الأسد الغضبان من فأرة الغيطان
بقلم – ميرا علي
يحكى أن أحد المدعوين الى حفل زفاف وبينما هو جالس ضمن المدعوين حين رمشت عينان فتاة تجلس على طاولة فإبتسم لها فغمزت له . وهنا طار عقل الشاب ولم يقدر أن يتمالك نفسه وبما أن طاقة المكان كلها مفعمة بنفحات الزواج وبناء الاسرة وشهر العسل والدخول الى القفص الذهبي مما حذا بصاحبنا فور خروجه من القاعة بعد انتهاء الحفلة ان يلتحق بوالدته التي كانت من ضمن ضيوف الحفلة .
وبينما الأم وإبنها العاشق الولهان في طريق عودتهما للمنزل بادر الأخير بطرح اسئلة الى أمه عن بعض اللائي كنّ بالحفلة وذكر تحديدا صاحبة الغمزة ، وصفها وصفا دقيقا ، فعرفتها الام وقالت : نعم هي بنت فلانة ، جارتنا في حيينا القديم وأعرفها تماما .
هنا توسل الإبن بأن تخطبها له وأنه لا بد أن يرتبط بها ، بعد عدة أيام كانت الأم مع ابنها في منزل العروس المرتقبة ، حيث كان صاحبنا متحمسا للرؤية الشرعية عن قرب ولكن هذا لم يتم لأن والدها أصيب بأزمة قلبية مفاجأة ، وتأجلت الرؤية وبعدها تأجلت مرة أخرى .
مما دعا الشاب بأن يتنازل على هذه الرؤية وأن تسرع والدته مع والداها في تحديد يوم الخطبة والملكة طالما أن الكل موافق ثم مضت سنوات عاش فيها الزوجان العاشق وصاحبة الغمزة كما يقال في سبات ونبات وأنجبوا خلالها صبيان وبنات ،.
وفي إحدى الليالي وبينما الزوجان السعيدان يتبادلان أطراف الاحاديث الودية العاشقة والحالمة سألته الزوجة ولأول مرة ، حبيبي كيف اخترتني دونا عن فتيات حفلة تلك الليلة التي كانت سببا في زواجنا فقال : لقد رأيتك وأعجبت بك أشد الاعجاب وتمنيت حينها ان تكوني حبيبتي خاصة بعد ان غمزتي لي
استوقفته قائلة متسائلة عن أي غمزة تتحدث ، فأخبرها بما كان فردت عليه : حبيبي لم أغمز لا لك ولا لغيرك ولم أرك من الاساس ، وعندما أخبروني عن الرؤية الشرعية فرحت كثيرا وحزنت في نفس الوقت لاني كنت قلقة من الرؤية لانها هي المرة الاولى التي كنت سأراك فيها ولكن الحمدلله ان الامور جرت بسهالات وتوفيق ، اما عن الغمزة ليلتها والتي ظننتها غمزة فهي لم تكن سوى من الكحل الذي سقط شيء منه في عيني
بينما كنت واقفة أصفق للعروس لحظة دخول العريس وأخوانه فرمشت بعيني واعتقدت أنت بأنها غمزة ، فهل عودة طالبان اليوم هي بناء على غمزة امريكية غير مقصودة ظنتها طالبان كرت عبور وعودة مجيدة لما كان أكثر من عشرين عام لحفلة كانت طالبان فيها عريس أفغانستان وممارسات في حق صوالين الحلاقة وأغطية النسوان ، هل هو عودة راشد تعلم من دروس الماضي ام لا زال أسدا غاضبا من فأرة الغيطان وفهمكم كفاية وكفى .