الدكروري يكتب عن جنكيزخان يموت في رمضان
الدكروري يكتب عن جنكيزخان يموت في رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية أنه كان من ضمن من مات فى شهر رمضان هو جنكيز خان ذلك الطاغية المشهور الذى جعل للمغول مكانا في التاريخ، وواحد من أطغى الجبابرة في تاريخ البشر، الذى هلكت على يديه ملايين النفوس وخربت على يديه المدائن الزاهرة الناضرة المتفجرة بالعلم والحضارة، والذى يُضرب به المثل في إنشاء أمة كما يضرب به المثل في إهلاك أمم، وبرغم صعوبة نشأته بين يُتم وسجن، إلا أنه برز وفاق أقرانه، واستطاع بما أبداه من شجاعة وجلد توحيد أمر قبيلته المغولية في يده، ثم بمزيج من السياسة والقوة وحّد القبائل المغولية تحت سلطانه بعد حروب أهلية داخلية خرج منها بلقبه الذى غلب اسمه جنكيز خان، أى سلطان العالم، ومنذ هذه اللحظة بدأ الإعصار المغولى في اكتساح الممالك.
فقد استولى على أجزاء واسعة من شمال الصين ودمّر الإمبراطورية العريقة، ثم زحف إلى البلاد الإسلامية فاكتسحت جيوشه بلاد ما وراء النهر وهى بلاد آسيا الوسطى ومنها إلى بلاد الصقالبة والروس، وفى الجنوب اكتسحت جيوشه أفغانستان وشمال الهند وفارس، وسقطت الحواضر الكبرى في كل هذه الأنحاء، وأكمل أبناؤه من بعده الطريق فدخل فى سلطان المغول الصين وكوريا والهند ومعظم جنوب آسيا وكل وسط آسيا وأجزاء من شرق أوروبا حتى أوكرانيا وبولندا، ووصل ابنه هولاكو إلى عاصمة الدولة الإسلامية، بغداد التي تفيض بالحضارة منذ خمسمائة عام، فدمّرها وخربها، وواصل مسيره نحو الشام على سواحل المتوسط الشرقية، فتحولت ساحة الدنيا في أيامه إلى ساحة دم واسعة.
ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل، وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعن من البلاد، التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس، وأما الدجال فإنه يبقى على من اتبعه، ويهلك من خالفه، وهؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، وقد هلك هذا الطاغية بالصين فى شهر رمضان ففرغت الأرض من أحد أكثر من وطأها شرا ودموية.