خير النساء..

خير النساء..

فاطمة عبد العزيز محمد

يقول النبي ﷺ: “فاظفر بذات الدين، تربت يداك”، لأن هذا هو الذي يبقى في يدك، أما الباقي فهو سراب زائل، إن كان عندها مال فهذا المال قد يكون سبباً للمشكلات، وتترفع به عليك، وترى أنه لا قوامة لك عليها، ولا هي خاسرة بشيء، وقد تقول لك: إذا ما يعجبك الوضع مع السلامة، أنا لست محتاجة لك بشيء، إذا تريد مالا أعطيتك.

وإذا كانت ذات جمال فتكون مغترة معجبة بهذا الجمال، إلا من رحم الله، وإذا كانت ذات نسب، تزوجها من أجل النسب، فقد تترفع عليه، ويبقى أسيراً عندها ما يستطيع أن يطلقها ولو أساءت إليه وتعذرت العشرة، لأنها كأنها سيدة له فوقه وأقوى منه، ونسبها يمنعها ويحوطها ويحميها من أن يرفع الزوج رأسه، فيبقى ذليلاً صاغراً، ولذلك الإنسان يبحث عن المرأة المتدينة الصالحة، والأفضل أن تكون في نفس مستواه المعيشي والنسب أيضاً، يراعي هذه الجوانب، بحيث لا يتزوج امرأة تترفع عليه، ثم بعد ذلك يشقى معها، وهذا هو الأوفق والأقرب للعشرة، وتكون طبائعهم متقاربة، لا يكتشف منها كل يوم طبائع وأخلاقًا وعادات أخرى ويقول لها: ما هذا؟، تقول: والله أنتم تربيتكم تختلف عن تربيتنا، أنتم عندكم هذا عيب ونحن عندنا هذا ليس عيبًا أو بالعكس، ويبقى في إحراج مع أهله، كيف يتقبلون مثل هذه التصرفات وهم يرون أنها إزراء ولا تليق؟، وتبقى المشكلات عالقة، ولذلك تكون قضية الدين هي التي تبقى، فالجمال مثل الضوء، يذهب ينطفئ هذا النور وتبقى الحرارة والإحراق إذا كانت المرأة سيئة الخلق ضعيفة الدين، يقول تعالى “ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ” [البقرة:17]، ما قال في المنافقين: ذهب الله بنارهم، بل قال: “ذهب الله بنورهم”، فالنور الذي يستضيئون به ذهب وبقيت الحرارة، حرارة النار، يقول تعالى “كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ”، فيذهب الإشراق والإضاءة وتبقى الحرارة والإحراق، فإذا تزوج الإنسان امرأة لمجرد الجمال فإن ذلك لا يغني عنه شيئاً، عما قريب يذهب الجمال، ويبقى يعاني من سوء تربيتها، ومن سوء تصرفها وتعاملها وعدم قيامها بحقه وقلة خوفها من الله وتضييع فرائضه، فما الفائدة من هذا؟.
إن أول أساس وضعه لك الإسلام، لاختيار شريكة العمر، أن تكون صاحبة دين، ذلك أن الدين يعصم المرأة من الوقوع في المخالفات، ويبعدها عن المحرمات، فالمرأة المتدينة بعيدة عن كل ما يغضب الرب، ويدنس ساحة الزوج، أما المرأة الفاسدة المنحرفة البعيدة عن هدى دينها، وتعاليم إسلامها، فلا شك أنها تقع في حبائل الشيطان بأيسر الطرق، ولا يؤمن عليها أن تصون العرض، بل إن الخطر يشتد إذا كان مع الفساد جمال، ومع الجمال مال، من أجل ذلك بالغ الإسلام في حثك على اختيار ذات الدين، وحضك على البحث عنها في كل بيت مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *