يوم الغذاء العالمي

بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي

 

في السادس عشر من شهر أكتوبر من كل عام يحيي العالم يوم الغذاء العالمي بهدف التوعية بخطورة نمط الغذاء غير الصحي. فعلى مر تاريخ البشرية لم يكن هناك مثل هذه التشكيلة الكبيرة جدا في الطعام في السوق ولا التطور الكبير الجاري في علم الزراعة أو معالجة الأغذية. ورغم ذلك، نادراً ما كان الأمن الغذائي معقداً للغاية على المستوى العالمي، بدءاً من الكفاح من أجل البقاء اليومي وصولاً إلى المخاوف المتعلقة بالسلامة الغذائية.

فكان هذا اليوم من أجل زيادة وعي الرأي العام بمشكلة الجوع في العالم؛ والتشجيع على توجيه قدر أكبر من الاهتمام إلى الإنتاج الزراعي في جميع البلدان، عبر بذل الجهود الحكومية وغيرها لتحقيق هذا الغرض. تشجيع نقل التكنولوجيا إلى بلدان العالم الثالث؛ وتعزيز التضامن الدولي في الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية والفقر، وتشجيع الريف والنساء وأكثر الفئات حرماناً من اتخاذ القرار في المساهمة الفاعلة في موضوع الغذاء والأنشطة التي تمس حياتهم مباشرة.

تشجيع التعاون الاقتصادي والتقني فيما بين البلدان النامية والمتقدمة، بحيث يكون العالم مكاناً أفضل للعيش بتوفر الغذاء الصحي والكافي للجميع. إن الاحتفال بهذا اليوم يؤكد على أهمية وضع حد للفقر في الأرياف من خلال مضاعفة إيرادات المنتجين وبالتالي تحقيق نتائج أكبر في الإنتاجية؛ مما يؤدي إلى الاستدامة في توفير الغذاء. التثقيف والتوعية في جميع النظم الغذائية للحد من إهدار الطعام ومخلفاته.

نحن اليوم في حاجة إلى تطوير وسائل التوريد، لتوفير الغذاء المناسب، وضمان وصوله لجميع من يحتاجه وعلى مدار السنة. ومع تفشي الأمراض وتراجع الصحة العامة، أصبح لابد من وضع حد نهائي للقضاء على سوء التغذية بجميع أشكالها، خصوصاً أنّها تعتبر من أشد العوامل خطورةً على الفرد والمجتمع في آنٍ واحد.

إن التقدم المذهل الذي تم تحقيقه في مجال التكنولوجيا (وخاصة التكنولوجيا الحيوية) يفتح آفاقاً هائلة مع وعود بزيادة المحاصيل، ومقاومة الآفات والأمراض، والتسامح مع الضغوط البيئية. ورغم تحقيق بعض النجاحات التي لا جدال فيها، إلا أنها جعلت ملايين المزارعين يتجهون نحو المناطق غير المأهولة، مع عواقب وخيمة في بعض الأحيان، ما يدل على أن الحلول لمستقبل الغذاء لا يمكن أن تكون معتمدة فقط على التكنولوجيا.

إننا في هذا اليوم المخصص للغذاء، نؤكد على أن العالم يهتم كثيرا بالمجاعات التي تضرب المناطق المتأثرة بالنزاعات، إلا أن الجوع المزمن بسبب الفقر لا يحظى بالاهتمام ذاته. وإنه لأمر محزن أن يشكل هدف القضاء على الجوع المزمن الهدف الذي لم يحرز فيه المجتمع الدولي تقدما مماثلا لما أحرزه في تحقيق باقي أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ويعود ذلك للعديد من الأسباب من بينها الفقر والتمييز ضد المرأة والأقليات والتدهور البيئي والاستثمار غير الكافي في الزراعة. كما تتسبب التغيرات المناخية عاماً بعد عام في إلحاق المزيد من الأضرار بالمزارعين الذين يكافحون للتصدي للأثر السلبي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات وموجات الجفاف القاسية. من جهة أخرى، يتم هدر نحو 1.3 مليار طن متري من الطعام كل عام.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشعر بخطورة تفشي الفقر والجوع على الصحة العامة وعلى أمن وسلامة الدول. لذلك كان للدولة الكثير من الجهود في هذا الصدد، فقد احتلت الإمارات العربية المتحدة مكانة رائدة كإحدى أبرز الدول المانحة لبرنامج الأغذية العالمي، حيث قدمت 650 مليون دولار لدعم عمليات البرنامج خلال العامين الماضيين.

كما تستضيف دولة الإمارات اليوم أكبر مكتب لبرنامج الأغذية العالمي خارج مقره في روما، وأهم مركز لوجستي في منظومة الأمم المتحدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي. فضلاً عن ذلك، تربط برنامج الأغذية العالمي ودولة الإمارات شراكة وثيقة باعتبارهما من أوائل المستجيبين للأزمات الإنسانية. بحيث تمكنهما شراكتهما هذه من نقل المساعدات الإنسانية بسرعة كبيرة وكفاءة عالية في حالات الكوارث والأزمات.

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *