تعلمين أن طفلك يتواصل معك قبل أن ينطق بأية كلمة مفهومة؟
الدكتورة نيفين جوزيف
واللغة من أهم وسائل الاتصال الاجتماعي، ومظهر من مظاهر النمو العقلي، وهي وسيلة مكتسبة وملكة اختص بها الإنسان وحده دون سائر المخلوقات، ولما كان الأولاد وصية الله تعالى لنا {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}(النساء:11)،
علشان كده لازم نتعلم تنمى مهارات الكلاميه لطفلنا ازاى
يمكنك أن تساعدي طفلك على تطوير مهاراته اللغوية بأن تحرصي على وصف كل شيء له، فمثلا بدلا من أن تسأليه أين كرتك، عليك أن تسأليه أين كرتك الكبيرة الحمراء؟
– وهناك مرحلة أخرى وهي بلوغ طفلك 24 شهرًا؛ حيث إنه من المفترض أن يكون قادراً في تلك الفترة على التعبير عما يريده باستخدام الكلمات، ويجب عليك أن تدركي أن طفلك في مثل هذا العمر قد تكون بعض كلماته غير مفهومة، وبالتالي فإنك قد تفهمين فقط خمسين في المائة من كلامه أو لغته. أما الفترة ما بين 18 شهرا وعامين فهي تشهد زيادة مفردات طفلك اللغوية من 50 كلمة حتى 250 كلمة.
وإليك طرق عدة لتنمية مهارات طفلك الكلامية وهي:
– القرآن الكريم: القرآن أقوى مساعد لتنمية مهارات طفلك الكلامية، فقد ثبت علمياً أن الرضيع يتأثر ويستوعب ما يحيط به، فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل، ومعلوم أن الكبار يمكنهم التحكم بحاسة السمع من خلال استعادة ما خزن من مفردات، أما الرضيع فإنه يخزن المعلومات والمفردات لكنه لا يستطيع استعادتها أو استخدامها في فترة الرضاعة، غير أنه يستطيع القيام بذلك بعد سن الرضاعة؛ لذلك فإن استماع الرضيع للقرآن يومياً لمدة 5- 10 دقائق يزيد من مفرداته المخزنة مما يسهل عليه استرجاعها.
– مناغاة الطفل : قبل أن يتعلم طفلك طريقة النطق الحقيقي لأول كلمة ابدئي بمناغاته، ويجب أن تشجعيه ليقلد شكل الكلام برفع نغمة الصوت الذي يصدره وخفضها بالرغم من أنه صوت واحد، وبذلك يبدأ تدريجياً في التحكم في اللسان والشفاه والأحبال الصوتية ومع تطوره في تعلم الكلام ستجدين نفسك تحدثينه أكثر أثناء تناول الطعام، وتغيير الثياب، إلى أن ينام. يوضح د. تامر الجويلي ذلك – مدرس الطب النفسي – قائلاً: “نحن ننمي قدرة الطفل على التعلم من خلال تنمية لغته الداخلية بالتحدث إليه، وبالاستجابة للأصوات التي يقوم بها؛ لأن الأطفال يتعلمون من خلال الاستماع، فاستماع الطفل للكلمات التي نستخدمها باستمرار يساعده على فهم معانيها».
– التفاعل مع الطفل: «عن طريق استخدام لغة الكبار في التعـبير عن الأفكار»؛ لأن طبع الطفـل التـقليـد والمحـاكاة على الرغم من عدم قدرة طفلك على الاستجابة لكلماتك إلا أنه يفهم ما تقولينه؛ لذلك عليك البحث عن فرص للتحدث معه طوال اليوم، عن طريق طرح الأسئلة، ووصف الأشياء، وسرد الأحداث المختلفة، تكلمي عن أي شيء يأتي في ذهنك من غير تبسيط لحديثك.
– القراءة لطفلك: واظبي على القراءة لطفلك منذ الصغر حتى تتوسع مخيلته، ويزداد مخزونه اللغوي؛ فيتعلم الكثير من الكلمات الجديدة والمعلومات المتنوعة عن العالم، كما أنه يتعلم الكتابة وتقوي العلاقة عنده بين الكلمة المكتوبة والمسموعة، ويتحسن مستواه الدراسي مع تشبع حب الاستكشاف عند الطفل، فالأطفال يستمتعون بقراءة الكتب مع شخص بالغ، واجعليها وسيلة لتوصيل قيمة معينة للطفل بدلا من التوجيه مباشرة أو تقليل خوفه من مواقف معينة.
– عوديه على سرد القصص وحكايتها: فالطفل بطبعه شغوف بسماع القصص، ويجب تشجيعه على سرد القصص التي يحبها أمام الضيوف؛ وهو ما يساعده على محاولة سردها بتفاصيلها وتمثيل رد فعل أبطالها؛ وذلك ينمي لديه التذكر والذكاء وملكة الإلقاء، مع حرصك على عدم تصحيح أخطاء الطفل اللغوية، حتى لا يطور سلوكا انسحابياً أو تلعثمياً فهو يصحح نفسه بنفسه إذا سمع ترديدنا لكلامه ترديدا صحيحا.
– اللعب: قومي بتخصيص مكان للعب الطفل، واحرصي أن يكون به لعب مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، كي تحفزي الفضول والإبداع لدى الطفل فاللعب يعد جزءاً من التعليم ولا سيما مع وجود الألعاب الذكية والتعليمية التي تعلم الحروف الأبجدية.
– اللعب بالكلام واللمس : ينشأ اللعب من خلال أنشطة فعّالة لا تعداد لها تجلب الخبرة؛ حيث يخبر الطفل أجزاء جسمه، اسأليه «أين أنفك؟» ثم المسي أنفه ورددي بطريقة ظريفة «ها هي ذي أنفك»، كرري ذلك مرات عدة؛ لأن طفلك عندما يسمعك تكررين اسم شيء مرات عدة سيبدأ في الربط بين الصوت ومعناه، واسأليه عن الأشياء المختلفة مـن حولـه ولا سيما في ظـل أجواء علاقات مريحة، ويكتسب الأطفال عبر اللعب تلقائيا معرفة حيوية فراغية وفيزيائية وحسابية، كما يتعلمون ممارسة سلوكيات اجتماعية وعاطفية متزنة، ومهم جداً في هذا السياق عدم بروز فكرة التمرين أو التدرب على شيء مباشرة في اللعب، فالغاية من اللعب تكمن في فرح الطفل باللعب معكِ، وأيضاً في انجذابه إلى اللعبة وتطلعه إلى المعرفة والاكتشاف، وليس في التعلم أو التمرين على النطق.
اترك تعليقاً