الدكروري يكتب عن المقصود بالرسالة بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن المقصود بالرسالة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن المقصود بالرسالة لا يحصل إلا بالعلم والقدرة كما قال تعالى”هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا” وقال ابن كثير رحمه الله تعالى، وقد كان تعالى إنما يعاقب الأمم السالفة المكذبة للأنبياء بالقوارع التي تعم تلك الأمم المكذبة كما أهلك قوم نوح بالطوفان، وعادا الأولى بالدبور، وثمود بالصيحة، وقوم لوط بالخسف والقلب وحجارة السجيل، وقوم شعيب بيوم الظلة، فلما بعث الله تعالى موسى، وأهلك عدوه فرعون وقومه بالغرق في أليم، ثم أنزل على موسى التوراة شرع فيها قتال الكفار واستمر الحكم في بقية الشرائع بعده على ذلك كما قال تعالى “ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر” وقتل المؤمنين للكافرين أشد إهانة للكافرين.
وأشفى لصدور المؤمنين كما قال تعالى للمؤمنين من هذه الأمة ” قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين” ولهذا كان قتل صناديد قريش بأيدي أعدائهم الذين ينظرون إليهم بأعين ازدرائهم أنكى لهم وأشفى لصدور حزب الإيمان” وقال في موضع آخر، يخبر الله تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم عليه السلام من إنزال التوراة عليه، بعد ما أهلك فرعون وملأه وقوله تعالى ” من بعد ما أهلكنا القرون الأولى” يعني أنه بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين كما قال تعالى “وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية” وقد قال السعدي، أنه مرّ عليّ منذ زمان طويل.
كلام لبعض العلماء لا يحضرني الآن اسمه وهو أنه بعد موسى ونزول التوراة رفع الله العذاب عن الأمم، أي عذاب الاستئصال، وشرع للمكذبين المعاندين بالجهاد ولم أدر من أين أخذه، فلما تدبرت هذه الآيات يقصد آيات سورة المؤمنين المذكورة آنفا، مع الآيات التي في سورة القصص تبين لي وجهه، أما هذه الآيات وهى آيات سورة المؤمنون فلأن الله ذكر الأمم المهلكة المتتابعة على الهلاك ثم أخبر أنه أرسل نبيه موسى بعدهم وأنزل عليه التوراة فيها الهداية للناس، ولا يرد على هذا إهلاك فرعون فإنه قبل نزول التوراة، وأما الآيات التي في سورة القصص فهي صريحة جدا، فإنه لما ذكر هلاك فرعون قال ” ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون”
فهذا صريح أنه آتاه الكتاب بعد هلاك الأمم الباغية، وأخبر أنه أنزل بصائر للناس وهدى ورحمة ولعل من هذا ما ذكر الله في سورة يونس من قوله تعالى “ثم بعثنا من بعده” أي من بعد نوح، ” رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *