رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى يتحدث عن قبيلة بنى تميم
رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى يتحدث عن قبيلة بنى تميم
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
بقلم / المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
قبيلة بني تميم:
• تميزت بإسلامها وجهادها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قدِم وفدُ بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي، وحَظِيَ بصحبته الصحبة العامة والخاصة الكثير، وبرز منهم عددٌ لا يستهان به، وفيهم – وليس بالقليل – مَن هم من أعيان الصحابة ووجهائهم؛ كما هو مبين في كتب السير والتراجم، فازدادت شرفًا على شرف.
وقد تقاسمت القبائل حصصَها من الشرف حسب سابقتِها إلى الإسلام واتِّباعها لمحمد عليه الصلاة والسلام.
• تميزت بأنها من ولد إسماعيل عليه السلام.
همُ نَسْلُ إسماعيلَ صادق وعدِهِ فما بعدَه في الفَخْرِ مسعًى لذاهبِ
فـ(تميم)، أصل القبيلة هو: تميم[1] بن مر بن أُد بن طابخة (واسمه عمرو) بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن مَعْد بن عدنان[2]، وعدنان مِن ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملةً، وتكلم في ذلك قومٌ بما لا يصح[3].
وكان لإبراهيم عليه السلام ولدان: إسماعيل وإسحاق – عليهما السلام – فاصطفى الله عز وجل إسماعيل ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، فكانت ذريته صفوة ولد إبراهيم، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كِنانة))[4].
قال ابن تيمية: وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحاق، ومعلوم أن ولد إسحاق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم لما فيهم من النبوة والكتاب[5].
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: أنتم بنو إسماعيل الأئمة، ونحن الوزراء[6].
وقال جَرير:
أبونا خليلُ اللهِ واللهُ ربُّنَا رَضِينا بما أعطى الإلهُ وقدَّرَا
وقال الفرزدق:
أبونا خليلُ اللهِ وابنُ خليلِهِ أبونا أبو المُستَخلفينَ الأكارمِ
روى البخاري (2405) ومسلم (2525) من طرق عن أبي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما زلتُ أحبُّ بني تميم منذ ثلاثٍ، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: ((هم أشد أمتي على الدجال))، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه صدقاتُ قومِنا))، وكانت سَبيَّة منهم عند عائشة، فقال: ((أعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل)).
وقال الإمام أحمد (المسند: 6/ 263) – ومن طريقه العراقي (محجة القرب: 251) -: ثنا أبو أحمد محمد بن عبدالله بن الزبير، قال: ثنا مسعر، عن عبيد بن حنين بن حسن [في محجة القرب: عبيد بن جبير]، عن ابن معقل، عن عائشة رضي الله عنها أنها كان عليها رقبةٌ من ولد إسماعيل، فجاء سَبْيٌ من اليمن من خولان، فأرادت أن تَعْتِقَ منهم، فنهاني النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء سَبْيٌ من مُضر من بني العنبر، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتق منهم[7].
وقال الطبراني في الكبير (5/ 267) – ومن طريقه العراقي (محجة القرب: 256) -: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي: ثنا موسى بن إسماعيل: ثنا شعيب بن عبدالله[8] بن زبيب بن ثعلبة، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن كان عليه رقبةٌ مِن ولد إسماعيل فليعتِقْ من بلعنبر))[9].
قال العراقي: بنو العنبر ويقال: بلعنبر، وهم من بني تميم…، والعنبر هو: ابن عمرو بن تميم[10].
وقال ابن حزم: في العرب مَن ليس من ولد إسماعيل[11]، واستدل بحديث عائشة رضي الله عنها المتقدم “أنه كان عليها رقبةٌ من ولد إسماعيل، فجاء سَبْي من خولان، فأرادت أن تعتق منهم، فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء سَبْي من مُضر من بني العنبر، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتقَ منهم)).
قال: لما خصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بني العنبر بن عمرو بن تميم…، بأن تَعْتِقَ منهم عائشة… – فصح بهذا أن في العرب مَن ليس من ولد إسماعيل؛ وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل، فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل[12].
قال مقيده – عفا الله عنه -:
روى علي بن رباح اللخمي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام))، ولو صح هذا الحديث عن الحبيب لقُطِعَ قولُ كل خطيب، ولكن ضعفَ إسنادِه يُبقي مجالًا للبحث[13].
قال ابن قدامة: ولم يختلفوا في أن عدنان من ولد إسماعيل، ولا في أن إبراهيم من ولد سام، ولا أن ربيعة ومضر هم الصريح من ولد إسماعيل عليه السلام[14].
• تميزت بأنهم قوم النبي صلى الله عليه وسلم[15]، قال ابن القيم رحمه الله: فأشرف القوم قومُه[16].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما زلتُ أحب بني تميم منذ ثلاث، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: وساق الاثنتين، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه صدقات قومنا))؛ الحديث متفق عليه، وقد تقدم.
وقال البخاري (4108): حدثني زهير بن حرب: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتُهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال))، وكانت منهم سبيَّة عند عائشة، فقال: ((أعتقيها؛ فإنها مِن ولد إسماعيل))، وجاءت صدقاتهم، فقال: ((هذه صدقة قوم، أو: قومي))[17].
وروى الإمام أحمد في المسند (2/ 390): ثنا أسود بن عامر قال: ثنا سفيان، عن رجل، عن أبي زُرعةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه صدقةُ قومي وهم أشد الناس على الدجال)) يعني بني تميم.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما كان قوم من الأحياء أبغضَ إليَّ منهم فأحببتُهم منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا[18].
قال الحافظ: وكان ذلك لما كان يقع بينَهم وبين قومه في الجاهلية من العداوة[19].
وقال الطبراني في الكبير (7604) – ومن طريقه العراقي في محجة القرب (257) -: حدثنا المقدام بن داود: ثنا حجاج الأزرق: ثنا مبارك بن سعيد، عن عمر بن موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ركبانًا فمرَرْنا بهَجْمة[20]، فقالوا: لمن هذه؟ قالوا: لبني العنبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أولئك قومُنا))[21].
قال الحافظ ابن حجر[22]: إنما نسَبهم إليه لاجتماعِ نسبِهم بنسبه صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مُضر.
وقال الطيبي[23]: شرَّفهم بإضافتِهم إلى نفسه عليه الصلاة والسلام.
• تميزت باجتماع نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر، فهي إذًا قبيلة مُضَرية[24]، وقال المبرد – ما معناه -: إن كلَّ مَن ينتمي إلى مُضرَ فهو داخل في الأشراف، ولكن كلما كان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أشرف[25].
وقال ابن عبدالبر: قيل أيضًا بنو عبدالمطلب فصيلتُه، وبنو هاشم فَخِذُه، وبنو عبدمناف بطنُه، وقريش عمارتُه، وبنو كنانة قبيلتُه، ومضر شِعبُه[26].
• تميزت بكونها كاهلَ مضر، قال البزار (البحر الزخار: 2778) – ومن طريقه العراقي في محجة القرب (210) -: حدثنا محمد بن عثمان الواسطي، قال: أخبرنا أبو بلال[27] الأشعري، قال: أخبرنا القاسم بن محمد الأسدي، عن معروف بن خرَّبُوذ، عن أبي الطُّفَيلِ الكناني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا رجلٌ يخبرني عن مضر؟))، فقال رجل من القوم: أنا أخبرك عنهم يا رسول الله – وذكر الحديث – وفيه: وأما كاهلها، فهذا الحي من تميم بن مر، وأما فرسانها، فهذا الحي من قيس بن غيلان، قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه كالمصدِّق له[28].
وللحديث شُوَيهد رواه الزبير بن بكار، في الموفقيَّات (415) – ومن طريقه السمعاني في الأنساب (1/ 36) -: عن المدائني، عن عوانة بن الحكم[29] قال: دخل صعصعةُ بن ناجية المجاشعيُّ – جد الفرزدق – على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((كيف علمُك بمضر؟)) قال: يا رسول الله، أنا أعلم الناس بهم، تميمٌ هامتُها، وكاهلُها الشديد الذي يوثق به، ويحمل عليه…، وفي آخر الحديث: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقتَ))[30].
وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1151): حدثنا زياد بن يحيى الحساني: نا أبو عتاب: نا موسى بن عمير، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((جمجمةُ هذا الحي من مضرَ كنانة، وكاهلها الذي ينهض به تميم))[31].
وقال معاوية رضي الله عنه: مضر كاهل العرب، وتميم كاهل مضر، قال الأزهري: سمعت العرب تقول: فلان كاهل بني فلان: أي عمدتهم في الملمات، وسندهم في المهمات[32].
قال في الصحاح: والكاهل: الحارك، وهو ما بين الكتفين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تميم كاهل مضر، وعليها المحمل))[33].
وفي القاموس المحيط: الهامة: رأس كل شيء[34].
وفي لسان العرب: قال ذو الرُّمةِ:
لنا الهامةُ الكبرى التي كلُّ هامةٍ وإن عَظُمَتْ منها أذلُّ وأصغرُ
وفي حديث أبي بكر والنَّسابة: أمِن هامِها أم مِن لَهازِمِها؟ أي من أشرافها أنت أو من أوساطها، فشبه الأشراف بالهام، وهو جمع هامة الرأس[35].
________________________________________
[1] قال أبو بكر بن دريد الاشتقاق: ص 201: واشتقاق تميم من الصلابة والشدة، قال الشاعر يَصِفُ فرسًا:
تميمٌ فَلَوْناهُ فأُكْمِلَ خلقُهُ فتمَّ وعزَّتْهُ يداه وكاهلُه
[2] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 480.
[3] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 7.
[4] أحمد 4/ 107، والترمذي 3605، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 18، وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 430، والسمعاني في الأنساب 1/ 27 21، وابن عبدالبر في الأنباه على قبائل الرواة ص 40، والعراقي في محجة القرب ص 77، من طريق محمد بن مصعب: ثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه به، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن تيمية في الفتاوى 27/ 472، والسيوطي في الجامع الصغير 1683، ومحمد بن مصعب موصوف بكثرة الغلط، وفي تهذيب الكمال (5612): قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث القرقساني – يعني محمد بن مصعب – عن الأوزاعي مقارب، وقال صالح بن محمد البغدادي: ضعيف في الأوزاعي.
وتابع محمد بن مصعب يحيى بنُ أبي كثير عن الأوزاعي به؛ رواه الخطيب في الموضح 1/ 120، وعزاه السيوطي في الدر 2/ 706 لأبي القاسم السهمي، ولفظه: ((إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه خليلًا، ثم اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزار، ثم اصطفى من ولد نزار مُضَر))، والراوي عن يحيى بن أبي كثير سليمانُ بن أبي سليمان متكلَّم فيه؛ انظر: لسان الميزان 3/ 113.
وقد أخرج الحديث مسلم 2276 من طريق الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي به نحوه، دون الجملة الأولى.
[5] ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم: 1/ 384.
[6] ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم: 1/ 398 – 399، قال الألباني في الإرواء: 6/ 281 بعد أن ساق إسناده: وهذا سند صحيح.
[7] أ – درجة الحديث: قال العراقي في محجة القرب ص 389: هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد في مسنده هكذا والبزار أيضًا في مسنده ورجالهما رجال الصحيح، ورُوِيَ مرسلًا عن ابن مَعْقِلٍ، قال: كان على عائشة، ولم يقل: عن عائشة.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 14: رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الهيتمي؛ مبلغ الأرب: ص 70، وقال الحاكم بعد أن رواه مرسلًا: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال الذهبي: صحيح.
ب – تخريج الحديث: جاء عن ابن مَعْقِلٍ عن عائشة، وعن ابن مَعْقِلٍ قال: كان على عائشة، ولم يقل عن عائشة، رواه على الوجه الأول أحمد والبزار والعراقي، ورواه على الوجه الآخر الحاكم 2/ 216، والبيهقي في الكبرى 9/ 75، وللحديث شواهد.
[8] عند العراقي: شعيث بن عبيدالله، وقال: رواه الطبراني في المعجم الكبير هكذا، ووقع في السند: عبيدالله بن زبيب مُصغَّرًا، وإنما هو عبدالله مُكبَّرًا، كذا ذكره ابن أبي حاتم في [الجرح والتعديل]، وابن حبان في ثقات التابعين.
[9] أ – درجة الحديث: إسناده ضعيف، قال العراقي: حديث حسن غريب، وقال الهيثمي مجمع الزوائد: 10/ 47: رواه الطبراني، وفيه عبدالله بن زبيب، وبقية رجاله ثقات.
قال مقيده – عفا الله عنه -: عبدالله بن زبيب وابن شُعَيْث ذكرهما ابن حبان على قاعدته المعروفة في كتابه الثقات 5/ 20، 6/ 453، لذا قال الحافظ عن شعيب (التقريب: 2827): مقبول من السادسة؛ يعني مقبول حيث يتابع، وإلا فليِّنُ الحديث.
ب – تخريج الحديث: قال البخاري في التخريج الكبير 3/ 447: قال موسى، عن شعيث بن عبدالله بن زبيب، وأتمه.
[10] انظر: محجة القرب إلى محبة العرب ص 388، 394، وفتح الباري 5/ 172.
[11] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص7، وقال ص 7 – 8: جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال: وهم عدنان، وقحطان، وقضاعة، فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك…، وأما قحطان، فمختلف فيه من ولد من هو…، وأما قضاعة فمختلف فيه.
[12] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص7.
[13] رواه ابن وهب في الجامع 37، وابن سعد في الطبقات 1/ 43، واللفظ له، وله شاهد من حديث مالك بن يخامر، إلا أنه استثنى أربع قبائل: السلف، والأوزاع، وحضرموت، وثَقيف؛ رواه البلاذري في جمل من أنساب الأشراف 1/ 8، وعزاه في كنز العمال (33931) لابن عساكر، وهذا معلم بالضعفِ، وقال ابن عبدالبر في الأنباه على قبائل الرواة ص 79: وهي آثار كلها ضعيفة الأسانيد، لا يقوم بشيء منها حجة، والله أعلم بصحة ذلك.
[14] ابن قدامة: التبيين في أنساب القرشيين ص 55.
[15] وبهذا نعلم عدم صحة ما تفوَّه به بعض العوام من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله أن يفرِّق شَمْلَ تميمٍ وألا يقيم لهم راية.
[16] ابن القيم: زاد المعاد 1/ 71.
[17] في عمدة القاري (13/ 105) قال ابن بطال: وتميم كانوا يختارون ما يخرجون في الصدقات من أفضل ما عندهم، فأعجبه صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك قال هذا القول على معنى المبالغة في نصحهم لله ولرسوله في جودة الاختيار للصدقة، وفيه فضيلة ظاهرة لبني تَميم، وكان فيهم في الجاهلية وصدر الإسلام جماعةٌ من الأشراف والرؤساء، وفي السنن (الكبرى 7/ 0-11)، قال ابن إسحاق في إبل الصدقة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: فكانت هذه الإبل التي قدِم بها الزبرقان وعديُّ بن حاتم أولَ إبل وافت أبا بكر رضي الله عنه من إبل الصدقة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عدي بن حاتم رضي الله عنه على صدقات طيِّء، والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد – وذكر آخرون – قال: فلما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم أموال كثيرة، ردوها على أهلها إلا عدي بن حاتم والزبرقان بن بدر، فإنما تمسَّكا بها ودفعا عنها الناس حتى أدَّياها إلى أبي بكر رضي الله عنه.
[18] أ – درجة الحديث: إسناده ضعيف، والحديث صحيح بما قبله، وعلة هذا الإسناد الرجل الذي لم يسمَّ، وقد أعله به الساعاتي في الفتح الرباني 23/ 237، وقال الشيخ أحمد شاكر في شرح المسند 9056: في إسناده رجل مجهول.
[19] ابن جحر: فتح الباري 5/ 172.
[20] قال في النهاية 5/ 247: الهجمة من الإبل: قريب من المائة.
[21] أ – درجة الحديث: في إسناده عمر بن موسى متروك، قال في الميزان 3/ 224: قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عَدي: هو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، قال العراقي: هذا حديث غريب، رواه الطبراني في معجمه الكبير، وعمر بن موسى الوجيهي ضعيف، وشيخ الطبراني المقدام ضعَّفوه، ووثَّقه بعضُهم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 16572: رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود، وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد في الإمام: وُثِّقَ، وبقية رجاله ثقات، وقال الهيتمي (مبلغ الأرب: ص 70): حديث غريب، وقال الدارقطني (السنن: 1/ 218): لا يثبت سماعُه – يعني مكحولًا – مِن أبي أمامة.
[22] ابن حجر: فتح الباري 5/ 172.
[23] الكاشف عن حقائق السنن 11/ 201.
[24] قال أبو العباس عبدالله بن محمد الناشئ:
وفي مُضَرٍ يُستجمَعُ الفخرُ كلُّه إذا اعترَكَتْ يومًا زحوفُ المقانبِ
وبإسناد ضعيف عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل خلق السموات والأرض سبعًا، فاختار العُليا منها فسكنها، وأسكن سمواته مَن شاء من خلقه، وخلق الأرض سبعًا فاختار العليا منها، فأسكنها مَن شاء من خلقه، وخلق الخلق فاختار مِن الخلق بَني آدم، واختار مِن بني آدم العرب، واختار مِن العرب مضرَ، واختار مِن مضر قريشًا…))، الحديث؛ رواه العقيلي في الضعفاء 2005، والطبراني في الكبير: 13650، والأوسط: 6178، وابن عدي في الكامل 2/ 248 6/ 200، والحاكم في المستدرك 4/ 73، وعلوم الحديث ص 166، وأبو نُعيم في دلائل النبوة 18، والبيهقي في الدلائل 1/ 171، 172، ومناقب الشافعي 1/ 39 – 40، وابن قدامة في إثبات صفة العلو 29، والعراقي في محجة القرب (1)، وعزاه الذهبي لابن خزيمة في كتابه التوحيد العلو 39، وقد أعلَّه أبو حاتم والعُقيلي والذهبي والهيثمي، وقال ابن كثير: حديث غريب، وقوَّاه الحاكم والعراقي، وقال الهيثمي: سنده لا بأس به، وإن تكلَّم الجمهور في غير واحد من رواته؛ انظر: علل ابن أبي حاتم 2617، والضعفاء الكبير للعُقيلي 2005، والعلو للذهبي 39، ومجمع الزوائد للهيثمي 8/ 215، والبداية لابن كثير 2/ 240، ومحجة القرب للعراقي ص 72 – 76، ومبلغ الأرب للهيثمي ص 17.
[25] منهاج الطالب عن مشاهير قبائل العرب ص 17.
[26] الأنباه على قبائل الرواة ص 45.
[27] في كشف الأستار 3/ 310، ومختصر زوائد مسند البزار 2050 [أبو هلال].
[28] أ – رواة الحديث:
محمد بن عثمان الواسطيُّ: في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 25 – 26: هو صدوق…، سُئِل أبي عنه فقال: هو شيخ.
أبو بلال الأشعري: الكوفي، عن أبي بكر النهشليِّ، ومالك بن أنس، وعنه أحمد بن أبي عزرة، ومطين، وجماعة، يقال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري، وقيل: اسمه محمد، وقيل: عبدالله، ضعَّفه الدارقطني…، وذكره ابن حبان في الثقات، فقال اسمه مرداس؛ اللسان: 7/ 24، قال ابن القطان: لا يعرف ألبتة، قلت: هو مشهور بكنيته أبو بلال من أهل الكوفة، يروي عن قيس بن الربيع، والكوفيين، روى عنه أهل العراق، قال ابن حبان في الثقات: يُغربُ ويتفرَّدُ، وليَّنه الحاكم أيضًا، وقول القطان: لا يعرف ألبتة، وَهِمَ في ذلك، فإنه معروف؛ لسان الميزان 6/ 17.
القاسم بن محمد الأسدي: ذكره ابن حبان في كتابه الثقات 5/ 305، ووثَّقه يحيى بن معين وأبو زرعة (الجرح والتعديل: 7/ 119)، ولم يُصِب الحافظ ابن حجر (التقريب: 8420) في قوله: مقبول، والله أعلم.
معروف بن خرَّبُوذ: المكي مولى عثمان، ضعَّفه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: يُكتَبُ حديثُه، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: لا يُتابَعُ على حديثه ولا يعرف إلا به، وقال الساجي والذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: صدوق ربما وَهِمَ، وكان إخباريًّا علَّامة، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه؛ انظر: تهذيب الكمال 6086، والميزان 8655، وتهذيب التهذيب 10/ 231، والتقريب 6791، والضعفاء الكبير 1810.
ب – درجة الحديث: إسناده ضعيف، قال العراقي في محجة القرب ص 313: وأبو بلال لم أرَ مَن ذكره بجرح ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6553: رواه البزار، وفيه مَن لم أعرِفهم، وفي مختصر زوائد مسند البزار لابن حجر 2050: إسناده ضعيف، وقال الهيتمي مبلغ الأرب ص56: فيه ضعف.
[29] في الإصابة: 5/ 143 عرابة بن الحكم.
[30] أ – رواة الحديث:
الزبير بن بكار صاحب الموفقيَّات: الزبير بن بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير الأسدي، المدني، أبو عبدالله بن أبي بكر قاضي المدينة، ثقة، أخطأ السليماني في تضعيفه، مِن صغار العاشرة، مات سنة ست وخمسين؛ ابن ماجه؛ التقريب: 1991، وانظر: تاريخ بغداد 4585، والميزان 2/ 66.
المدائني: علي بن محمد أبو الحسن المدائني الإخباري، صاحب التصانيف، ذكره ابن عدي في الكامل، فقال: ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب الأخبار، قلَّ ما له من الروايات المسندة، قال يحيى بن معين -: ثقة ثقة ثقة، قال الحافظ ابن حجر: قلت: لم أرَه في ثقات ابن حبان وهو على شرطه…، قال أبو عاصم: أبو الحسن أستاذ، وقال أبو جعفر الطبري: كان عالـمًا بأيام الناس، صدوقًا في ذلك؛ لسان الميزان: 4/ 291.
عوانة بن الحكم: ابن عوانة بن عِياض الإخباري المشهور الكوفي…، كثير الرواية عن التابعين، قلَّ أن روى حديثًا مسندًا، وأكثر المدائني عنه، وقد روى عن عبدالله بن المعتز، عن الحسن بن عليل العنزي، عن عوانة بن الحكم، أنه كان عثمانيًّا، فكان يضع الأخبار لبني أميَّة، مات سنة ثمان وخمسين ومائة؛ لسان الميزان: 4/ 446، قال الذهبي: كان صدوقًا في نقله؛ (سير أعلام النبلاء: 7/ 201).
ب – درجة الحديث: إسناده ضعيف، منقطع.
[31] أ – رواة الحديث:
زياد بن يحيى الحساني: زياد بن يحيى بن حسان، أبو الخطاب الحساني، النُّكري، بضم النون، البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وخمسين، روى له الجماعة؛ التقريب: 2116.
أبو عتاب: سهل بن حماد، أبو عتاب الدلال البصري، صدوق، من التاسعة، مات سنة ثمان ومائتين وقيل قبلها، روى له مسلم والأربعة، قال أحمد بن حنبل: لا بأس به، وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صالح الحديث شيخ، ذكره ابن عدي، ونقل عن عثمان الدارمي: سألت ابن مَعين عنه، فقال: مَن سهل؟ قلت: الذي مات قريبًا، الأزدي، قال: ما أعرفه، قال ابن عدي: وليس هو بالمعروف…، ولم يحضرني له حديث فأذكره، قال ابن حجر: أورد المِزي قول ابن معين في ترجمة أبي عتاب سهل بن حماد الدلال، ويغلب على ظني أنه غيره، والله أعلم؛ انظر: التقريب 2654، وتهذيب الكمال 2608، ولسان الميزان 3/ 140.
موسى بن عمير: القرشي مولاهم، أبو هارون الكوفي الأعمى، متروك، وقد كذبه أبو حاتم من الثامنة التقريب: 7046.
الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن عبدالله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ متفقٌ على جلالته وإتقانه، وهو مِن رؤوس الطبقة الرابعة، مات سنة خمس وعشرين، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين، روى له الجماعة؛ التقريب: 6296.
سعيد بن المسيِّب: ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي، المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مراسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين، روى له الجماعة؛ (التقريب: 2396).
ب – درجة الحديث: مرسل، ضعيف الإسناد جدًّا؛ مِن أجل موسى بن عمير.
[32] ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 214.
[33] الجوهري: الصِّحاح 4/ 1475.
[34] الفيروزابادي: القاموس المحيط ص 1513.
[35] ابن منظور: لسان العرب 12/ 625.