الحرف التراثية المصرية
الحرف التراثية المصرية
بين تهديد البقاء والحفاظ على الهوية المصرية
هبه الخولي / القاهرة
كثيراً ما نقف أمام الحرف اليدوية المصرية بإعجاب شديد لما لها من مكانة مهمة بين الصناعات الأخرى، فهى حرف ذات مردود ثقافى واقتصادى متوارث ، يعكس ثقافة وتاريخ الشعب المصري، ويمثل ثروة له، هذه الثروة تمثل عامل جذب للسياح ، يعتمد فيها الصانع على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية ، باستخدام الخامات الأولية المتوفرة فى البيئة الطبيعية المحلية أو الخامات الأولية المستوردة .
وهو ما استدعى بضرورة الحال إلقاء الضوء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يخص الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات لتكون نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين بهدف إقامة المعارض وتسويق تلك المنتجات والترويج لها لكى تخرج تلك الصناعات لخارج مصر،
وعلى هامش منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام عبر تقنية البث المباشر للعاملين بالأقاليم الثقافية وديوان عام الهيئة ،تم البدء في رابع محاور المنتدى المعني بالحرف التراثية والبيئية التى تراجع دورها خلال الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والعمل على كيفية تطويرها وتقديم الدعم الكامل لهذه المهن التراثية حفاظا عليها من الاندثار، وفتح قنوات جديدة من قبل التسويق لها.
وهو ما ارتكزت علية أولى محاضرات المحور الرابع من المنتدى لتوضح الدكتورة جاكلين بشرى مدير عام فرع ثقافة كفر الشيخ أن وزارة الثقافة تعمل على استمرار هذه الحرف من خلال قطاعاتها بعمل ورش مستمرة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، إلى جانب مدينة الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط، وكذلك عمل المهرجانات والملتقيات السنوية والدورية، لتظل الحرف ويظل الحرفيين على تواصل مستمر، فقد اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا فى مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها.. وأن الحفاظ علي التراث المصري والصناعات الحرفية من الاندثار سيساهم بدوره في تقدم مصر من خلال الحرف التقليدية التى تُميز المحافظات المصرية المختلفة وذلك في إطار استراتيجية دعم ورعاية الحرف التراثية كجزء هام ورئيسي من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية، فالتراث الحضاري على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم وأكبر دليل على عراقتها وأصالتها وخير تعبير عن هويتها الوطنية وصلة وثيقة لا تنفصل ولا تنقطع بين الماضي والحاضر ، وقديمًا قالوا من لا ماضي له لا حاضر له، فمصر تتميز بالصناعات اليدوية التراثية حيث توجد عشرات الحرف اليدوية التي توارثت من جيل إلى جيل، حاملة معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال والدقة والإتقان .