الدكروري يكتب عن رد الجميل للوالدين بقلم / محمـــد الدكـــروري (العمق نيوز)

الدكروري يكتب عن رد الجميل للوالدين بقلم / محمـــد الدكـــروري (العمق نيوز)

إن من أعظم الحقوق علي الإنسان بعد حق الله عز وجل هو حقوق الوالدين فالوالدان قد تحملا المشقة في الإنجاب والرعاية والتربية والتعليم وإن من باب الوفاء رد لهما الجميل الذي قدماه لنا صغارا، فهما في حاجة إليه كبارا فهذا حبيبكم صلى الله عليه وسلم يحن شوقا ووفاء إلى أمه وعيناه تزرفان، ولم يقتصر وفاؤه صلى الله عليه وسلم على أمه الحقيقية فقط بل شمل أمه من الرضاعة ففي يوم من الأيام كان النبي عليه الصلاة السلام في الجعرانة يقسم الغنائم التي وضعت أمامه، وبينما هو منشغل بتقسيم الغنائم إذا به يلمح أمه من الرضاعة فيخلع رداءه ويضعه أرضا ويجلسها عليه، ويقول إنها أمي التي أرضعتني، فالوفاء يعظم مع الوالدين فقد تعبا لراحتك، وسهرا لنومك، وكدح الوالد لعيشك.
وحملتك أمك كرها ووضعتك كرها، وأول واجب فرضه الله من حقوق الخلق البر بالوالدين والوفاء لهما، أنه قال تعالى ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” ومن الوفاء لهما هو الدعاء لهما فقال تعالى ” وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا” وطاعتهما في غير معصية، وفعل الجميل معهما، وإدخال السرور على نفوسهما، وأما الوفاء بين الأزواج، فالوفاء بين الزوجين، يجعل الأسر مستقرة، والبيوت مطمئنة، فيكون رابط الوفاء بينهما في حال الشدة والرخاء، والعسر واليسر، وما أجمل وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم، لزوجته السيدة خديجة رضى الله عنها، وأما عن الوفاء بالعهد مع غير المسلمين، فقد أوصانا الإسلام برعاية حقوق غير المسلمين المقيمين في ديار الإسلام.
مع حفظ حقوقهم كاملة، وفي مقدمتها الأمان لهم، وحرم الإسلام الاعتداء على أعراضهم وممتلكاتهم، وأماكن عبادتهم، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من قتل معاهدا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخاري، وقال ابن حجر، قوله “من قتل معاهدا” المراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان من مسلم” وأما عن الوفاء في سداد الدين، وهو من أهم صور الوفاء المفتقدة في هذا الزمان، لهذا حثنا الشرع الحكيم على الوفاء بالدين، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله” رواه البخاري.
ومعنى أدى الله عنه، أى يسّر الله تعالى له ما يؤدي منه من فضله، وأرضى صاحب الدين في الآخرة، إن لم يستطع المدين الوفاء بدينه في الدنيا، ومعنى أتلفه الله أذهب الله تعالى ماله في الدنيا، وعاقبه على الدين يوم القيامة، وما أجمل قصة وفاء الرجل من بني إسرائيل الذي أوفى عهده ووعده في قضاء الدين لما طلب الدائن منه كفيلا ووكيلا فوكل الله، فسدد الله عنه بعد ما بعث الدين في خشبة مع البحر والقصة بطولها في صحيح البخاري، وأما عن الوفاء بالنذر وهو من صفات الأبرار في قوله تعالى فى سورة الإنسان ” يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا” وأما عن الوفاء مع الأولاد، وذلك إذا عاهدت ولدك إن تفوق في الدراسة وحفظ القرآن أن تعطيه كذا وكذا، فعليك أن توفي بعهدك ووعدك حتى تنشئه عمليا على هذه القيم النبيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *