الدكروري يكتب عن إرتداد القبائل عن الإسلام(العمق نيوز)
الدكروري يكتب عن إرتداد القبائل عن الإسلام(العمق نيوز)
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بعد وفاة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم قد ارتدت قبائل كثيرة عن الإسلام، ومن هذه القبائل هي قبيلة بني تميم، ولقد كانت بداية تمرد بني تميم على خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه حين امتنعوا عن دفع الزكاة إليه أو تقسيمها بين مستحقيها، وتزامن ذلك مع قدوم سجاح التميمية إليهم قادمة من أرض العراق على رأس جيش مكوّن من ربيعة وبني تغلب وإياد وشيبان والنمر، قاصدة غزو المدينة المنورة وذلك بعد إدعائها النبوة، أسوة بغيرها من المتنبئين الذين ظهروا قبيل أو بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما وصلت سجاح التميمية بجيشها إلى منطقة قريبة من قبيلتها بدأت في مراسلة بطون بني تميم طالبة منهم الدعم والمساندة فاستجاب لها بنو مالك لها بقيادة وكيع بن مالك وبنو يربوع.
بزعامة مالك بن نويرة الذى انفصل عنها بعد الهزيمة التي مُنيا بها في حربهم ضد أحد بطون بني تميمٍ يقال لهم بنو الرباب، ونتيجة لذلك عادت إلى طلب المساندة من بطون بني تميم لغزو المدينة لكنها فشلت فى التأليف بين تلك البطون المتناحرة أصلا لأسباب سياسية وسيادية عندئذ قررت التوجه نحو اليمامة لمحاربة مسيلمة الكذاب، في تلك الأثناء كان مسيلمة الكذاب منشغلا بمحاربة القبائل المجاورة، كما كان يتأهب لصد جيش المسلمين المرتقب مما دفعه إلى مهادنة سجاح التميمية، والإتفاق معها طالما أن هدفهما واحد وهو محاربة مقر الخلافة والقضاء عليه، ونتج عن ذلك الإتفاق زواج مسيلمة الكذاب من سجاح، ودمج الجيشين معا لمحاربة المسلمين، ودفع نصف غلات اليمامة إلى سجاح.
وبعد ثلاثة أيام من الزواج عادت سجاح إلى قومها بني تغلب حاملة معها الغلات وتاركة خلفها مندوبا عنها ثم غزا جيش المسلمين مسيلمة ووقعت معركة اليمامة التي انتصر فيها المسلمون وقتل مسيلمة الكذاب وانتهت نبوته، أما سجاح فعاشت بقية حياتها حتى وفاتها في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة خمسة وخمسين من الهجرة، في قبيلة بني تغلب مغمورة لا يذكرها أحد، وقيل أنها أسلمت وحَسُن إسلامها هي وقومها في نهاية المطاف، ويرى المؤرخون أن ما دفع سجاح إلى إدعاء النبوة وغزو المدينة هو الدافع الدينى، ويرى المؤرخون أن ما دفع سجاح إلى إدعاء النبوة وغزو المدينة هو الدافع الدينى، إذ كانت نصرانية ناقمة على الإسلام، وكانت بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة، فمنهم من ارتد ومنع الزكاة.
ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره، فبينما هم كذلك إذ أقبلت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الجزيرة، وهي من نصارى العرب، وقد ادعت النبوة، ومعها جنود من قومها ومن التف بهم، وقد عزموا على غزو أبي بكر الصديق، فلما مرت ببلاد بني تميم دعتهم إلى أمرها فاستجاب لها عامتهم، وكان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمي، وعطارد بن حاجب، وجماعة من سادات أمراء بني تميم، وتخلف آخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على أن لا حرب بينهم إلا أن مالك بن نويرة لما وادعها ثناها عن غزوها، وحرضها على بني يربوع، ثم اتفق الجميع على قتال الناس، وقالوا بمن نبدأ ؟ فقالت لهم فيما تسجعه أعدوا الركاب.
واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، وإنهم تعاهدوا على نصرها، فقال قائل منهم أتتنا أخت تغلب في رجال جلائب من سراة بني أبينا وأرست دعوة فينا سفاها، وكانت من عمائر آخرينا فما كنا لنرزيهم زبالا، وما كانت لتسلم إذ أتينا ألا سفهت حلومكم وضلت، عشية تحشدون لها ثبينا، وقال عطارد بن حاجب في ذلك أمست نبيتنا أنثى نطيف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا.