أقسام صيام التطوع

أقسام صيام التطوع

بقلم / محمد سعيد أبوالنصر 

بعد أن شرحنا طرفًا من أَحْكَام النِّيَّةِ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ ندلف إلى التحدث عن صَوْمِ التَّطَوُّعِ
صوم التطوع ينقسم إلى قسمين: مطلق ومقيد:
القسم الأول: صوم التطوع المطلق: وهو ما جاء في النصوص غير مقيد بوقتٍ أو زمنٍ معين.
القسم الثاني: صوم التطوع المعيَّن: وهو ما جاء في النصوص مقيد بزمن معيّن أو وقت معيّن، كصوم الست من شوال، ويوم الإثنين والخميس، وأيام البيض، ويوم عاشوراء، وصوم يوم عرفة، وصوم شهر شعبان، وصوم شهر الله المحرم، وغير ذلك، وسيأتي إن شاء الله تعالى التفصيل في الصوم المُعيَّن.
وأما الصوم المطلق فقد جاءت الأحاديث الكثيرة في الترغيب فيه، ومنها ما يأتي:
1 – حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه -، قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفطر من الشهر حتى نظن أنه لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أنه لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تشاء تراه من الليل مصلياًّ إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته”
وفي لفظ للبخاري: “ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائماً إلا رأيته، ولا مفطراً إلا رأيته، ولا من الليل قائماً إلاّ رأيته، ولا نائماً إلا رأيته، ولا مَسِسْت خزةً ولا حريرةً ولا ديباجاً ألينَ من كفِّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا شممت عبيراً أطيب رائحةً من رائحة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –”، وفي لفظ: “ولا شممت ريحاً قط، أو عرفاً قط أطيب من ريح أو عرفِ النبي – صلى الله عليه وسلم –”
2 – حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: “ما صام النبي – صلى الله عليه وسلم – شهراً كاملاً قط غير رمضان، ويصوم حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم”
3 – حديث عائشة رضي الله عنها، قال عبد الله بن شقيق، قلت لعائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصوم شهراً معلوماً سوى رمضان؟ قالت: والله إن صام شهراً معلوماً سوى رمضان حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يصيب منه”، وفي لفظ: “ما علمته صام شهراً كله إلا رمضان، ولا أفطره كله حتى يصيب منه حتى مضى لسبيله”، وفي لفظ: “كان يصوم حتى نقول: قد صام قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر قد أفطر، وما رأيته صام شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان”
4 – حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنه -، “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، كان يسرد الصوم أي يتابع فيقال: لا يفطر، ويفطر، فيقال: لا يصوم”
، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى على ما جاء في الأحاديث السابقة من أنه – صلى الله عليه وسلم – ما يحب أن يراه أحد صائماً إلا رآه صائماً، ولا مفطراً إلا رآه مفطراً قال: “يعني أن حاله في التطوع بالصيام والقيام كان يختلف، فكان تارة يقوم من أول الليل، وتارة في وسطه، وتارة من آخره، كما كان يصوم تارة من أول الشهر، وتارة من وسطه، وتارة من آخره، فكان من أراد أن يراه في وقت من أوقات الليل قائماً، أو في وقت من أوقات الشهر صائماً فراقبه المرة بعد المرة فلا بد أن يصادفه قام أو صام على وفق ما أراد أن يراه، هذا معنى الخبر، وليس المراد أنه كان يسرد الصوم، ولا أنه كان يستوعب الليل قياماً”ولعل “السر في هذا والله أعلم أنه – صلى الله عليه وسلم – إذا كثرت المشاغل أخَّر الصيام واشتغل بالجهاد، والنظر في حل المشكلات، فإن الصوم يضعفه عن ذلك، فإذا جاء الفراغ وقلة المشاغل سرد الصوم، فيتعوَّض بسرد الصوم عن سرد الإفطار، ويتَحَرَّى الأوقات المناسبة للإفطار، وهكذا ينبغي للمسلم أن يفعل … ”
أنواع صوم التطوع المقيد:
ذكرنا أن صوم التطوع ينقسم إلى قسمين- التطوع المطلق 2-والتطوع المقيد، “وصوم التطوع المقيد أفضل من صوم التطوع المطلق “ويأتي صوم التطوع المقيد على أنواع وهذا ما نشرحه في المقالات القادمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *