تخوف فى إدلب من إنقطاع المساعات عبر باب الهوى.

 

كتب /أيمن بحر

هكذا حال المقيمين فى المخيمات على الحدود السورية التركية. أسر شردت بسبب الحرب. تتمنى العودة لديارها بإنتهاء الحرب.
سوريا.. خلافات فى مجلس الأمن بشأن معابر المساعدات. قبل أسبوعين من إنتهاء صلاحية تفويض أممى لإيصال المساعدات الى سوريا عبر الحدود قدمت دول غربية مشروع قرار جديد لتمديد التفويض وهو ما ترفضه موسكو. وتحذر منظمات دولية من عواقب وخيمة فى حال عدم تمديد التفويض.

إنضم مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون الى الداعين للحفاظ على التفويض لإيصال المساعدات الإنسانية الى السوريين عبر الحدود من دون المرور بدمشق، وهو أمر ترفضه موسكو ويُعتبر إختباراً لعلاقتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال بيدرسون أمام مجلس الأمن يوم الجمعة (25 حزيران/يونيو): “المدنيون فى أنحاء البلاد فى حاجة ماسة الى مساعدات حيوية وتعزيز قدرتهم على الصمود. من بالغ الأهمية الحفاظ على الوصول وتوسيعه، بما فى ذلك من خلال العمليات عبر الحدود والخطوط الأمامية. وشدد المبعوث على أن “الإستجابة الواسعة النطاق عبر الحدود ضرورية لمدة 12 شهراً إضافية لإنقاذ الأرواح.
ويسرى التفويض عبر الحدود منذ العام 2014، لكنه قُلّص بشكل كبير العام الماضى عبر الإبقاء على نقطة دخول حدودية واحدة هى معبر باب الهوى (شمال غرب) مع تركيا. وتنتهى صلاحية التفويض فى 10 تموز/يوليو.

والجمعة سلّمت إيرلندا والنرويج المسئولتان عن الملف فى الأمم المتحدة، وهما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن مشروع قرار لبقية الأعضاء الثلاثة عشر فى المجلس. وقد حصلت وكالة فرانس برس على نسخة من المشروع.

وأخْذاً فى الإعتبار بأنّ ثمة زيادةً فى الإحتياجات الإنسانية فى شمال غرب سوريا وشمال شرقها، يُطالب مشروع القرار بالتمديد لعام واحد فى تفويض إيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى لمنطقة إدلب التى تسيطر عليها فصائل معارضة وكذلك إعادة تفويض معبر اليعربية لإيصال المساعدات الى شمال شرق سوريا عبر العراق.

وإنتقدت الولايات المتحدة سريعاً هذا المشروع فى موقف نادر الحدوث لواشنطن حيال حليفين أوروبيين لها، لأنه لا يسعى الى إعتماد معابر حدودية جديدة. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد فى بيان لاذع: أستمر بالدعوة الى إعادة تفويض معبر باب الهوى وإعتماد مجدداً معبرى باب السلام (شمال غرب) واليعبرية للمساعدات الإنسانية. وأسفت لفحوى المشروع الأوروبى الذى وافقت عليه الدول العشر غير دائمة العضوية فى المجلس على ما أفاد دبلوماسيون.

وأضافت السفيرة الأمريكية: يجب أن يوفر مجلس الأمن فى الوقت الراهن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية التى يحتاجها السكان أمس الحاجة. أن نتخلف عن ذلك يعنى تجاهل مسئولياتنا حيال الشعب السورى والأسرة الدولية وقيمنا الخاصة. وبعد مفاوضات بين دول المجلس الخمس عشرة يتوقع التصويت على المشروع بحلول العاشر من تموز/يوليو.

ونوقِش موضوع التفويض عبر الحدود فى القمة الأخيرة فى جنيف بين الرئيسين الأمريكى جو بايدن والروسى فلاديمير بوتين، لكنهما لم يكشفا عن موقف محدد حول الملف. وفى حال إقرار تمديد التفويض، يمكن أن يكون الملف نقطة بداية جديدة في العلاقة الروسية الأمريكية، على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

وتصر موسكو الحليف الرئيسى لدمشق والتى تؤيد بسط سيادة حكومة الرئيس بشار الأسد على كامل البلاد، منذ بداية العام على إنهاء تفويض الأمم المتحدة. كذلك تعتبر موسكو أن مرور المساعدة الدولية عبر دمشق يمكن أن يعوض المساعدات عبر الحدود وهو أمر ترفضه الدول الغربية والأمم المتحدة.
وفى بيان الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إتهم وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف هيئة تحرير الشام، وهى أقوى الفصائل المعارضة فى شمال غرب سوريا بعرقلة مرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية بتواطؤ من أنقرة. كما إتهم لافروف فى البيان الذى حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس المانحين الغربيين بـالإبتزاز بالتهديد بقطع التمويل الإنسانى عن سوريا إذا لم يتم تمديد تفويض إرسال المساعدات عبر معبر باب الهوى. وأضاف: نعتبر أنه من المهم مقاومة مثل هذه الأساليب.

ومنذ بدء الحرب فى سوريا العام 2011، إستخدمت موسكو التى تُرجِع تدهور الوضع الإنسانى الى العقوبات الغربية حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن 16 مرة فى مواضيع تتعلق بالملف السورى، فيما إستخدمت الصين الفيتو 10 مرات.

وفى بيان الجمعة، شددت ديانا سمعان من منظمة العفو الدولية على أن وقف المساعدات عبر الحدود ستكون له عواقب إنسانية وخيمة وأضافت: ندعو مجلس الأمن لتجديد التفويض بوصول المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى وإعادة فتح معبرى باب السلامة واليعربية. كذلك دعا لويس شاربونو من منظمة هيومن رايتس ووتش الى إستمرار التفويض عبر الحدود وتوسيعه الى المعبرين المغلقين منذ العام 2020م .وقال فى بيان: أى شئ بخلاف تجديد التفويض قد يؤدى الى الحكم على الملايين من السوريين فى شمال البلاد بالفقر المدقع أو الموت نتيجة سوء التغذية أو كوفيد 19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *