الإسراف، والإجِّحَافْ في سَّنُواتِ الجَفّاَفٍ الشِّدَادٍ العِّجَافْ

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، والأستاذ الجامعي غير المتفرغ

الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء والكتاب والعرب فرع فلسطين

عضو مؤسس في الاتحاد الدولي للأدباء والكتاب و للمثقفين العرب

رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين

dr.jamalnahel@gmail.com

إن الظلُم أَّيهُا الظالمون لن يحُررُ الأوطان، ولن يّبَنَّى الإنسان، ولن يأتي بالإحسان، فهّوْ عَارِضٌ ملعُونْ، مُدمرٌ للبنُيان المّتِّينْ، وحَادٌ كالسكّيِنْ،

وأنتُم تّعَلمُونْ ذلك علم اليقين، ولكنكُم تتجاهّلُون، وتتعامُون، وتتغافلُون، كّأنكُم لا تعَملُون، ولا تعقلون، ولا تَّتّفّكُرون، ولا تَرجعُون، ولا تتّوُّبُون أو تستغفرون أفلا تّنَتهُون!؛ فيا أيهُا الظالموُنْ من شياطين الإنس، والجان، الهَادمين لأِّركانِ وبُنيان الأُوطان؛

رغم عِلمَكُم بأن كل من عليها فَانْ بالمنُون اليَّقِين؛؛ فالظلم، والظالمين سيان، ملعُونين، لأنهم ساكبوُن لدموع أعّينُ المحرومين، والمقهُورين، والمعُذبين، من التواقون، والمُشتاقون،

من الموحدين المؤمنين الزاهدين!.. وإن الظالمين سُّودٌ كالغربان مُسِّكِّتينْ للطاهرين،!؛ مانعين بوح اللسانِ، وهُمْ حَّذِرون قلِّقُوُن، سَاهِّرون خائنُون خائفون مّاجنوُنْ، مسعُورون، يُّجُن جنونهم كالمجانين علي كراسيهِم، ومناصِّبهم وإنهم لها مُنّحنُون، و متمسكُونْ!؛ إنهم جُهَنّمَيِيِنْ، غير طّيَبون، ولا يحَنونْ، ولا يّحُّضُونْ علي طعام المسكين، ولا يرحمون اليتم ولا من يَّتأوهُون، ويتألمون!؛ فالظالمُين من طينٌ، وجُلهُم مُفسدين ؛

والظالمُ فتَانٌ مراقبٌ للعيونِ، وللنُون، وللقلمِ، وللُمتونِ، وحتى الفنون، والشجُون، وللحركاتِ، والسكون!؛؛ ونحنٌ نّحورُ، وندور بشكلٍ غير متين من خلال سّطوِ عصابة كيانُ بني صهيون، وزعيمهم النتن الجبان، الخائن الخُوُانْ!؛ ولقد اعتلى سدة الحُكم عندنَا في الأوطان زُمرة من سلاطين وحُكام، وملوك وأمراء منهُم لرعيتهمِ مُّسَتَبّدِيِنْ، ومتكبرين طاغين،

وأما أمام الأعداء تراهُم صاغرين رغم أن أصلهم جميعاً من طينٌ، فّينسَاقون للأعَداء وهُم لينين هينين كالَعجينٌ، وكالطحينٌ المطحون!؛ ونُّشَاهُد المكنون في هذا الزمان، ونرى المكان وكثرة الَدِفنِ والأكفان، والسجن، والسجانٌ، والسجينٌ في الوطن العربي،

الذي سَادْ فيهِ سوُادُ ليلِ الُّظِّلمِ، واستحكم الظالمين، فاستوطن بعضهُم مُتحّكِمون وحاكمين حالمين، مُنحلين مُتحللين من بلاد الشام، وحتى الرافدين، وباقي الأوطان من بلاد التين، والزيتون، وطُورِ سينين، ووصولاً لمدينة، وموطن سيد النبيين، والمُرسلين

، في البلدِ الأمين وفيهِ كعبة المُحبين، والمشتاقين، والعاشقين!؛ وأصبحنا أُمةً من التائهين، والمُهاجرين، والضائعين، حيارى مَّظَلُومين، غير قادرين علي الصدعِ بِّكلمة الحق أمام الظالمين، والمُشركين، والماكرين والمُسّرفين!؛ والمُصيبة أن بعضًا منا لهُم من الداعمين،

والمساندين، والُمطَّبِلين، والمهللين، والمُكبرين، والُمبَّجِليِن، والمُصَفَقّين بِّحَراَرة لمن سرق وليس لمن صدق!؛ وتري بعض الظالمين في أعلى مناصب من الوزارة، وحتى الإمارة، ولو أنهُ سرق البيارة، والسيارة، والحارة، والجارة، والعمارة!!؛

أولئك هُم الفاسدون المفسدون في الأرض من المُنافِّقِين، المتُشّدِقين، والأذلاء المُتذللين، والمنُبطحين، المنُحَّنِينْ الصامتين بُدِّون رنين، وبُكِّل حَنينٍ، رغم الأنينْ المتُزايد من جمُوع المُضَّطَهَّديِّنْ، والمقهورين من ذوي المنُتّحِرين، والمظلومين !!؛ إن الظلم ظُلمات، وظلامٌ ماحق بالّشرِ دافق، وللإحسان، وللإيمان سَاحقْ، ولن يحُرر الأوطان!؛

ولن يأتي بالأمن، أو بالأمان؛؛ وإن الظلم قاتلٌ كالطاعون، وهو سلاحُ السارقين الطاغيين المُعاندين المتكبرين الكاذبين، وبعض المسُّتَوزِّريِنْ، الملَّعُونين، أدعياء الوطنية، والدّيِنْ، من المُنّتَحلين صفة المناضلين، من غير الوطنين، أو المسلمين الصادقين!؛ وإن سوقْ الظالمون اليوم ناَفقْ، وسَائِقْ، وللمغُرضين رائِّقْ!. وطالما يوجد الظلمُ، والمجرمين،

ولصوص الأوطان المُّتَبّهرجون، العاصوُن، المُّسِّرِفُونْ، فلن تتحرر الأوطان ولا فلسطين بسبب الظالمين!!؛ لأن فلسطين لن يُحررها إلا المتقون العابدون المتراحمون من أُّوليِ الألباب الصادقون الصديقين العادلون، المحسنون الصالحوُنْ المُبصرون، المُتبصرونْ المنصورون، الراضون، المرضُون المتواضعون.

وإن ما تقشعر له الأبدان، وتشيبُ من هُوله الوالدان، حينما تسمع بانتحار إنسان عريانٍ وجُوعَان!؛ لا يجد قوت يومهِ، أو ما يسد رمق أطفاله، وهُناك من يسرقون الملايين، وصاروا أثرياء في بِضّعِ سنين، وانتفخوا من التخمة، وأكل اللَحمة!؛ وكرامة الإنسان مُهانة، وغيرُ مَصّانْة!؛ وتري في الأوطان من يهتفون باسم الوطن، والوطنية، والأديان، والّدَيَان، ويتقدمون الصفوف في الاحتفالات،

والمناسبات الوطنية، والإسلامية ويتحدثون بملء فّيِّهِمْ عن حب الدين، والإسلام، والمُسلمين، والوطن، والوطنيون، ويخطبون عن العدل في الرعية، وعن أجر بناء المساجد العظيم، ليُصلي فيها المسلمون الراكعون، الساجدون، والكلام صحيح!؛ ولكن إن لقمة في فم جائع خيرٌ من الإسرافِ ومن البهرجة، والبذخ في زخرفة المساجد!؛

لتصل تكلفة بناء بعضها ما يقّرُب من أربعة ملايين دولار، والشعب يتضور ألماً، وحصاراً وجوعاً، وما يزال يرزح تحت حراب الاحتلال، ولم يَتحرر من المحتلين المجرمين المُعتديِن!! ؟؟ ونحن لسنا بلد نفطي، حتى نتبهرج ونتطاول في تزيين البُنيان!؛ وغالباً ما نسمع عن محاولات للانتحار!؛

لشباب بلا مستقبل، وعُمال بدُون عمل، أو أمل، وخريجي جامعات قَاعِدّوُن!؛ ومُتقاعدون في حكُمِ اَلميّتُوُنْ، ومهمومون مغّلُوبون مقهورون!؛ وشبابٌ، وفتيات اقتربوا من سِّنْ الأربعين من أعمارهِم من غير زواج؛ ومرضي لا يجدون علاج وظالمون يستمتعون بعجاجِ النِعاجْ!؛ والقائمة من الهموم، والمصائب، والنوائِب تطول، وتطول الخ..!!؛

وإن ما يحزن القلب أن تجد العَالِمْ العفيف الشريف يُقتل أو يُّقهَر، أو يدُفن!؛ فلا أمن،

ولا أمان في أوطان العُّرَباَن فالإنسان أضحي في زمانهم كالعريان!؛؛ ونحن اليوم أُمة ضَحِكت من جهلها الأُمم، فُويل للظالمين، من شرٍ قد اقترب فيهِ حسابهم، وهُم في غفلة معرضون، ساهون،

ولاُهون، يضحكون، ويمرحون، ويسرحون، وينامون، ويتَّغنون، ويتراقصون، ويتمايلون، ويّظَلمُون ويغّتَابون، ويهمزون ويلمزون، ويَّنمُوُن، ويتَّقاتلون، ويَّتنازعون، ويتَّخاصمون، ويَّغدرون، ويخَّوُنون، ويفجرون، ويغشون، وينافقون، وينحنون، ويخنعون،

ويرضخُون للظالمين، ولهُم يهتفون، وينشدوُن ويتوددون، وعلي موائدهم يترددون، ويأكلون، ويّشَربُون؛ ويّرعُون!!؛؛ فلقد استحسن الظالمون الطُغيان، بدلاً عن البنيان، وأحلوا الفجور،

والخمور، السفُور، وتفاخروا بالقُصور، والدور، ونسوا القبور!؛؛ فّلن يصلح حال الأمة إلا بالابتعاد عن الظلم، وبِعدم نفاق، وتدجين، وتدشين، وتزيين عروش الظالمين،

وعلينا بالعدل، لأنهُ أساس الملُك؛ والحُكمْ، مُتزامناً مع تحقيق الإيمان، وّالِبِر، والإحسان، وبِرحمة الإنسان لأخيهِ الإنسان، فأعظم وأفضل استثمار اليوم هو في تنشئة الإنسان، لأن فيهِ النماء، والازدهار، بمن خلال صيانة حقوقهِ، وحياتهِ وكرامتهِ،

وحريتهِ، وبذلك ينجلي ظلام الليل، ويحل السلام، والأمن، والأمان، فِالإنسان بينانُ الله في أرضهِ، فَّملعونٌ في كل الأديان وفي كل زمانٍ ومكان من هدم البُنيان فَتسبب بِّقِّتل ودمَار وتحطيم الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *