستاذ الجراحة إذ ذاك إنكليزياً فهاج لهذا الخاطر الخبيث في نظره، وأخذ يحاجني في ذلك مؤكداً أنه مشروع فاشل وسيقضي على الطب في مصر قضاءً مبرماً.. فقلت له (… ولكن العرب سبقوا فدرسوا هذا العلم بالعربية وعنهم نقل الأوروبيون) فأسف لما وصلت إليه عقليتي من تدهور ودعا الله لي بالتوفيق.
مقال الدكتور في جريدة مصر العدد (7131) الصادر في 29/2/1958م.
[11] الظاهر أن هذه الريَب الصادرة عن تخطيط سابق كانوا يبثونها في كل قطر، فقد قال الدكتور رمسيس جرجس في مقاله المشار إليه في الحاشية السابقة: (.. أما الحماسة المصطنعة التي يبديها بعضهم من عجز خريجي كليات الطب [الدارسين باللغة العربية] عن متابعة أبحاثهم فهذا كلام لا يجوز إلا على العقول البسيطة [الساذجة]. ففي مصر لا يقرأ الطبيب شيئاً بعد تخرجه إذ لا يجد أمامه المؤلفات المطلوبة؛ أما إذا وجدت باللغة العربية سهل عليه الاطلاع، إذ يترجم كل ما يستحدث في عالم الطب بكل اللغات فما المانع في أن يترجم إلى لغتنا؟ وهو ما يحدث اليوم في المجلات المتعددة وفي النشرات والإعلانات التجارية.
إن الذين يقاومون نقل الطب إلى العربية مصابون بـ (معقد الدونية) يرون أنفسهم ولغتهم أحط من لغات الآخرين؛ ولكن سيثبت لهم الزمن أنهم كانوا في ضلال مبين؛ وأنهم كانوا يعطلون تقدم أمتهم، والأفضل لهم أن يكفوا عن هذا الهذيان).
[12] لعل الأسطر الواردة في مقدمة كتاب القطوف الينيعة في علم الطبيعة) للدكتور محمد جميل الخاني تكاد تكون الدستور المتبع لدى كل أستاذ حاضر في الجامعة السورية وألف في فنه فقد قال: (ص8، طبعة سنة 1349هـ/ 1938م).
(… صرفت العناية وبذلت الجهد في تأليف هذا الكتاب، مقتبساً أبحاثه من الكتب الغربية المعتد بها والمعمول عليها، وقد زدت فيه بعض ما من الله به علي من سوانح الفكر.
وكم لاقيت من الصعوبات في ترجمة المصطلحات! ولكن ما زلت أبذل المجهود في بلوغ المقصود إلى أن وقفت بتوفيق الله تعالى على كلمات فصيحة عربية تفيد تماماً معاني تلك المصطلحات العلمية فترجمتها بها ولم يسبقني أحد إليها، وقد أشرت إلى أكثرها بقولي: (نعبر عنه بكذا) فجاء متن الكتاب خالياً – ولله الحمد – من كل لفظ أعجمي، إلا بعض كلمات صارت كالأعلام، كالمتر والغرام من المقاييس، والمليون والمليار من الأعداد، والجول والأمبير مما سمي باسم مخترعه).
[13] Clairville: Dictionnaire polyglotte des termes medicaux.
[14] ويسمونها هناك (السريريات).
[15] ولهذا الأستاذ كتاب في هذا العلم نقله إلى العربية الطبيبان مرشد خاطر وشوكة الشطي.
[16] جمع نطاسي: وهو العالم الماهر، والطبيب الحاذق (المعجم الوسيط).
[17] مجلة الزهراء، المجلد 1، ص221، سنة 1343هـ/ 1924م.
السابق بوست