الدكروري يكتب عن الانتصار على اللسان وآفاته

الدكروري يكتب عن الانتصار على اللسان وآفاته

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من أنواع الإنتصار فى شهر رمضان المبارك هو الانتصار على اللسان وآفاته، فعندما نسمع أو نقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم” إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم” وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث” فندرك أهمية هذا النوع من الانتصار فى شهر رمضان، فمن لم يستطع أن ينتصر في معركته مع لسانه خاصة وهو صائم لا يمكنه أن ينتصر في معركته مع شيطانه وشهواته، بل إن الانهزام أمام اللسان وآفاته يؤدي بصاحبه إلى الإفلاس.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “أتدرون ما المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال “إن المفلس من أمتى يأتى يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتى قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار” وقال ابن القيم إن العبد ليأتى يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله، وقال بعض السلف إن أهون الصيام ترك الشراب والطعام، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
“لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه” وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه، قال، قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال “أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك” فالانتصار على اللسان وآفاته من عدمه، معيار مهم يعرف من خلاله المؤمن الصائم مدى توفيقه ونجاحه فى مدرسة رمضان، وحصوله على كنوزه ومنحه ونفحاته وجوائزه التي لا تعد ولا تحصى، فاعلموا أن نعم الله كثيرة لا تحصى ولا تعد، ومن نعم الله هو اللسان، فقال تعالى فى سورة البلد ” ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين” فالإنسان بلسانه يذكر ربه، ويتلو القرآن، ويدعو إلى الرحمن ويسبح ويستغفر ربه، ويفصح عما فى نفسه، ويتكلم مع الآخرين، وأما الأخرس لا يستطيع أن يتحدث مع الناس إلا بلغة الإشارة.
واللسان سلاح ذو حدين، والمرء بأصغريه قلبه ولسانه، فاللسان من نعم الله علينا أن نشكرها وأن نسخرها لما يحبه ربنا، ولنحذر من آفات وأخطار اللسان، فهى التى تورد الموارد، والإنسان مسؤول عن كل كلمة يقولوها، فيقول الله تعالى ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” فالخير أن يتكلم باللسان بما يحبه ربنا، وأن نحذر من آفات اللسان الكثيرة، ومنها أن يتفوه الإنسان بكلمة الكفر وهو لا يشعر، قد يتكلم الإنسان بالكلمة من السخرية والاستهزاء، فالإنسان ربما يتكلم ويسخر، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بال يهوي بها في النار كما بين المشرق والمغرب” رواه البخارى ومسلم ويقول أيضا “يقول الكلمة لا يلقى لها بالا يهوى بها فى النار سبعين خريفا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *