بقلم د.مي خفاجة
المعلم أساس تشكيل سلوك مجتمعنا!
.. ان مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها الفرد بصفة عامة والمعلم بصفة خاصة ، فالمعلم يترك أثراً كبير في نفوس الطلاب وزرع القيم الأخلاقية والتربوية والدينية المختلفة ، ويعتبر المعلم هو النموذج الذي يحتذي به الطالب كقدوة مميزة له يتعلم منه الأخلاقيات المختلفة ، فالمعلم له أيضاً آثار واضحة في المجتمع كله وليس علي الأفراد فحسب ،فالمعلم يتخرج من تحت يده الأطباء والمهندسين والمستشارين والمحامين والحرفيين وكافة الحرف المختلفة سواء التعليم العام والصناعي ، فالمعلم ينقل خبراته التعليمية ليس لطالب واحد وانما العشرات والمئات والالاف من الطلاب .فهناك فرق شاسع بين مهنة المعلم ومهنة الطبيب ، فالطبيب يعالج بعلاجه فرداً واحداً علي حسب حالته ومرضه وعلي حسب تخصص الطبيب ولايترك أثراً علمياً علي مريضه ولكن المعلم يؤثر في تشكيل العديد من عقول طلابه وشخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها علي حقائق الحياة . فأهداف مهنة التدريس متعددة تتمثل في (تجديد وابتكار عقول التلاميذ ، انارة عقول التلاميذ ، تهذيب طباعهم ، توضيح الغموض ، كشف الستار عن الخفي ، الربط بين الماضي والحاضر ، خلق الأمل واليقين في نفوس الأجيال الناشئة ، اكتشاف قدرات الطلاب ، معالجة مشكلاتهم ، تأهيل الطلاب لبناء المجتمع الناجح القائم علي فهم الحياة ومتطلباتها وهي الرسالة الأسمي في الحياة ). فمصطلح التدريس قديماً يشمل مايقوم به المعلم من نشاط لأجل نقل المعارف إلي عقول التلاميذ ويتميز دور المعلم بالإيجابية ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان بمعني أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة أو ابداء الرأي لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة .لذا فالتدريس بمفهومه الحديث هو عملية تربوية هادفة وشاملة تأخذ في الحسبان كافة العوامل المكونة للتعليم والتعلم ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ والإدارة المدرسية والغرف الصفية والأسرة والمجتمع ويساند عملية التدريس عملية التفاعل الاجتماعي ووسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة لتحقيق الأهداف التربوية السليمة وبناء مجتمع مزدهر بالعقول المستنيرة والمفكرة والمستندة علي أساس علمي تحليلي ومنهجي شامل لأنشاء مستقبل باهر ومزدهر.