حكم الزوجة التي تعلي صوتها على زوجها وتشتمه

كتب : نبيل محمد صلاح

لا يجوز للزوجة أن ترفعَ صوتها على زوجها، لأنّ رفع الصوت يدلُّ على سوء أدبها، ورعونتها، ويتناقض مع حسن العشرة المطلوبة بين الزوجين، فواجب الزوجة أن تدركَ حقَّ زوجها العظيم عليها، فقد جعله الله الراعيَ لها، وأعطاه حقَّ القوامة عليها، فينبغي لها أن تحترمَه، وتتأدبَ معه بالقول والخطاب، حتى تدومَ المودةُ والألفة بينهما.[١] إذا تعمدت الزوجةُ الإساءةَ إلى زوجها بعصيان أمره، وعدم احترامه، ورفع الصوت عليه، فإنّها تكون بذلك زوجةً ناشزاً، لأنّها ترفعت عن أداء حقِّ زوجها، كما أنّها تكون بذلك عاصيةً لله تعالى، وقد وضعت الشريعة الإسلامية وسائلَ في تقويم الزوجة الناشز، حيث يبدأ الزوج بوعظ الزوجة، ويذكرها بالله تعالى، فإذا لم يفلح ذلك هجرها في المضطجع، فإن لم يفلح ذلك معها ضربها ضرباً غيرَ مبرّح، فإن لم تنفع تلك الوسائل جميعها، بعث لطرفين: حكمٍ من أهله، وحكمٍ من أهلها، لعلّهما يصلحان ما بينهما، فإذا استُنفذت تلك الوسائلُ كلُّها كان للرجل الحقُّ في تطليقها،[٢]وعلى الرجل أن يراعيَ في معالجته لنشوز زوجته استخدامَ الأساليب الحسنى، حتى لا تتفاقمَ الأمورُ، وتصل إلى مرحلة لا تُحمَدُ عقباها.[٣] يجب على الزوجة أن تدركَ حقَّ زوجها العظيم، وأن تحرصَ على طاعته في أوامره، وألا تخرجَ من بيته إلا بعد أن يأذنَ لها، فطاعة الزوج مقدمة على طاعة والدَي الزوجة، وقد قرن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث بين طاعة الزوجة لزوجها وأمورٍ غايةٍ في الأهمية، مثل الصلاة، وحفظ الفرج، وهذا يدلُّ على عظم تلك الطاعة وفضلها، وقد دلَّت على عظم حقِّ الزوج على زوجته أحاديثُ عدة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: (لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لأَمَرْت النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ، لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ).[٤]وفي الحديث الآخر: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها، و حصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ).[٥][٢] رأيي أخر

لا يجوز للمرأة أن تشتم زوجها، ولا أن ترفع صوتها عليه، وهي مأمورة بطاعته واحترامه لما له عليها من الحق. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي وله شواهد يرقى بها إلى درجة الحسن أو الصحيح، كما قال الألباني رحمه الله.

وقد ورد في الشرع وعيد لمن تؤذي زوجها، فعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا. رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

وروى النسائي بسند حسن عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره.

فنصيحتنا للزوجة أن تتقي الله عز وجل وأن تحسن عشرة زوجها، وتطيعه في المعروف، وتؤدي حقوقه عليها. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 32549.

كما أن على الزوج هو الآخر أن يحسن معاملة زوجته، وأن يبتعد عن إحداث المشاكل معها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه.

وأما الحل: فيكمن في الصبر واجتناب أسباب المشاكل، والجلوس بعد التراضي للتفاهم والاتفاق بينكما على السبل المؤدية إلى اجتناب هذه المشاكل، مع التغاضي عن الهفوات، والتودد بالكلمات الرقيقة والأفعال الجميلة، ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 2589، ورقم: 53593.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *