الصلاة Archives - العمق نيوز

الوسم: الصلاة

  • دعاء إستفتاح الصلاة والتنقية من الشوائب

    دعاء إستفتاح الصلاة والتنقية من الشوائب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    دعاء إستفتاح الصلاة والتنقية من الشوائب
    زمن القراءة: ٤ دقائق

    يقول ربنا تبارك وتعالى: ” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.” البقرة110
    (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً- قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً– فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ). رواه البخاري ومسلم. (الدنس: الوَسَخ أو القبيح- الثلج: الماء المجمد- البَرَد: الماء المجمد ينزل من السحاب أشد نقاوة من عند الله سبحانه وتعالى).
    بعد السكينة والإطمئنان في وضع الصلاة، يبدأ المصلي في قول دعاء الاستفتاح، وبهذا هو يُقَدِّم ويُهيء نفسه للصلاة وللقراءة التالية فيها، فيضع النفس في حالة الاستعداد روحيا وعقليا لأداء أركان الصلاة في خشوع ويقين بإتزان جسدي ونفسي.
    فهذا من الخير الذي يُقدمه الإنسان لنفسه بأمر خالقه سبحانه وتعالى، لكي يكون شاهدا عليها شهادة صدق أنه يريد وجه الله الكريم بصلاته، فيحدد فيها هدف نهائي يريد أن يصل إليه من خلال أعماله الصالحة والجدية على صراط الله المستقيم.. ويلاحظ أن هناك أكثر من دعاء ورد في السنة الشريفة في إستفتاح الصلاة.
    والحديث يحمل ألفاظ ومفاهيم علمية، فتشبيه الطلب ودعاء الله سبحانه وتعالى بالتنقية من الخطايا بما يحدث مع تنقية الثوب الأبيض من الدنس، فيه ربط مع عملية التنقية العلمية من الشوائب، والتي هي عبارة عن الفصل بين الشيء النقي (الثوب الأبيض) وما يشوبه من شوائب (الدنس)، لكي تصبح نفس الإنسان كالثوب الأبيض بلا دنس بحول الله وقوته من خلال أداء الصلاة على أحسن وجه والوقوف بين يدي الخالق العظيم.
    وقد جاء في الدراسات العلمية أن تكنولوجيا التجميد تستخدم في معالجة وتنقية مياه الصرف الصحي (بإعتبارها من أكثر أنواع السوائل تلوثا)، وفيها تتركز الشوائب معا بفعل التجميد في طبقة منفصلة عن طبقة الثلج النظيف.
    فكما أن الغسل بالماء ثم الثلج ثم البَرَد عبارة عن خطوات تنقية مرحلية تدريجية تبدأ بالماء (الذنوب الظاهرة) الذي يذيب ويرتبط مع الشوائب تبعا لنوعها، فإن الثلج النظيف الذي يتجمع ويجمع الأجزاء النقية معا تاركا الشوائب متركزة بشكل منفصل يعمل بمثابة غسيل للمادة (ويمكن أن يكون تشبيه تنقية الثلج لذنوب أقل حجما)، ثم يأتي البَرَد (للذنوب الأصغر حجما)، فتفصل كل ما هو سلبي عن نفس الإنسان لتكون صافية نقية، فتستقيم النفس وتستقبل الطاعة بشكل أسهل.
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا إنك على كل شيء قدير.

    بقلم: داليا السيد
    فيس بوك: daliaelsayed18

  • سكون وطمأنينة الصلاة

    سكون وطمأنينة الصلاة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سكون وطمأنينة الصلاة
    زمن القراءة: 4 دقادقائق

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.” الرعد28

    وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل. فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا. فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة، فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. رواه البخاري.

    أن تقول التكبير (الله أكبر)، وتدخل في الصلاة، يعني ذلك أنك قد دخلت في حرمة الله سبحانه وتعالى، وأصبحت تقف بين يديه الكريمة. لذلك فالمصلي عليه أن يستحضر ذلك في قلبه لكي يجده فيه ويستشعره حتى ليخشع من وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويطمئن.

    أنت تقف على طهارة متجها لقبلتنا قبلة المسلمين الواحدة نحو المسجد الحرام، تصلي لرب عظيم واحد لا شريك له، وتقرأ وتركع وتسجد له سبحانه وتعالى… صلة بينك وبين خالقك الذي جعلك في الوجود، فتُقيم حق العبادة لله سبحانه وتعالى، وتقيم العلاقة بينك بينه، فتجده سبحانه وتعالى في قلبك وفكرك وفي كلامك وأفعالك، فيهديك ويريك الحق لكي لا تتشتت أو تضل في قرارك أو فكرك أو عملك.

    لذلك، في الحديث الشريف جزئية شديدة الأهمية يقع البعض فيها، ومن المهم أن يتعلم الإنسان ويستزيد علما في شئون عباداته ليضمن أنه يؤديها في أحسن صورة، ليتقبلها الرب العظيم سبحانه وتعالى.

    فبعد أن تضع يدك اليمنى على اليسرى تهدأ وتطمئن وتستحضر نيتك في عبادة الله، وطاعة الله، وحب الله.. ستجد أنك في عالم آخر موازي، ولديك بُعد جديد لأداءك حق ربك عليك. تصلي ولا تريد أن تنقطع صلاتك لما فيها من عبادة وخير عظيم من الله سبحانه وتعالى، فتطمئن في كل حركة من حركاتك فتوفيها حقها، كما توفي كل حرف من قراءتك حقه لأن الله سبحانه وتعالى يراك ويحتسب صلاتك لك.

    تستحضر وضعك الخاشع لله سبحانه وتعالى خوفا وطمعا في رحمته، وطلبا لنظرة الرضا منه سبحانه وتعالى… خشية من جلاله ومن عقابه، وحبا له وتعظيما… إنها تقوى نتجنب بها كل معصية ونتجنب بها غضب الرب جل وعلا، وهي خشوع النفس التي تقر بعبوديتها لخالقها ولمن يدبر أمرها كله الله سبحانه وتعالى، وهي إستقامة على الطريق المستقيم، وسعيا لرضاه صدقا وإخلاصا…. سوف تجد مذاق الإطمئنان بذكر الله في قلبك وتمارسه لأنك تقترب وتقترب.

    اللهم إهدنا إلى صراطك المستقيم.

    بقلم: داليا السيد
    فيس بوك: daliaelsayed18

  • في الصلاة: إستقامة الجسد ووضع اليدين

    في الصلاة: إستقامة الجسد ووضع اليدين

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    في الصلاة: إستقامة الجسد ووضع اليدين

    زمن القراءة: 3 دقائق

     

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.” الأحقاف13

    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)…. لذلك فإن إستقامة وضع الجسد جزء من تسوية الصف وإستقامته أيضا التي تنظم أوضاع الصلاة.

    وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعلم إلا أنه يَنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم). (يَنمي: أي يُرفع إليه) . و(كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى) . رواه مسلم

    عندما نستقيم قائمون، ونسوي صفوفنا، يجعلنا هذا في وضع إتزان وشعور سليم بحدود الوجود المادي للفرد، ويُنبهنا إلى حدود عبادتنا وأهمية تركيزنا وخشوعنا فيها، فتنتقل هذه الإستقامة إلى القلب- إن لم تكن بدأت به- مما يعني تأهل إستقامة القلب والجسد معا لله رب العالمين، ومن ثم تستقيم الأقوال والأفعال على صراط الله المستقيم فتكون واعية ولا تحيد عن الحق.

    وهكذا في الصلاة، بعد التكبير، تستقم وتضع يدك اليمنى على اليسرى، مما يزود الإنسان بنوع من العقل والإدراك والممارسة والتطبيق لكي يكون وضع أصحاب اليمين غالبا. كما أنها من شهادة الإنسان على نفسه وعلى ما فعل في صلاته، فيتخذها منهجا بعد الصلاة في تحري إستقامته وتحري الخير في داخله، ومن ثم تأهيلا لتلقي كتابه باليمين يوم القيامة لنكون من أصحاب الميمنة.

    (جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلاءه وما كان من أذى. حديث صحيح)، ففي اليمين تكريم وهي لكل فعل طيب، أما اليسار فهي للأفعال التي فيها شيء من أذى.. وكأنها تخصصات وأدوار، فالإنسان يحدد لنفسه أدوار أعضاءه أيضا، فيكون واضحا في شئون حياته، ما يجعل الخير فوق الشر لديه، كما يجعل الخير يتحكم في أي نزعة شر ليتنحى كل شر.

    فنجد أننا من عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته، تنتج لدينا وسيلة لبرمجة العقل على الإستقامة وعلى رؤية النعم والخير لدينا، فنعترف بها على مستوانا الشخصي والداخلي، ويظهر ذلك ترجمة على أقوالنا وأفعالنا، وتكون لنا أساس صلب نتحرك من خلالها فنبني أفرادا قوية إيجابية لديها حسن ظن بالله سبحانه وتعالى.

    اللهم اهدنا لما تحبه وترضاه

     

    بقلم: داليا السيد

    فيس بوك: daliaelsayed18

  • الصلاة: أرحنا بها يا بلال

    الصلاة: أرحنا بها يا بلال

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الصلاة: أرحنا بها يا بلال

    زمن القراءة: 3 دقائق

     

    كلما أدرك الإنسان نعم الله سبحانه وتعالى التي بين يديه، استقر حاله وهدأت نفسه وكان ذهنه أكثر صفاءا وأفضل تفكيرا ووعيا وسعيا، ومن ثم تزيد جودة حياته فضلا من الله تعالى ومِنَّة. لذلك جعل الله سبحانه وتعالى للمسلم الصلاة فريضة عبادة تُقيم للإنسان أحواله كل يوم وتكون عمادا لدينه ودنياه ليصل بها إلى حياته الأخرى.

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.” البقرة277… فأهل إقامة الصلاة مع الإيمان والعمل الصالح وإيتاء الزكاء هم ممن لا خوف عليهم من أي شيء لأن لديهم طريق المقاومة والدفاع، ولا هم يحزنون لأن معهم طريق السعادة والرضا.

    وعن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت مع أبي إلى صِهر لنا ممن أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بها يا بلال). رواية في المعجم الكبير.

    وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُبِّبَ إلي: النساء، والطِّيب، وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصلاة). رواه النسائي       (النساء: في طاعة الله سبحانه وتعالى والتبليغ عنه صلى الله عليه وسلم، والطيب: في جمال الحياة ومصافحة الملائكة وحب الله سبحانه وتعالى، وقرة العين: في سرورها وسكونها)

    الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يقول عنها لسيدنا بلال رضي الله عنه أرحنا بها، فهي راحة النفس التي يتعاهدها الإنسان خمس مرات في اليوم، لتكون له راحة واطمئنان وقرة عين، ولتكون له دعما وسندا له فيما بين الصلوات في مواقف يومه وأنشطته، فيرتقي بفكره ويُحسن قراره ويضبط كلماته ويتقن أفعاله.

    فالصلاة تجدد للإنسان نفسه وعمله وتربطه بخالقه سبحانه وتعالى ليكون خاشعا محبا مهتديا مستقيما قويا. كيف لا، وهو يقف بين يدي ربه خمس مرات في اليوم، فيعرض نفسه على خالقه جل وعلا متجردا عما حمل قبلها من أحوال، فينقيه سبحانه وتعالى منها، ويصفي نفسه، ويهدي فكره وقراره إلى الأفضل وإلى الإستقامة على صراط الله المستقيم.

    اللهم إهدنا إلى صراطك المستقيم.

     

    بقلم: داليا السيد

    فيس بوك: daliaelsayed18

  • في صلاتك تجارة مع الله سبحانه وتعالى

    في صلاتك تجارة مع الله سبحانه وتعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    في صلاتك تجارة مع الله سبحانه وتعالى

    زمن القراءة: 4 دقائق

     

    من المعروف أن التجارة عبارة عن عملية بيع فيها منفعة وزيادة للتاجر فيما لديه من ثروة، فما بالنا إذا كان من أنشطة هذه التجارة مع الله سبحانه وتعالى… الغني سبحانه مَن عنده خزائن السماوات والأرض، ومَن بيده ملكوت كل شيء!

    يقول ربنا تبارك وتعالى:”إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ.” سورة فاطر29

    في صلاتك وإقامتها على وقتها وبأركانها وإتقانها تجارة مع الله سبحانه وتعالى. فكلما إلتزمت وأحسنت وأتقنت، سيعطيك الله سبحانه وتعالى أكثر وأكثر… أكثر في الحسنات، أكثر في طيبات العيش في الدنيا، أكثر في طيبات العيش في الآخرة، أكثر في الأخلاق والنفس والعقل والمال والعلم والطمأنينة والعبادات… كلٌ  تبعا لما يناسبه من أرزاق، وبطريقة تتوافق مع ما يطلب ويدعو الله سبحانه وتعالى به… والله أكثر.

    عن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه، قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى اله عليه وسلم يقول: (ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ.) رواه مسلم….. أنت كإنسان تحتاج أن يغفر الله سبحانه وتعالى لك ذنوبك، لأن غفران الذنوب يحميك من عذاب النار التي لا تتحملها ولا تتحمل لهيبها، كما أن لغفران الذنوب أثر في نقاء القلب والفكر، وفي القَدَر والأحوال التي تصيب الإنسان من أرزاق متنوعة، وفي هدوء النفس وطمأنينتها.

    أنت تتاجر مع الله سبحانه وتعالى في حُسن صلاتك وطيب خشوعها لكي تحصل على أكبر الأرباح التي لا خسارة فيها… هذه التجارة وهذه الأرباح لا تفسد ولا تنتهي بل إنها تتضاعف ما استمر الإنسان عليها… فأنت تصلي لله فيعطيك الربح على مستوى الدنيا وعلى مستوى الآخرة، وذلك في استقامة أحوالك وصلاحها في الدنيا، وفي الجنة في الآخرة ورضا الرحمن جل وعلا.

    فالصلاة الصحيحة يظهر أثرها على الإنسان بالنفع على الإنسان دوما.. لأن الصلاة منهج حياة شامل، فهي ليست فقط عبادة ترتبط بأوقات معينة، بل هي عبادة تمتد نتائجها إلى أوقات ما بين الصلوات بحيث يطبق الإنسان منهجها النظامي والواعي بين الصلوات، وبالتالي فهي تغطي حياة وعمر ووقت الإنسان كله…. فحافظ على صلاتك.

    عندما تصلي أنت تشهد على نفسك أنك على طريق الله سبحانه وتعالى خمس مرات على مدار اليوم في صلاتك، ولهذا أثر كبير في الثقة بالنفس وقوتها. كما أنك تتابع تصرفاتك باستمرار وتُقوِّمها لكي تكون صالحة دوما، ولهذا أثر في المتابعة المستمرة والتحسين المستمر في حياة الإنسان، خاصة مع وجود الناتج الذي لا ينقطع عن الإنسان من الله جل وعلا.

    ولأن الله أكبر في نفسك فهو أهم وأكبر في الطاعة والالتزام بأمره، حتى أهم من نفسك إذا أخطأت، فإذا جعلت الله أكبر في نفسك، ستجد أن هذا سيعود عليك لصالحك أنت بشكل كامل.

    وعندما تنظم وقتك من أجل صلواتك وتبدأ في صلاتك بقوة الله وتكبير الله، سوف تجعل هذا منهج لباقي حياتك بعد الصلاة في أن تحدد ماذا تريد وفي أي وقت سوف تنفذه، لأن يومك مجدول ومحدد الأوقات بعلامات الصلوات، فيمكنك توزيع أهدافك ومهامك على الوقت الذي تملكه، ثم تعزم وتتوكل على الله بيقين على صراط مستقيم يرضي الله عز وجل.

    اللهم اهدنا الصراط المستقيم

     

    بقلم: داليا السيد

  • كيف تطبق “الله أكبر” في الصلاة وفي كل حال؟

    كيف تطبق “الله أكبر” في الصلاة وفي كل حال؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    كيف تطبق “الله أكبر” في الصلاة وفي كل حال؟

    زمن القراءة: 4 دقائق

     

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.” سورة العنكبوت45

    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَاالتَّسْلِيمُ). رواه أحمد.

    تستقبل القبلة وتقول الله أكبر، تكبيرة الإحرام في بداية الصلاة، ترفع يديك وتمد أصابعك، وتجعل يديك حذو منكبيك، يعني قبالتهما. بهذا التكبير تدخل في حرمة الصلاة ويحرم على المصلي ما كان مباحا قبل الصلاة مثل الأكل والشرب والحديث، لأنك تتحدث مع ربك وحده وليس مع أحد سواه.

    الله أكبر تدخل بها إلى الصلاة لتلقي بنفسك بين يدي ربك موقنا بقلبك وناطقا بلسانك وعاملا بجوارحك أن الله أكبر، لذلك فالله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يستحق العبادة والطاعة والتسليم الكامل. الله أكبر لكي يكون شغلك الشاغل هو صلاتك وخشوعك وعبادتك التي تؤديها لله رب العالمين فلا يشغلك شيء عنها من درجة تركيزك العالية فيها.

    تُكبِّر الله فتقول الله أكبر… فإذا حدثك أحد فلن تلتفت إليه… تقول عفوا إني أحادث ربي خالقي، فهذا وقت الله سبحانه وتعالى، وسوف تتعلم فيما بعد صلاتك ألا تخلط بين الحقوق بعضها ببعض بل سوف تميز بين كل حق فتؤديه إلى صاحبه على أكمل وجه…. لذا حافظ على صلاتك.

    إذا رن هاتفك وقت الصلاة.. ستقول عفوا أيها الهاتف فإن لدي موعد هو أهم مواعيد يومي ولا يمكنني أن أفوته.

    إذا بكى الطفل.. ستقول عفوا أيها الطفل فلتهدأ قليلا حتى أوفي حق ربي لكي أستطيع أن أوفي حقك جيدا، فجهز للطفل ألعابه قبل البدء في الصلاة ليجد ما يفعل بينما تركز أنت في صلاتك (أم أو أب).

    تستشعر قدرة ربك وأنه أكبر وأن هذا الوقت هو وقت تعرض فيه نفسك على ربك، لكي تقول له: يا رب أنا على عهدك ووعدك، فاهدني… أنت طوال يومك تحتاج إلى هداية ربك لكي ترى الحق حقا، ولكي ترى الباطل باطلا، فتتعامل بالشكل السليم مع كل حالة.

    الله أكبر من كل حالة أنت فيها في حياتك.. عندما تكن في ضراء أو يكون لديك مشكلة، فالله أكبر منها وأكبر من المتسبب فيها وقادر على حلها. وعندما تكون في سراء فالله أكبر لأنه أعطاك هذه النعمة وقادر على أن يعطيك ويعطي غيرك أكبر منها في الدنيا وفي الآخرة. وعندما تفكر فالله أكبر قادر على أن يهديك إلى ما تريد وإلى الخير والحق.

    الله أكبر ترفعك عند الله لأنك تقر لله سبحانه وتعالى وحده بالعظمة والجلال قلبا ولسانا وقالبا… الله أكبر كبيرا

    الله أكبر حقا وصدقا ودوما

     

    بقلم: داليا السيد

  • الصلاة تُقَوِّمنا: النية

    الصلاة تُقَوِّمنا: النية

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الصلاة تُقَوِّمنا: النية

    زمن القراءة: 4 دقائق

     

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ.” المؤمنون1-2، فالخشوع في الصلاة يبدأ بالنية وحسن تحديدها داخل نفسك، فتراها في قلبك عبادة وسعي لله سبحانه وتعالى وخشوع.. تراها رغبة وحبا ورهبة لله سبحانه وتعالى.

    صلاتك تعلمك أن تضع نيتك في سائر أعمالك بعدها لتكون عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى وابتغاءا لمرضاته وحده لأنه هو وحده سبحانه خالقك ورازقك وراحمك فهو من يدبر أمرك كله ومن يعطيك ويجازيك.

    نيتك يجب أن تكون واضحة وراسخة في قلبك فتكون متحققة بقوة فيه، فكلما زاد حسن النية يزيد الأجر والقرب لله تعالى. والنية توجه العمل إلى الصواب والاستقامة، لأنها تجعل الإنسان ثابتا على أرض صلبة عن طريق تذكيره دوما بالهدف والغاية التي يسعى إليها وهي عبادة الله عز وجل بالعمل المستقيم الذي يضعه في سعادة حياته دنيا وآخرة.

    والنية الصادقة لله تعالى تضع الإنسان على طريق الوعي والفهم الجيد لنفسه ولأعماله وأسبابها واتجاهاتها، فيكون دوما على علم لماذا يقول هذه الكلمة، ولماذا يتصرف هذا التصرف، وهذا يجعل من الفرد شخص قوي واضح في شئون حياته، واضح في هدفه وسعيه راضٍ عنها، فهو لا يطلب سوى رضا ربه.

    وبذلك، ومع صدق النية وإخلاصها لله تعالى، يعلم الإنسان أن كل قوة وكل رزق هما من الله وبالله سبحانه وتعالى وحده، ولا يتأثر بالمشتتات حوله، ولا ينحرف عن الهدف الذي يسعى إليه، ولا تأخذه الظروف فيبتعد عن هدفه، بل سوف يلتزم خطه ومساره الذي وضعه لنفسه لكي يكمله حتى النهاية كما يفعل في صلاته يكملها حتى نهايتها على أكمل وجه، ويُحَسِّن بإستمرار منها ومن إتقانها.

    والنية من المهم أن تكون قوية في قلب الإنسان لأنها المؤثر على عمله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى……) رواه البخاري… وهي تلك التي تُقبل بها الأعمال عند رب العالمين من حيث إخلاصها لله تعالى.

    لذلك فالنية ليست مجرد رغبة في فعل شيء، ثم ينتقل الإنسان سريعا دون أن يلتفت إلى ما وضعه في قلبه، بل النية تحديد كامل للهدف الذي تريد، ورؤية واضحة للطريق الذي تسير فيه ومعالمه التي تمر بك فيه.

    فإذ تقول لله بنيتك يا رب أني أنوي أن أصلي إليك عبادة ورغبة ورهبة إليك…. تقول إني أبني علاقتي القوية معك يا الله.. إني أطيعك وأحبك وأسعى إليك فوفقني. وبناءا على هذه العلاقة وقوتها وصدقها، وكذلك بناءا على نيتك في أعمالك التي تقوم بها، سوف يبني الله لك جميع علاقاتك مع الناس ومع مكونات البيئة التي تعيش فيها، فتستجيب للمواقف بشكل صحيح، وتتفاعل بشكل منتج وفعال يرضي الله سبحانه وتعالى… حافظ على صلاتك فهي عماد دينك وحياتك.

     

    كتبت: داليا السيد

  • الصلاة تُربينا: أرحنا بها يا بلال

    الصلاة تُربينا: أرحنا بها يا بلال

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الصلاة تُربينا: أرحنا بها يا بلال

    زمن القراءة: 2 دقيقة

     

    يقول ربنا تبارك وتعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.” سورة البقرة277

    وعن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال : انطلقت مع أبي إلى صهر لنا من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (أرحنا بها يا بلال)، رواية في المعجم الكبير.

    وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُبِّبَ إلَيَّ: النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)، رواه النسائي

    (النساء: في حلال الله، وفي الاستقامة، وطاعة الله سبحانه وتعالى، والتبليغ عنه صلى الله عليه وسلم- والطيب: في جمال ونعمة الحياة، ومصافحة الملائكة وحب الله سبحانه وتعالى، وقرة العين: سرورها وسكونها).

    الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يقول عنها لسيدنا بلال رضي الله عنه أرحنا بها ، وقرة عيننا، فهي راحة النفس التي يتعاهدها الإنسان خمس مرات في اليوم لتكون له راحة واطمئنان وقرة عين. الصلاة العبادة تجدد للإنسان نفسه وعمله، لأنه يقف بين يدي ربه فيعرض نفسه عليه بما حمل من كلمات ومعاملات وأفعال مع الناس، فينقيه منها ويصفي نفسه ويهدي فكره وقراره إلى الأفضل وإلى الإستقامة على صراط الله المستقيم.

    إنها الصلاة الفريضة المتينة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، والتي إذا جمع معها الإنسان الإيمان والعمل الصالح وإيتاء الزكاة، كان ممن يأمنون ممن لا خوف عليهم من خطر فلا يضرهم شيء لأن الله سبحانه وتعالى يحفظهم، وممن ولا هم يحزنون لأن الله يُسَكِّن قلوبهم فيرضون بما قسمه الله سبحانه وتعالى لهم فيسعون في سعادة ورضا إلى طريق الله عز وجل يرون جميل الحياة وجميل النعم.. يعطون فكرا وجهدا ومالا لله سبحانه وتعالى.

     

    (مصادر: في تفسير القرآن الكريم)

     

    كتابة: داليا السيد حسين

     

  • لا تقل لا يمكنني أن أتغير أو أغير شيء للأفضل

    لا تقل لا يمكنني أن أتغير أو أغير شيء للأفضل

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    لا تقل لا يمكنني أن أتغير أو أغير شيء للأفضل

    زمن القراءة: 3 دقيقة

     

    لا تقل أنا لا يمكنني أن أتغير أو أغير من شيء للأفضل، فأنت تستطيع …. هناك قاعدة عليك أن تسير عليها، وليس لنا إلا أمر الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم العمل الصالح تطبيقا لهما، وهو كثير جدا. يقول ربنا تبارك وتعالى: “…. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ….” الرعد١١.

    وهذا يعني أن الإنسان يمكنه أن يغير ما بنفسه، وما بمجتمعه أو المجموعة الاجتماعية التي يعيش فيها…. شرط الإرادة والصدق مع الله سبحانه وتعالى وبذل الجهد الممكن.

    كيف؟
    نريد أن نطبق الآية الكريمة، يأتي الحديث الشريف فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، اذا سألت فاسال الله، واذا استعنت فاستعن بالله…..” الأربعون النووية.

    الحديث ينطق من بيان التعبير، فإذا أردنا أن نتغير فعلينا أن نستعن بالله تعالى لكي يغيرنا الله تعالى للأفضل.. نستعين بالله ولا نعجز، فالأمر كله لله جل وعلا، ونحن نعمل وننتج بحول الله وقوته، وبما وضعه فينا من قلب ومخ وأعضاء وأدوات خارجنا مما سخره لنا سبحانه وتعالى.

    النية الصادقة والعزم مع طرق التغيير الصحيحة التي ترضي الله تعالى.

    مثال1، إتقان الصلاة والالتزام بها، حدد في عقلك أوقات الصلاة، وبالتالي سوف تحتاج أن تفتح قلبك وأماكن في مخك لكي تسعى إلى هذا الهدف في أوقات الصلاة، فتنير الضوء في عقلك أن قد حان الوقت للالتزام مع كل وقت صلاة…. والله المستعان.

    مثال2، تغيير سلوك شخصي للأفضل، تعلم معنى هذا السلوك، اقرأ في القرآن والسنة ما جاء في هذا السلوك والخُلُق، واقرأ عن أمثلة في استخدامه وتطبيقه كجزء من الأخلاق الحسنة، فَكِّر في كيفية تطبيقه على مستواك الشخصي في مواقف حياتك التي تمر بها، اعزم وتوكل على الله سبحانه وتعالى….. يمكنك أن تقوم بذلك على المستوى الفردي والجماعي كذلك بإذن الله تعالى.

    اللهم اهدنا لما تحب وترضى

     

    كتابة: داليا السيد حسين

     

  • صلاتك هي حياتك

    صلاتك هي حياتك

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    صلاتك هي حياتك

    زمن القراءة: 4 دقيقة

     

    صلاتك هي حياتك

    يقول ربنا تبارك وتعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ. (238)” سورة البقرة. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فقال لي: (إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه) قال: قلت: أجل يا رسول الله قال: أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد .) صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم.

    الصلاة هي أهم عمل يمكن أن يقوم به الإنسان في حياته، فهي صلته مع خالقه التي تقويه وتدفعه للأمام، ولهذا كان أمر الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على الصلاة والتأكيد على إقامتها في موعدها والحفاظ على جميع أركانها. فالصلاة كما علمنا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، لذلك فصلاتك مفتاح لعملك كله، وهذا دافع قوي لمزيد من التمسك والإتقان في الصلاة حفظا لها ولسائر أعمالك التي تجتهد فيها وتحيا حياتك لضبطها وتنظيمها في معاشك كله مأكلا ومشربا ومأوى ومسكنا وأدوات…. فحافظ على صلاتك.

    إذا كان لديك بناء فالبناء لا يمكن أن يستقيم أو يكون بدون عمود يقيمه، لأنه بدون العمود سيقع البناء ولن يستمر.. لذلك يوضع العمود الجدران والمحتوى الداخلي، فهكذا الصلاة هي أساس حياة الإنسان الذي يضع له بناء شخصيته وهيكل عمله لكي يتمكن من تكملة البناء حوله فيسير مستقيم ومنتج، ليؤدي ما عليه من واجبات ويحفظ ما له من حقوق.

    حافظ على صلاتك، واجعلها معك في كل وقت… في عملك وفي دراستك وفي بيتك وفي مسجدك، فالأرض جعلت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته مسجدا وطهورا، فأينما تكون يمكنك أن تقم صلاتك. اجعل معك سجادة صلاة صغيرة لكي تصلي في أي مكان تحضرك فيه الصلاة… فالصلاة عظيمة عند الله رب العالمين.

    وعاهد وقت صلاتك وتابعه، وحدد يومك على أساس أوقاتها، مثل أن تقول سأقوم بمهام معينة تتطلب أعلى نشاط بدني وذهني بين صلاتي الفجر والظهر، وسأجعل  مهمة أخرى بين صلاتي الظهر والعصر، وهكذا في بقية الأوقات البينية للصلوات بما يناسب الوقت المتاح ونشاطك البدني فيه وحاجاتك وظروف حياتك. فإذا أخلصت نيتك لله سبحانه وتعالى بأن تحسن وتتقن صلاتك، وحددت هذا الهدف فيها، وما تريد أن تفعله، ستجد أنك تضع علامات في دماغك على أوقات الصلاة لكي تعمل كمنبه لك عند سماعك الأذان بأن عليك أن تقوم لتصلي.

    فاعزم، وتوكل على الله الوكيل سبحانه وتعالى، وكن قويا بقوة الله عز وجل، ولا تفرط في شيء من صلاتك…. حافظ على صلاتك في أوقاتها عبادة لله جل وعلا، وقربا منه، ورجاءا في هدايته سبحانه وتعالى.

     

    كتابة: داليا السيد حسين