الدكروري يكتب عن نوبخذ نصر وبناء بوابة عشتار

الدكروري يكتب عن نوبخذ نصر وبناء بوابة عشتار

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن شخصيات تاريخية ومن هؤلاء الشخصيات هو أعظم ملوك بابل نوبخذ نصر، أو قيل بختنصر أو بخترشاه، وقيل أن نوبخذ نصر قام ببناء بوابة عشتار حبا لزوجتة، والبوابة على اسم الهة الزهرة وهو عشتار، وهي تعني حسب أساطير بابل، انها المتحكمة في أمور البشر لانها عشيقة كبار الآلهة وهو اونو، انليل، اشور، وكانت تعتبر البوابة التي هي جزء من أسوار مدينة بابل وهى واحدة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم حتى القرن السادس قبل الميلاد، إذ تم استبدالها بمنارة الإسكندرية، ولقد كانت المواكب تدخل من بوابة عشتار، وهي البوابة الرئيسة لسور المدينة الداخلي، والبوابة الرئيسة إلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل.
والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الأحتفالات الدينية المعروف ببيت أكيتو، ويخترق شارع الموكب من بوابة عشتار في اتجاهه نحو الجنوب، ثم بعد ذلك يمتد حتى يكون بالقرب من الجهة الشرقية للقصر الجنوبي، ومن خلال البوابة يتم العبور إلى قناة، ليبيل حيكال، عبر جسر خشبي إلى معبد نابو شخارى، وهو الواقع إلى الجهة الغربية منها، ويستمر الشارع جنوبا أيضا بمحاذاة سور الزقورة ومعبد أيساكلا منعطفا غربا حتى يتم الوصول إلى نهر أراختو، وهو الجدول المنساب بمياه نهر الفرات، ولقد أطلق البابليون على القسم الشمالي من الشارع الذي يبدأ من بوابة عشتار شمالي المدينة الداخلية ثم يمتد جنوبا حتى ينحرف غربا بين زقورة بابل ومعبد مردوخ متصلا بالجسر المسمى جسر، بور أو شابو.
ومعنى هذا الاسم هو لن يعبر العدو، والقسم الجنوبي، من الشارع أطلق عليه اسم عشتار لاماسو أو مياشو وهي عبارة تعني عشتار حامية جيوشنا، ويبلغ ارتفاع باب عشتار مع الأبراج خمسين مترا وعرضها ثمانية أمتار والباب محاط بالأبراج الجميلة والعجيبة، وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية، ويعود تاريخ بناء بوابة عشتار إلى حقبة زمنية سابقة لعهد الملك نبوخذ نصر البابلي، لكنه عمرها وزاد في بنيانها بحيث غدت أكثر جمالا وتميزا، وهو من زينها بالتنين والثيران، وبالطابوق المصقول المطلي، وهو الذي وضع الأبواب بعد أن غطاها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من مادة البرونز وهي مازالت موجودة في متحف ألمانيا في برلين.
وإن الاسم الأكدي لنبوخذ نصر هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ، ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه السعيد الحظ، وأما الأكاديميون والمؤرخون الحاليون يفضلون تسميته بنبوخذ نصر الكبير، أو نبوخذ نصر الثاني، وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *