الدكروري يكتب عن خطبة سعد بن أبي وقاص في القادسية
الدكروري يكتب عن خطبة سعد بن أبي وقاص في القادسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية أن القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في معركة القادسية قد كتب خطبة ووزعها على الرسل، لتصل إلى كل الجيش وذلك يوم القادسية، يقول فيها الصحابي القائد سعد بن أبي وقاص “إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونثني عليه الخير كله، إن الله هو الحق لا شريك له في الملك، وليس لقوله خُلف، قال عز وجل في سورة الأنبياء “ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون” وإن هذا ميراثكم وموعود ربكم، وقد أباحاها الله لكم منذ ثلاث حجج، فأنتم تطعمون منها، وتأكلون منها، وتجبونها، وتقتلون أهلها، وتسبونهم إلى هذا اليوم بما نال منهم أصحاب الأيام منكم، وقد جاءكم منهم هذا الجمع، وأنتم وجوه العرب وأعيانهم، وخيار كل قبيلة.
وعِز مَن وراءكم، فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة جمع الله لكم الدنيا والآخرة، ولا يُقرب ذلك أحدا إلى أجله، وإن تهنوا تفشلوا وتضعفوا تذهب ريحكم، وتوبقوا آخرتكم” وبعد أن رأى الفرس بأس جيوش المسلمين وصمودهم في المعارك اجتمعت كلمتهم على الإمبراطور الفارسي يزدجرد، الذي أعاد توحيد صفوفهم من جديد من أجل التجهيز للمعارك القادمة مع المسلمين، وقد وضع القائد الفارسي رستم على رأس تلك الجيوش، وعرف كذلك من قادة الفرس الهرمزان، والجالينوس، ومهران، وقد استطاع الفرس حشد ما يقارب من مائة وعشرون ألفا من المقاتلين تتقدمهم الفيلة، وقد أعد المسلمون لمواجهة الفرس جيشا مؤلفا من ستة وثلاثين ألفا من المقاتلين كان منهم ثلاثمائة من الصحابة الكرام.
ومن بينهم كذلك سبعمائة من أبناء الصحابة، وقد سبق للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن استنفر قبائل العرب من أجل حشد المقاتلين من أجل المعركة الفاصلة، وقد لبّت معظم القبائل النداء، وأرسلت المجاهدين إلى العراق، وقبل المعركة أرسل المسلمون إلى الفرس رسلا كان منهم الصحابي الجليل ربعي بن عامر الذي دخل إلى إيوان رستم، وهو يخرق نمارقه برمحه غير آبه بهم، وكان من كلماته الخالدة أمام رستم قوله “نحن قوم ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد” وفي العراق وتحديدا في منطقة القادسية تقابلت جيوش المسلمين بقيادة القائد المسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، مع جيوش الفرس بقيادة رستم، وقد حدثت معركة شديدة استمرت لما يقارب أربعة أيام.
أبلى فيها المسلمون بلاء عظيما وقتلوا عشرات الألوف من الجنود الفرس فيها، وأسروا المئات، وقد كانت تلك المعركة الفاصلة مقدمة لفتح المدائن وبلاد فارس، كما غنم المسلمون من تلك المعركة غنائم كثيرة منها راية فارس الكبرى التي صنعت من جلود النمور وكنت مرصّعة بمئات الأحجار الكريمة والياقوت واللؤلؤ.