الولايات المتحدة “تتوقع” من إسرائيل مُحاكمة المستوطنين المتورطين في هجوم حوارة

الولايات المتحدة “تتوقع” من إسرائيل مُحاكمة المستوطنين المتورطين في هجوم حوارة

الولايات المتحدة “تتوقع” من إسرائيل مُحاكمة المستوطنين المتورطين في هجوم حوارة

هدوى محمود

دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الهجمات التي تستهدف الإسرائيليين، وأعرب عن تقديره لدعوة نتنياهو وهرتسوغ المدنيين إلى عدم اتخاذ القانون بأيديهم

قالت إدارة بايدن يوم الاثنين إنها تتوقع من إسرائيل محاكمة المتورطين في هجوم المستوطنين الدامي في بلدة فلسطينية، وتقديم تعويضات للفلسطينيين الذين تم تخريب منازلهم وممتلكاتهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس خلال إفادة صحفية “نتوقع من الحكومة الإسرائيلية ضمان المساءلة الكاملة والمحاكمة القانونية للمسؤولين عن هذه الهجمات بالإضافة إلى تعويضات الخسائر في المنازل والممتلكات”، مضيفا أن هجوم ليلة الأحد من قبل مئات المستوطنين في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية “غير مقبول على الإطلاق”.

وكانت هذه أشد التعليقات حتى الآن من قبل الولايات المتحدة في أعقاب أعمال الشغب الجماعية التي قُتل فيها فلسطيني يبلغ من العمر 37 عامًا، وأصيب نحو 300 بجروح – أربعة منهم إصاباتهم خطيرة – وأضرمت النيران في عشرات المباني والمركبات.

كما أدان برايس الهجوم “المروع” الذي سبق أعمال الشغب، الذي قتل فيه شقيقان إسرائيليان بالرصاص أثناء مرورهم في حوارة، وإطلاق نار وقع مساء الإثنين أسفر عن مقتل مواطن إسرائيلي أمريكي يبلغ من العمر 27 عامًا.

لكن تصريحات برايس المعدة مسبقا ركزت بشكل كبير على هجوم المستوطنين.

وقال برايس: “يجب متابعة المساءلة والعدالة بنفس القدر من الصرامة في جميع حالات العنف المتطرف وتخصيص موارد متساوية لمنع مثل هذه الهجمات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

وقال مسؤول أمريكي كبير لتايمز أوف إسرائيل إن قرار التأكيد على الحاجة إلى المساءلة جاء وسط إحباط الإدارة المتزايد من “الإفلات من العقاب” الذي يتمتع به مرتكبو أعمال عنف المستوطنين.

وقالت السلطات الإسرائيلية إنها اعتقلت ثمانية مشتبه بهم في أعقاب هجوم المستوطنين يوم الأحد لكن أطلق سراح ستة منهم.

وعبر برايس في المؤتمر الصحفي عن تقدير واشنطن للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ والتي دعت الإسرائيليين إلى الامتناع عن اتخاذ القانون بأيديهم.

ثم سؤل برايس عن أعضاء التحالف الذين رفضوا إدانة هجوم حوارة ورفضوا تعهد إسرائيل خلال قمة في العقبة بالأردن لكبح التوترات.

ورد برايس قائلا إن “لا أحد من هؤلاء الأعضاء هو رئيس وزراء إسرائيل”، مكرّرًا الموقف الذي بدأت إدارة بايدن ترديده بعد تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة قبل شهرين، والذي تتعامل يموجبه الإدارة بشكل أساسي مع رئيس الوزراء، وليس مع وزرائه من اليمين المتطرف.

وقال برايس “نعمل مباشرة مع رئيس الوزراء وفريقه. نحن نحكم على الحكومات بحسب أفعالها – وهذا ينطبق على الحكومات في جميع أنحاء العالم”.

ونقلت القناة 12 عن مسؤول أميركي كبير عبّر عن خيبة أمله من معارضة الوزراء الإسرائيليين قمة العقبة بالإضافة إلى فشل قوات الأمن الإسرائيلية في منع هجوم حوارة بعد ساعات فقط من القمة.

وقال برايس إن أحداث العنف الأخيرة “تؤكد هشاشة الوضع في الضفة الغربية والحاجة الملحة لزيادة التعاون لمنع المزيد من العنف”، مشيرا إلى القمة الإقليمية النادرة التي عقدها مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون وأردنيون ومصريون وأمريكيون في العقبة بالأردن، حيث التزمت الأطراف باتخاذ خطوات لتهدئة التوترات.

وأصدر المشاركون في الاجتماع بيانًا مشتركًا بعد ذلك وافقت فيه إسرائيل على تأجيل تطوير منازل جديدة في المستوطنات لمدة أربعة أشهر وتقنين البؤر الاستيطانية لمدة ستة أشهر. أصر مكتب نتنياهو في وقت لاحق على أنه لم يلتزم بوقف الاستيطان لأن هيئة وزارة الدفاع التي تصرح بالبناء في الضفة الغربية تجتمع على أساس ربع سنوي على أي حال.

وأشادت الولايات المتحدة باجتماع العقبة والبيان المشترك اللاحق كخطوة أولى مهمة لاستعادة الهدوء، بعد البداية الدامية بشكل خاص للعام، حيث قُتل فيه 14 شخصًا في هجمات فلسطينية و62 فلسطينيًا في الضفة الغربية، معظمهم خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وقال برايس عن قمة العقبة “كان لقاء تاريخيا بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، مشيرا إلى أهمية وفاء إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالتزاماتهما خلال الحدث.

وردا على سؤال حول الالتزامات المحددة التي تعهدت بها السلطة الفلسطينية إضافة إلى التعهد العام باتخاذ خطوات لخفض التصعيد، رفض برايس الخوض في التفاصيل.

وقال: “ظهور اتفاقية [العقبة] علانية مهم لأن العالم بأسره أصبح الآن قادرًا على رؤية ما اتفقت عليه الأطراف، وسيكون العالم بأسره قادرًا على أن يقرر بنفسه ما إذا كان هناك التزام واسع النطاق”.

كما تم تسليط الضوء على بيان العقبة في المؤتمر الصحفي المنفصل بالبيت الأبيض يوم الاثنين، والذي أشار خلاله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إلى أن الاتفاق “البدائي” كان “أول اتفاق من أي نوع منذ سنوات”.

وكشف كيربي أيضا أن الطرفين اتفقا على عقد اجتماع متابعة في شرم الشيخ بمصر قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي يبدأ نهاية شهر مارس.

وندد كيربي بأحداث العنف الأخيرة في الضفة الغربية، قائلاً إن “اجتماع العقبة كان مصممًا على وجه التحديد للمساعدة في إدارة أزمات مثل هذه ونزع فتيلها”.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *