ايهاب محمود : سيناء خط أحمر… وعلى جثثنا تمر الأحلام الصهيونية
ايهاب محمود : سيناء خط أحمر… وعلى جثثنا تمر الأحلام الصهيونية
كتب : حسام النوام
في لحظات فارقة من التاريخ، تصبح الكلمات أكثر من مجرد حروف، وتتحول إلى رسائل مشفرة بين العقول. وفي حديث عميق يرقى إلى مرتبة الوثيقة السياسية، أطلّ المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، ليضع أمام القارئ خارطة مكتملة لمشهد شديد التعقيد، مركزه سيناء، وحدوده تتجاوز الجغرافيا لتطال صميم الأمن القومي المصري.
لم تكن كلمات إيهاب محمود مجرد تعليق عابر على تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة حول “إسرائيل الكبرى”، بل كانت تفكيكًا متعمدًا لخطاب سياسي يكشف نوايا وأطماعًا لم تغب عن العقل الإسرائيلي منذ نشأة الدولة العبرية.
تصريح نتنياهو… من يقرأ ما بين السطور
أدرك إيهاب محمود، بخبرة المحلل السياسي، أن أخطر ما في تصريح نتنياهو ليس ما قاله، بل ما لم يقله.
فالرجل، في حديثه إلى قناة i24NEWS، لم يذكر مصر نصًا، لكنه تحدّث عن أراضٍ يرى أنها جزء من “إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى مناطق “داخل حدود دول مجاورة”.
وهنا يلتقط إيهاب الخيط: “حين يتحدث عن الأرض التي كانت تحت الاحتلال بعد 1967، فإن عين الخريطة تتجه نحو سيناء”.
سيناء… هدف استراتيجي لا يسقط من الذاكرة الصهيونية
في تحليله، يستعيد إيهاب محمود تاريخًا ممتدًا من محاولات فرض واقع جديد على سيناء، بدءًا من الاحتلال المباشر، مرورًا بالمحاولات الناعمة عبر التهجير أو التوطين، وصولًا إلى الضغوط السياسية والاقتصادية.
ويقول بصراحة:
“لو كانت مصر قبلت بالتهجير، لكانت سيناء اليوم مسمار جحا، وبوابة لاجتياح كامل تحت ذريعة الأمن”.
ويذكّر بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتس، عندما حذّر من هذا السيناريو، مؤكدًا أن وجود الفلسطينيين في سيناء كان سيخلق ذريعة دائمة لاحتلالها.
من واشنطن إلى تل أبيب… خيوط المؤامرة
يربط إيهاب بين تصريحات نتنياهو ومواقف أمريكية سابقة، أبرزها ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أن واشنطن كانت الممول الرئيسي لسد النهضة الإثيوبي، في إطار خطة أوسع للضغط على مصر وقبول سيناريو التهجير.
كما يشير إلى حرب إعلامية مستمرة منذ عشر سنوات، بتكلفة سنوية تتجاوز المليار دولار، تديرها منصات في لندن وواشنطن وتل أبيب، هدفها صناعة صورة مشوهة للدولة المصرية والتشكيك في قدراتها.
7 أكتوبر… فصل من كتاب أكبر
يضع إيهاب محمود أحداث 7 أكتوبر والحرب على غزة في سياق مختلف، حيث يراها جزءًا من عملية استنزاف متعمدة تهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة اضطراب، بما يخلق بيئة مثالية لفرض الحلول الإسرائيلية–الأمريكية، وفي مقدمتها فكرة “التوطين” خارج الأراضي الفلسطينية.
الأمن القومي… معادلة الردع الحقيقية
يؤكد إيهاب أن الوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول، وأن أي خطة لاستهداف سيناء لا يمكن أن تمر إلا في غياب هذا الوعي.
ويضيف:
“المعركة ليست حدودًا وجيوشًا فقط… بل عقول وقلوب. من يفقد وعيه، يسلم أرضه قبل أن تسقط طلقة واحدة”.
الخاتمة… بين التحذير والتعبئة
بهذه القراءة، يضع إيهاب محمود القارئ أمام خيار واضح: إما أن ندرك أن سيناء ليست مجرد قطعة أرض، بل قلب الأمن القومي، وإما أن نكرر أخطاء من ظنوا أن الجغرافيا وحدها تحمي الأوطان.
ولعل عبارته الختامية تختصر الموقف كله:
“سيناء خط أحمر… ومن يقترب منها يقترب من قلب مصر، وعلى مسئولية شخصية أقول: هذا الباب لن يُفتح إلا على جثثنا”.