تائه عبر ردهات الزمن( 1)
قصة /محمد ريحان
العمق نيوز
لم ينج حاتم من الهواية التى زرعها فيه والده الأستاذ /نصحى مجاهد عبد السميع مدرس اللغة العربية فى مدرسة نور المعارف الإعدادية فكان يجلس ساعات وساعات فى أ حضان الكتب استجابة لهواية القراءة وعشق مطالعة آراء وكتابات المفكرين والفلاسفة ،والذين كانت رؤيتهم للعالم من منظور تأملى كبير يدركون من خلاله مالا يدركه الآخرون من عامة الناس.
وهكذا وقع حاتم الطالب فى الفرقة الثالثة قسم الفلسفة فى كلية الآداب جامعة القاهرة فى إدمان القراءة وعشق الخيال ،وكون فى مخيلته عالم موازى لحياته تتكون مفرداته من أحلام وأمنيات غير موجودة فى الواقع الذى يئن تحت وطأة الكآبة والجمود من التشوه والضبابية وعدم وضوح الرؤية فى كثير من القضايا والاحداث والتى لا يجد لها حاتم فى واقعه الحقيقى اى تفسير لذلك كان المهرب للخيال هو المنفذ الوحيد للراحة بالنسبة له وقضاء اوقاتا سعيدة بلا توتر او شكوى .
((يا حاتم …حاتم ..يلا يا ابنى الأكل جاهز))هكذا تناديه والدته عندما يحين وقت تناول الطعام ولا تجد إجابة من ابنها الغارق فى القراءة والسابح فى بحور من الخيال يغوص ويغوص فى افكار ورؤى وحكايات من نسج الخيال المتشح بوهج من بريق الأفكار الجديدة التى ترى الدنيا وكأنها فاترينة مضيئة بالأفكار المشرقة ((يا امى أنا جاى ..لحظة واحدة قربت أخلص رائعة أرنست همنجواى …العجوز والبحر )هكذا اجاب حاتم على نداء والدته عندما دعته لتناول الطعام ،وقد صاحت فيه بغيظ ((عجوز آيه وبحر آيه يا ابنى يا ابنى يالا الله يسامحه ابوك هو إللى شجعك على قراءة الكتب دية ….)صاح والده موجها حديثه إليها ((مالها القراءة يا تفيدة …القراءة هواية مثمرة فوايدها كتير ….اما ولية جاهلة بصحيح…..)البقية غدا تحياتى محمد ريحان كاتب وسينارست
اترك تعليقاً