الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب فاطمة الزهراء

الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب فاطمة الزهراء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن زواج السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقيل كان عمرها خمس عشرة سنة، وكان سن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، وقد أولم عليها بكبش من عند سعد وآصع من ذرة من عند جماعة من الأنصار، ولما خطبها الإمام علي بن أبي طالب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن عليا يخطبك فسكتت” أي وفي رواية قال لها “أي بنية إن ابن عمك عليا قد خطبك فماذا تقولين؟ فبكت، ثم قالت، كأنك يا أبت إنما أدخرتني لفقير قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي بعثني بالحق ما تكلمت في هذا حتى أذن لي الله فيه من السماء”
فقالت فاطمة رضي الله عنها، رضيت بما رضي الله ورسوله، وقد كان خطبها أبو بكر ثم عمر فسكت صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لكل انتظر بها القضاء، فجاآ أي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى علي كرم الله وجهه يأمرانه أن يخطبها، قال علي فنبهاني لأمر كنت عنه غافلا فجئته صلى الله عليه وسلم فقلت، تزوجني فاطمة، قال صلى الله عليه وسلم “وعندك شيء؟” قلت فرسي وبدني، أي درعي، فقال صلى الله عليه وسلم “أما فرسك فلا بد لك منها، وأما بدنك فبعها” فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فجئته صلى الله عليه وسلم، بها فوضعها في حجره فقبض منها قبضة فقال “أي بلال ابتع لنا بها طيبا ” وفي رواية لما خطبها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تصدقها” وفي لفظ “هل عندك شيء تستحلها به؟”
قال الإمام على، ليس عندي شيء، قال صلى الله عليه وسلم “فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟” قال عندي، فباعها من عثمان بن عفان بأربعمائة وثمانين درهما، ثم إن عثمان رضي الله عنه رد الدرع إلى الإمام علي كرم الله وجهه، فجاء عليّ بالدرع والدراهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا لعثمان بدعوات، وفي فتاوى الجلال السيوطي أنه سئل هل لصحة ما قيل إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله تعالى عنهما يباع بأربعمائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه، هذا درع علي فارس الإسلام لا يباع أبدا، فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس.
في كل كيس أربعمائة درهم، مكتوب على كل درهم، هذا ضرب الرحمن لعثمان بن عفان، فأخبر أمين الوحى جبريل عليه السلام، النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال “هنيئا لك يا عثمان” وفيها أيضا أن عليا خرج ليبيع إزار فاطمة ليأكل بثمنه، فباعه بستة دراهم، فسأله سائل فأعطاه إياه، فجاء جبريل في صورة أعرابي ومعه ناقة، فقال، يا أبا الحسن اشتر هذه الناقة، قال، ما معي ثمنها قال، إلى أجل، فاشتراها بمائة ثم عرض له ميكائيل في صورة رجل في طريقه، فقال، أتبيع هذه الناقة؟ قال نعم، قال، بكم اشتريتها؟ قال بمائة، قال آخذها بمائة ولك من الربح ستون، فباعها له، فعرض له جبريل فقال له بعت الناقة؟ قال نعم، قال ادفع إليّ ديني، فدفع له مائة ورجع بستين، فقالت له فاطمة رضى الله عنها، من أين لك هذا؟
قال ضاربت مع الله بستة فأعطاني ستين، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فقال له ” البائع جبريل والمشتري ميكائيل، والناقة لفاطمة تركبها يوم القيامة له أصل أم لا؟ فأجاب عن ذلك كله بأنه لم يصح، أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكلام الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *