التوقيت الالهى
بقلم /هيام الرمالى
بالاجتماع الأول للعمل قابلته صدفه وبينما هى تسلمه بعض المستندات و تحادثه التقت أعينهما لثوانى معدودة وتوقف الزمن بهما وشعرت انها انتقلت لمكان اخر فهى لم تعد تسمع أو تشعر بمن حولها حتى لم تسمع رده لم تعد تعى بالمكان ومن به وانما أبحرت فى عيناه بعيدا داخل الغابات ووسط ازدحام وتشابك الاشجار وبجوار الشلال وجدت نفسها هناك ولم تستعيد وعيها الا عندما فرغ من حديثه وهى تحدث نفسها احقا ما حدث هناك أشخاص تهزمك من اللقاء الأول وتغير هويتك تغزو قلبك وتستعمر عقلك أو ربما ارواحا مشابهة لك وكأن ما حدث معها حدث له أيضا فكان كل يوم يبحث عنها بعينيه بين كل زملائهم وما ان لاقتها عيناه ابتسم خجلا وذهب لمكتبه هو يلاحقها طوال الوقت بنظراته وكلما حاولت الاقتراب منه أو خلق حديث معه تهرب وتجاهلها وكأنه لا يراها هى تشعر به وتسمع خفقان قلبه كلما اقترب منها وترى ارتباكه وتلعثمه بالكلام هى تسمع انين روحه لكنه يكابر أهناك سر هو يخفيه ام ذلك مجرد غرور فهو المدير والفضول ينهش عقلها ماذا به اهو حقا لا يشعر بها وهى تتوهم وماذا عن تصرفاته ونظراته فما هذه إلا شجية مغرم فلماذا يكتم مشاعره عنها كل من معهم بالمكان شعر بهم وتصرفاته توحى بذلك وبدأ التهامس عنهم بالمكان هو لا يعلم أو يعلم ولا يهتم وهى تنكر لزملائها فهو لم يعترف بشئ وذات
يوم فاجأها بخاتم فى إصبعه رغم ان الحزن يغمر عيناه وهو يعلن ارتباطه بأخرى ووقع ذلك عليها كالصاعقه فكأنه طعنها غدرا لابد أن تشعره بعدم الاهتمام وانها لا تأبه لذلك والا بعثر كبرياؤها امامه واما الجميع فلم تعر الأمر اهتماما حتى انتهى ذلك اليوم الحزين وفى اليوم التالى ذهبت للعمل بكل كبرياء حتى لا يشعر بانكسارها وفى اليوم الثالث لم تقوى على التمثيل أكثر من ذلك فمكثت بالمنزل فقد انهارت تماما ولم تقوى قدماها على حملها بل انها لا تستطيع التنفس وتم نقلها للمشفى لتمكث به سبعة أيام على جهاز التنفس الصناعى فقلبها الزجاجى لم يتحمل طعنة الخيانة وعقلها لم يستوعب الصدمه ثم خرجت من المشفى وعادت لحياتها الطبيعية ولعملها ولكنها عادت بقلب جريح كلما رآه ساله فى صمت تركتنى وانت تعلم أن لى داخل هاتان العينان حياة وبعد فترة قليلةترك مديرها العمل وانتقل لمكان اخر و علمت انه انفصل وعاد وحيدا مثلها وعاد يراسلها ليطمئن عليها ولكنها تغيرت بمرور الوقت ولا تراه الا صديق هو لا يفهم ما تشعر به فحبها له أصبح حب روح لمثيلتها تآلفت معها تتمنى له الخير والسعاده ولكنها لا تريده زوجا أو حبيبا هو لم يعى ذلك فغروره وكبريائه قد طمسا عقله فهرب منها مرة ثانية ومرت سنوات عديدة وجمعتهما الصدفه ثانية بالنادى كانت منهمكه بين أوراقها وهى ترسم فسلم عليها واستأذنها بالجلوس وسألها اترسمين نعم هى ترسم كانت ترسم وجهه وعيناه الجميلتان الخالدتان فى ذاكرتها فلملمت أوراقها بسرعه واجابته لا انا اكتب وماذا تكتبين اكتب روايات وقصص قصيرة ومقالات عن اى شئ الا الحب لانى لا أؤمن به يتبع