الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري
الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن العلماء والأئمة، ومن بينهم شيخ الإسلام إبن سيرين وهو أبو بكر محمد بن سيرين الإمام وهو شيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، الأنسي، البصري، وقيل أن محمد بن سيرين كان يغتسل كل يوم، وكان مشهورا بالوسواس، وقيل أنه اذا إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه، وإنه كان نقش خاتمه كنيته “أبو بكر” وكان يتختم في الشمال، وكان ابن سيرين يلبس شال أو وشاح يوضع على الكتف، وكان ويلبس كساء أبيض في الشتاء، وعمامة بيضاء وفروة، وقال سليمان بن المغيرة رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس وهى الشال والوشاح والعمائم، وفى تعفف ابن سيرين عن الحرام، قيل أنه ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا في شيء أي “شك”
داخله ما يختلف فيه أحد من العلماء، وفى تواضع ابن سيرين، قيل أنه جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت، فقال ابن سيرين أما الأولى فذاك الحسن، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه، وأما التي صغرت فأنا، أسمع الحديث فأسقط منه، وأما التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس، وفى بر ابن سيرين بأمه، قيل عنه أنه ما رُئي يكلم أمه قط وهو يتضرع لها، وقال هشام بن حسان حدثتني حفصة بنت سيرين قالت كانت والدة محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد.
فإذا كان عيد صبغ لها ثيابا، وما رأيته رافعا صوته عليها، فكان إذا كلمها كالمصغي إليها، وروي عنه أيضا أنه إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها، وقيل عن ورع ابن سيرين وثناء الأئمة عليه، من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه، فلينظر إلى محمد بن سيرين، فوالله ما أدركنا من هو أورع منه، وقال عنه مورقا العجلي، يقول ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه، من محمد ابن سيرين، وقال حماد بن زيد عن عثمان البتي، قال “لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من ابن سيرين، وكان ابن سيرين إذا سُئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى تقول كأنه ليس بالذي كان، وقيل أنه اغتم ابن سيرين مرة فقيل له يا أبا بكر ما هذا الغم؟
فقال هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة، واشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية وصدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله، ومنها أنه سأله مرة عمر بن هبيرة والي بني أمية على العراق، كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر، وهى كنية ابن سيرين؟ فقال محمد بن سيرين تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاه، فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه قائلا إنك لست الذي تسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، فأجزل ابن هبيرة له العطاء فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ فقال إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك.