رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فضائل مدينة بيت المقدس

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضائل مدينة بيت المقدس
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
مدينة ” بيت المَقْدس ” بفتح الميم وسكون القاف، تعني: المكان المطهر من الذنوب، واشتقاقه من القدس وهي الطهارة والبركة، ويقال المكان المرتفع المنزه عن الشرك [1]. ونلاحظ أن بيت المقدس ذات صخرة مرتفعة، وردت كثير من المعلومات عنها في ثنايا كتب التاريخ، فلعل الوصف هنا بأنها مكان مرتفع منزه يجمع بين البعد الجغرافي (ارتفاع المدينة) والبعد الديني بكونها ذات قداسة.
أما اسم المدينة في اللغة العبرانية فهو ” أورشليم ” ومعناه: بيت الرب، ولها أسماء أخرى منها: صهيون، وقصرون [2]. والاسم بيت الرب ذو دلالة واضحة على تقدس المدينة في الديانتين: اليهودية والنصرانية، وهذا لا يؤكد على أحقية اليهود فيها، بقدر ما يشير إلى أن هذه المدينة لها القداسة في مختلف الديانات، ولدى جميع الأنبياء على نحو ما سيرد بعدئذ. أما لفظة صهيون، فهي اسم جبل، مجاور للمدينة يحمل هذا الاسم، وقد انتسبت الحركة الصهونية الحديثة إليه إمعانا في التضليل والتقنع بقناع الدين وربط مصيرها بمصير القدس.
ونلاحظ أن اسم ” بيت المقدس ” يطلق على المدينة المقدسة ” القدس الآن ” تارة بشكل عام، في إشارة إلى أن البقعة كلها مقدسة، وهذا تأكيد على الآية الكريمة ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]؛ وقد يشار إلى المسجد الأقصى بعموم لفظ بيت المقدس في بعض الكتابات، وهذا عائد إلى عدم التفريق في الضبط والتشكيل بين المَقدس والمُقَدَّس، فالأولى تطلق على المدينة ” بيت المقدس ” والثانية تطلق على المسجد ” البيت المُقَدَّس “.
لا يقتصر التشريف لبيت المقدس على حادثة الإسراء والمعراج فقط، ولا لكونها تحتضن في ربوعها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة، بل يتخطاه إلى فضائل أخرى، مرت إشارات عديدة لها في القرآن الكريم.
ففي تفسير قوله تعالى: ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71][3] قال مقاتل بن سليمان: هي بيت المقدس. وقوله تعالى لبني إسرائيل ﴿ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ ﴾ [طه: 80] يعني بيت المقدس. وفي قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ [المؤمنون: 50] [4] هي: بيت المقدس. ومنها قوله تعالى إلى بني إسرائيل: ﴿ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21][5] فالأرض المقدسة هي بيت المقدس، وأيضا قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ﴾ [يونس: 93][6]. قيل بوأهم الشام، وبيت المقدس خاصة.
ورفع الله عيسى بن مريم عليه السلام من بيت المقدس، وفيها مهبطه قبل قيام الساعة. وأول شيء حسر عنه بعد الطوفان هو صخرة بيت المقدس، وفيه ينفخ الصور يوم القيامة، وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة، ومنها قوله تعالى: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴾ [المعارج: 43][7] قيل النصب هي صخرة بيت المقدس، وأيضا قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴾[8] قيل إنه ينادي من صخرة بيت المقدس. وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 14][9] والساهرة بجوار بيت المقدس [10].
وأقرب بقعة في الأرض إلى السماء بيت المقدس، ويمنع الدجال من دخولها، ويهلك يأجوج ومأجوج دونها، وأوصى آدم عليه السلام أن يدفن بها، وكذلك إسحاق وإبراهيم، وحُمِل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها، وأوصى يوسف عليه السلام حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها، وهاجر إبراهيم عليه السلام من ” كوثي ” إليها، وإليها المحشر، ومنها المنشر. وقد تاب الله على داوود عليه السلام بها، وصدق إبراهيم الرؤيا بها، وكلّم عيسى الناس في المهد بها، وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرق الناس إلى الجنة أو إلى النار. وعن ابن عباس قال: البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء، ما فيه موضع شبر إلا وقد صلّى فيه نبي أو أقام فيه ملك [11].
يظهر لنا مما سبق أن بيت المقدس ليست بقعة عادية في الأرض، وإنما بقعة مقدسة، نالت تقديسها منذ قديم الزمان، ودلت الكثير من الكتابات التاريخية على ذلك، وهذا ما جعلها تحتل مكانة كبيرة، خاصة أن الكثير من الأنبياء والمرسلين والصالحين مروا بها وأقاموا فيها، والكثيرون سعوا إلى سكناها والرغبة في الدفن بها، فليست قداستها عائدة إلى وجود المسجد الأقصى بها فحسب، وهو من المساجد المقدسة لدى المسلمين، وإنما تشترك فيها سائر الديانات السماوية.
وقد حظيت المدينة المقدسة بإقامة العديد من الصحابة الكرام، وحرصوا هم أن يوصوا بأن يدفنوا في ثراها، ومنهم: عبادة بن الصامت، أبو ريحانة الأزدي، فيروز الديلمي، شداد بن أوس، مسعود الأنصاري، سلام بن قيس الحضري (رضي الله عنهم جميعا). كما مر بها عدد كبير من كبار الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، أبو عبيدة بن الجراح، عمرو بن العاص، خالد بن الوليد، معاوية بن أبي سفيان، عبد الرحمن بن عوف، بلال بن أبي رباح، وأم المؤمنين صفية (رضي الله عنهم جميعا). وهؤلاء جميعا حرصوا على نيل مثوبة الصلاة في الأقصى، والسير على أرضه الطيبة. وأيضا حظيت بإقامة الكثير من العباد والزهاد والتابعين مثل: عمر بن عبد العزيز، مالك بن دينار[12].
أما فضل المسجد الأقصى فمنه ما جاء في صحيح السنة: يروي أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ” تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا “[13]، وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:” إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء”[14]
في رواية أبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا، ولا تسافر امرأة مسيرة يومين إلا مع زوجها أو ذي رحم محرم من أهلها “[15].
والمسجد الأقصى رابع أربعة أمكنة لا يسلط عليها المسيح الدجال، فقد ذكر الألوسي في تفسيره: أن الدجال يطوف الأرض إلا أربعة مساجد: مسجد المدينة، ومسجد مكة، والأقصى، والطور [16].
________________________________________
[1] إتحاف الأخصّا بفضائل المسجد الأقصى، م س، ص94.
[2] المرجع السابق، ص94.
[3] سورة البقرة، الآية( 58 ).
[4] سورة المؤمنون، الآية (50 )
[5] سورة المائدة، الآية (21).
[6] سورة يونس، الآية (93).
[7] سورة المعارج، الآية (43).
[8] سورة ق، الآية (41).
[9] سورة النازعات، الآية (14)
[10] راجع في التفاسير السابقة: إتحاف الأخصابفضائل المسجد الأقصى، ص96، 97.
[11] راجع تفصيلا: إتحاف الإخصا بفضائل المسجد الأقصى، م س، ص102-104، وانظر أيضا: معجم البلدان، 166.
[12] انظر: مكانة القدس في الإسلام، الشيخ عبد الحميد السايح، منشورات لجنة القدس، الطبعة الثانية، 1985م، ص7 وما بعدها.
[13] أخرجه أحمد بن حنبل، بإسناد عن عبد الملك بن عمير،مسند الإمام أحمد، تحقيق: أحمد محمد شاكر، نشر: دار المعارف، القاهرة، 1369هـ، 1950م،ج3، ص 1426.
[14] صحيح مسلم، مراجعة: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار الآفاق العربية، القاهرة، 1426هـ، 2005م، كتاب الحج ص559، رقم 511، 513.
[15] صحيح مسلم، ج2، كتاب الحج، رقم 415.
[16] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الألوسي، تحقيق: أبو عبد الرحمن فؤاد بن سراج عبد الغفار، نشر: المكتبة التوفيقية، القاهرة، ج14، ص11، دون تاريخ، في رواية عن الإمام أحمد في مسنده.
:
أعجبني

تعليق
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *