الخلوة مع الله في زمن الكورونا

الداعية /بهنسي سيف

(1) قد يكون في طيات المحن؛ منحاً، فـ”عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ” وللمؤمن في حوادث الزمن ونوازله؛ تصوراً وتصرفاً يتمايز به عن غيره من البشر، فهو يحول كل أحواله إلى عبادة،

وقد فرض علينا كورونا شروطه وألزمنا بها؛ تقييداً وراء قضبان العزلة، إلا أن صاحب القلب المشرق جعل منها خلوة. والخلوة عطاء الله لأهله وخاصته، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: “من أحب أن يفتح الله قلبه، ويرزقه العلم، فعليه بالخلوة ..” إنها نصيحة، مجرب وولي من أولياء الله العارفين به،

السالكين طريقه على بينة ونور من الله، فالخلوة مع الله؛ تعتني بقلب المريد، وتعلو به في مصاف أهل الصفاء، تأخذ روحه إلى فضاء الإشراق،

وشموس المعرفة، والخلوة: هي مكان الانفراد بالنفس، والانقطاع عن العالم، للوقوف متعبداً بين يدي الله، لاستقبال فيوضات ورحمات الله التي لا تنقطع ولا تفنى، يأخذ منها كل عابد على قدر الله لا على قدر عبادته،

لكن قبل الدخول فيها عليه أن يتطهر من الدنيا وينظف القلب، ويخلص النية، ويتحلل من الذنوب تجاه الخلق، لأن الخلوة حضور مع الله في بقعة قدسية ليست رخيصة الثمن، ولا قريبة المنال: أيها العاشـق معنى حُسنِنا …

مهرنا غالٍ لمن يــــطلبنا. جسدٌ مضنى وروحٌ فى العنا … وجفون لا تذوقُ الوسـنا. وفــــــؤادٌ ليـــس فيـه غـيـرنا … فإذا ما شئت أدِ الـــثمنا. فافن إن شئت فناءً ســرمداً … فالفنا يُدني إلى ذاك الغِنا. واخلع النعلين إن جئـت إلى ..

. ذلك الحي ففيه قدسنا. فهل لهذه الخلوة أصل في الدين، ولماذا علينا الرجوع إليها والبحث عن أنفسنا فيها؟ هذا ما سنذكره إن شاء الله وقدر في الحلقة القادمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *