بالصور || مشاركون بملتقى الهناجر: مصر حققت تنمية غير مسبوقة خلال ٧ سنوات
متابعة – علاء حمدي
عقد قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، وتحت إشراف الفنان شادى سرور مدير مركز الهناجر للفنون؛ ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى تحت عنوان: (مصر.. وسبع سنوات من الإنجازات)، وأدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة الملتقى ومؤسسته، وذلك مساء أمس، بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، بمشاركة كل من: الدكتور عبد المنعم سعيد؛ الكاتب والمفكر عضو مجلس الشيوخ، والدكتورة سامية قدرى؛ أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، والدكتور شحاتة غريب؛ الأستاذ بكلية الحقوق ونائب رئيس جامعة أسيوط، والنائب البرلمانى محمد عبد العزيز؛ عضو مجلس النواب ووكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصرى، وتخللت المناقشة عدة فواصل غنائية صاحبتها أنغام فرقة: (عشاق النغم) بقيادة المايستروالدكتور محمد عبد الستار؛ حيث قدمت الفرقة باقة متنوعة من الأغنيات الوطنية التراثية والحديثة، منها: (حى على الفلاح) أداء جماعى (كورال)، كما قدم المطرب الشاب حسام حسنى أغنيتى: (ياللى عاش حبك، تسلم الأيادى)، وقدمت المطربة الشابة أمنية أبو بكر أغنيتى: (على الربابة، خدوا بالكوا دى مصر)، وقدم المطرب الشاب عمر حمدى أغنية: (مفيش فى الدنيا أغلى من الوطن)، وشهدت الفاعلية الالتزام بنسبة حضور 50% من القدرة الاستيعابية لمسرح الهناجر، وفقًا للإجراءات الاحترازية التى تتبعها سائر جهات وزارة الثقافة المصرية، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس: (كوفيد-19).
افتتحت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤستسه، فعاليات الملتقى مرحبةً بالمشاركين والحضور كافة، وتحدثت قائلة: “سأبدأ حديثى فى هذا الملتقى بأول كلمة فى عنوانه، وهى “مصر”، هذا الوطن الغالى، الوطن الكبير، مصر التاريخ، مصر الجغرافيا، مصر الحضارات الإنسانية المتعاقبة عبر العصور، مصر أجدادنا القدماء، مصر صاحبة أقدم حضارة إنسانية ثقافية يزيد عمرها عن سبعة آلاف عام، وحضارة إسلامية بدأت قبل ألف وربعمائة عام، مصر الأهرامات، مصر النيل القادم من الجنة، النيل الذى يقول عنه المؤرخون أنه تدفق عبر العصور ولم يستطع أحد أن يوقف مساره أو يحصره بين الشطوط غير المصريين، واذلك يجب علينا أن نصحح مقولة هيرودوت مصر هبة النيل، إلى مصر هبة المصريين، مثلما قال أستاذنا المؤرخ الكبير الراحل الدكتور جمال حمدان، فى موسوعته الشهيرة الكبيرة (شخصية مصر – دراسة فى عبقرية المكان)، مصر درة تاج العالم، باقية ببحارها الممتدة، باقية بتراثها وتاريخها وحضارتها، مصر ليست زمانًا واحدًا ولكنها كانت وستظل كل الأزمنة، مصر كل الديانات السماوية وكل عقائد التوحيد، عبدت الخالق سبحانه وتعالى قبل أن تنزل الرسالات السماوية على البشر، مصر هى المعادل الموضوعى للقوة الناعمة فى ذهن كثير من دول العالم؛ فقد كان قدر مصر دائمًا أن تكون مركزًا للقوة الناعمة، ولكن هذا القدر مرَّ بلحظات قليلة غاب عنها هذا الدور المهم، وكأنها مثل البدر الذى قد يخفت ضوئه قليلًا فى بعض الأحيان، ولكنه أبدًا أبدًا لا يبقى منطفئًا، الجسد المصرى رئتيه مسلمين ومسيحيين، مصر كالجسد الذى قد يمرض ولكنه أبدًا لا يغيب، مصر الجيش المصرى العظيم الذى حمى وطنه من كل الكوارث بكل حسم وحزم وقوة، وحقق انتصارات مستمرة ونجاحات متتالية، الجيش المصرى العظيم، يدٌ تبنى ويد تحمل السلاح، هذه المقولة ليست فقط شعارًا، ولكنها المسؤولية التى حملها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كدرع وسيف لهذا الوطن الغالى مصر، مصر التى تتجه إليها أنظار العالم وهى تتحدى وتتقدم وتحقق إنجازات على أرض الواقع وبالأرقام، مصر التى وضعت قدميها على الطريق الصحيح، بعد سنوات من العشوائية والفساد.”،
وتابعت مديرة ملتقى الهناجر ومؤسسته الدكتورة ناهد عبد الحميد حديثها مستشهدة بأبيات الراحل عبد الرحمن الأبنودى، قائلة: “مصر التى قال عنها الخال الأبنودى:
ويا مصر.. وان خيّرونى.. ما اسكن الَّاكى
ولاجْل تْتبسِّـمى.. يا ما بابات.. باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضْـه باهواكى
بلدى!.. ومالى الّا إنتى.. ولو ظلمتينى
مقبولة منِّك جراح قلبى ودموع عينى..
الجرح يشْـفَى.. إذا بإيدِك لمستينى
كُلِّك حلاوة.. وكلمة (مصر).. أحلاكى!.”.
وفى مختتم كلمتها قالت: “حققت مصر إنجازات فى مختلف المجالات، مثل التعليم والسياسة والتضامن الاجتماعى، وكذلك القضاء العشوائيات وتنمية الصعيد، والتعليم الجامعى وما قبله، علاوة على محاور عديدة أخرى.”.
فيما بدأ الدكتور عبد المنعم سعيد حديثه متسائلًا: كيف ننظر إلى مصر؟، ثم استطرد قائلًا: “ما حدث فى مصر خلال السبعة أعوام الماضية، أو بشكل أدق خلال الثمانية أعوام الماضية؛ فقد بدأت شرارة الثلاثين من يونيه تحديدًا منذ ثمانية أعوام، وإنى أعرف أن إدارة الرئيس السيسى شكلت عاملًا مهمًا جدًا، لكن ما أراه أيضًا أنه ينبغى توجيه التحية إلى المستشار عدلى منصور كذلك، فإنه قاد البلاد فى مرحلة كانت حرجة للغاية، وأيضًا المشير طنطاوى الذى قاد البلاد خلال المرحلة الانتقالية.”، وتابع: “خلال المرحلة السابقة هذه كانت البلاد تتجه صوب الحرب الأهلية، بصورة مشابهة لما واجهته عدة من دول مثل سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة التى مرت بذلك الاختبار.”، وفى مختتم حديثه قال: “فى ظل قيادة الرئيس السيسى، أصبحت لدينا رؤية متكاملة من الممكن أن نحاسب ونقيم على أساسها، وهى استراتيجية 2030، وخلال هذه الفترة حدثت عدة تغيرات تاريخية وجوهرية، من أهمها تغيير الخريطة التنموية لمصر؛ فإن حجم العمران الذى حدث خلال السابعة أعوام الماضية، بعدما كان العمران يبلغ 7 % أو 8 %، وصلت إلى 14.7% من إجمالى مساحة مصر، كما أنه من المفترض أن نبلغ نسبة 24 % قبل نهاية هذا العقد. .
ثم تحدثت الدكتورة سامية قدرى قائلة: “الشخصية المصرية لديها الكثير من عناصر القوة، نستطيع البناء عليها بدون أدنى شك، لكن للأسف الشديد جدًا مثلما تمتاز الشخصية المصرية بعناصر قوة؛ فإن هناك تحديات كبيرة جدًا؛ فقد واجهت عبر التاريخ الكثير من المشكلات والتحديات، خاصة فى العقود الخمسة الماضية نجد من الظروف ما جعل من الشخصية المصرية مختلفة عن ما عهدناه، ومع ذلك تظل الشخصية المصرية قادرة وتستطيع أن تغير إذا عملنا عليها وأعدنا بناء قدرات المصريين بشكل إيجابى، وأنا أعتقد أن هذا الموضوع من الموضوعات المهمة، خاصة إذا ما أردنا تقييم الأعوام الماضية؛ فقد رأينا خلال عام 2011 كيف أظهرت الشخصية المصرية أجمل ما لديها خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكذلك فى الثلاثين من يونيه، وقد رأينا كيف استطاع المصريين أن يحافظوا على بلادهم؛ وهو ما نجده متأصًلا فى الشخصية المصرية منذ القدم، مثلًا فى حكاية الفلاح الفصيح، وفى أمثالنا الشعبية مثل: (الشكوى لغير الله مذلة)، وهذا ما يضفى للشخصية المصرية طابعًا خاصًا مميزًا؛ فإن سائر الدول تفتقد لسمات الشخصية المصرية كذلك فيما يخص علاقتها بالدين التى تتميز بكونها مختلفة، سواء كان الدين المسيحى أو الإسلامى؛ فنجد أن علاقتنا بالدين خاصة جدًا، وأضفى للشخصية المصرية هذا الكبرياء، وكذلك القليل من العناصر الروحية أو الغيبية، التى كثيرًا ما تنظر للغيبيات دون الواقع، ولكن تظل الشخصية المصرية قادرة، ولكن إذا أحسنا بناء هذه الشخصية، وأعتقد أن هذا هو ما أغفلته تجارب التنمية فى مصر، وها نحن نقترب نحو ما يشارف القرنين وربع القرن من الزمان، من بدء تجارب التنمية فى مصر، التجربة الأولى فى عصر النهضة فى عهد محمد على باشا، مرورًا بالتجربة الثانية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وصولًا إلى التجربة التنموية التى نعاصرها الآن.”، وفى مختتم حديثها شددت على أهمية اهتمام الدولة بالجوانب الاجتماعية والثقافية فى عملية التنمية المرجوة للوطن قائلة: “خلال جميع التجارب التنموية المصرية، كانت تتجه أعين الدولة صوب المشروعات الكبرى، وكانت تتجه كذلك نحو الجانب الاجتماعى والثقافى وبجرد أن تمسه تبتعد عنه سريعًا، وبالتالى تحدث الفجوة ما بين التنمية الاقتصادية والتنمية الثقافية .”
بينما تحدث الدكتور شحاتة غريب قائلًا: “هناك اتجاه ملحوظ واهتمام كبير جدًا من الدولة المصرية نحو تنمية الصعيد، وهنا أشير إلى مشروع تحديث الريف المصرى، وأكثرية القرى فيما يتعلق بهذا المشروع التنموى الكبير جدًا تقع فى صعيد مصر، علاوة على مشروع تطوير محافظتى المنيا وأسيوط، ومشروع توظيف الشباب بالتعاون مع محافظة الأقصر، كما أن لدينا مشروع مهم جدًا ألا وهو مشروع المثلث الذهبى، قنا القصير سفاجة.”، وأشار إلى أن مشروع المثلث الذهبى سيوفر فرص عمل للشباب، وهو يضم مناطق صناعية تعدينية وسياحية وزراعية وتجارية، تحتوى على الكثير من مقومات السياحة كالشواطئ البكر الممتدة، والمواقع أثرية، كما أن منطقة المشروع تزخر بالثروات التعدينية والمحجرية، مثل الذهب والبازلت والرمال البيضاء والحجر الجيرى والصخور الفوسفاتية، وأبرز أهداف الحكومة المصرية من إقامة مشروع المثلث الذهبى تتمثل فى ترغيب المواطنين فى الانتقال نحو هذه المنطقة الجديدة عوضًا عن استمرار تركيز الكثافات السكانية فى وادى النيل، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من هذا المشروع عام ٢٠٤٥ .
ختامًا تحدث النائب البرلمانى محمد عبد العزيز متسائلًا: كيف وصلنا إلى الثلاثين من يونيه، وكيف وصل هذا التنظيم الإرهابى إلى الحكم، ثم أجاب قائلًا: “حدث الصراع الحقيقى فى حقبة السبعينيات، وكان حول تغيير عقلية المصريين وهويتهم الحقيقة؛ فهذا حدث نتيجة لما جرى فى السبعينيات من تصعيد لهذا التيار لأسباب سياسية معينة، واحتكر الحديث باسم الدين لفترات طويلة جدًا، ونتيجة لهذا سيطر هذا التيار على عقلية الكثير من المصريين، خاصة فى القرى والنجوع، وما حدث يوم الثلاثين من يونيه عام 2013، أو ما جرى خلال السنة التى حكم فيها هذا التنظيم، هو أن المصريين رأوا الحقيقة المجردة لهذا التنظيم الذى ادعى على مدار سنين طويلة جدًا، من السبعينيات وصولًا إلى عام 2012، أنهم الطيبين الداعيين إلى الله، وأن ما يريدونه هو الحكم بالعدل، والحق أنهم ليسوا إلا مجرمين، هدفهم السيطرة على الحكم لأهداف تخصهم ولا تخص المجتمع المصرى، وهنا ما حدث أن الشخصية المصرية الحقيقية، التى تمتلك ميراثًا حضاريًا تشكل على مدار سبعة آلاف عام، شعرت بخطر على بقاء الدولة المصرية؛ فأصبح المجتمع ككل فى مواجهة الجماعة، ومن هنا وصلنا إلى 30 يونيه.”، وفى مختتم حديثه قال: “ما جرى على مدار الثمانية أعوام الماضية، بكل المعايير سواء الإنشائية الهندسية هو معجزة، ووفقًا لكل المعايير السياسية التقدمية؛ فهو للأمانة يمثل أيضًا معجزة؛ ففيما يخص ملف حقوق الإنسان، طوال الوقت لا توجد دولة فى العالم وصلت للكمال، ودائمًا ما تطالب بالمزيد، والتحديث والتطوير المستمر.”.