اتهام الأبرياء جريمة

(اتهام الأبرياء جريمة)

كتبه واعده/الشيخ/طه أبو بكر طه عبد المعطي

للأسف الشديد: عندما يحدث خلاف بين الزوجين وينسد الطريق بأبغض الحلال وهو الطلاق ،نجد بعض من لايخاف الله يرمي تهما جزافا ويعلن الحرب والشائعات؟ ويسب زوجته بأقبح السباب ، ويتناسي الفضل والمعروف فيما بينهم، ينسي أنه أستمتع بزوجته، أنه أكل وشرب معها، ينسي انها كانت تخاف عليه تتألم بألمه وتفرح بفرحه، فهو لايبالي قلبه مظلم الشر يحوطه الشر ،والنبي صلى الله عليه وسلم قال( اتقوا الله في الضعفين المرأه واليتيم)،
فإن الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة، وخطيئة منكرة (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )سورة النــور 15. إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات، من الأبرياء والبريئات، عاقبته خطيرة في الدنيا والآخرة، قال تعالى( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)

وتتميز بعض الشخصيات المريضة بحبها لإثارة الفتن ودب النزاعات بين الناس من خلال نقلها لكلام مسيء أو تلفيقها لبعضه بهدف تحقيق بعض المكاسب والمصالح الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر من يتودد لهم.
وتزداد خطورة نقل الكلام، والافتراء على المحصنات،عندما يصاحبه الافتراء وعدم الدقة والتضليل
قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) النور

إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة، لقد صار الحسد، والعداوات الشخصية، من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات،

فلا يحل لأحد أن يبهت مسلما تحت أية ذريعة، وقد جاء الوعيد على هذا المنكر فيما أخرج أحمد عن ‏ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، سقاه الله ‏من ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج، وردغة الخبال عصارة أهل النار. والحديث صححه الألباني.

وعن أبي الدرداء موقوفًا عليه أنه قال: (أيما امرئ أشاع على امرئ مسلم كلمةً وهو منها بريء ليَشينه بها كان حقًّا على الله أن يعذبه بها يوم القيامة في النار، حتى يأتي بنفاذ ما قال). فتأمَّل هذا الأثر العظيم الذي لا يقال من قبل الرأي؛ لتعلم منزلة الافتراء على المؤمن، وسوء عاقبة من قام به وتحمَّله.

ويستوي في الإثم من اختلق هذه الكلمة ومن أعان على نشرها دون تَثَبُّتٍ وتَوَثُّقٍ؛ لقول علي : (القائلُ كلمةَ الزور والذي يَمُدُّ بِحَبْلِها في الإثْمِ سواء)، وفي الحديث أن النبي قال: ((كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)).

فليتق الله المسلم، ولا يعرض نفسه لسخط الله بما يقترفه من أذية إخوانه المسلمين؛ فقد يكون مَن أوقع عليه الأذية بَرًّا تقيًّا وليًّا لله تَعَالَى؛ فيصدق على من آذاه قولُ الله جَلَّ وَعَلاَ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا؛ فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)).

ولَمَّا مَرَّ أبو بكر على نفر مِن الصحابة وقال لهم كلمةً كأنه أغلظ عليهم بها، فجاء إلى النبي فأخبره، فقال له عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: ((يَا أَبَا بَكْرٍ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ)). فهذا خطاب مع أبي بكر خير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء، فكيف بمن دونه؟! فكيف بالذي يغضب المؤمنين والمؤمنات بما يتقول عليهم من البهتان الواضح والكذب الصريح؟! لا ريب ولا شك أن غضب الله تَعَالَى عليه أحرى وأولى، وأن عقابَه شَدِيدٌ ألِيم. وقد ثبت في الحديث عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن النبي قال: (مَوَنْ بَهَتَ مُؤْمِنًا أَوْ مُؤْمِنَةً حَبَسَهُ اللَّهُ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَخْرَجِ)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *