رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن تنمية مهارات الأطفال
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن تنمية مهارات الأطفال
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أن مسؤولية تربية الأبناء هي من المسؤوليَّات الكبيرة التي تَقع على عاتِق الآباء؛ فهي في المقام الأول مسؤوليَّة أمام الله سبحانه وتعالى، فيجب على الوالدين مُراقبة سلوك وأخلاق وتصرُّفات أولادهما، فقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
والنبيُّ صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّته))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يعُولُ))، وفي الأثر: “التربيةُ من الآباء، والهداية من الله”، ففي هذا الزَّمان كثير من الأُسَر لا تهتمُّ بتربية أولادِها بالصورة المطلوبة، فنجد الأب يقصِّر في هذه المسؤوليَّة ويتركها للأمِّ بحجَّة الانشغال بطلَب الرِّزق، ونجد الأمَّ تقصِّر في هذه المسؤوليَّة بحجة العمل أو انشغالها بأعمال المنزل، أو تترك مسؤوليَّة التربية للمَدرسة، وأما المدرسة في هذا الزَّمان، فحدِّث ولا حرَج.
وأودُّ في كلامي هذا أن أركِّز على مَهارات التَّعامل مع الأطفال داخِل البيت؛ فالواجِب على الوالِدين التعامُل مع الطِّفل على أنَّه إنسان معزَّز ومكرَّم، وشخصيَّة سوف يكون لها شأنٌ في المستقبل، ونضع له مكانتَه داخِل البيت، واستشارته في المسائل التي تخصُّه؛ مثل شراء ملابسه، أشيائه الخاصَّة، والتدرُّج في هذه المسائل على حسب عمر الطِّفل، ونعلِّمه آدابَ التعامل مع الآخرين في البيت والشَّارع والمدرسة وفي أي مكان، ومن الأشياء المهمَّة أن نعلِّمه الصدقَ وقِيمةَ الصِّدق، وأن لا يَكذب أبدًا مهما حصل، وأن لا نكذب عليه فيتعلَّم الكذبَ من أبويه، حتى في الأشياء الصغيرة، كما في الحديث: عن عبدالله بن عامرٍ أنَّه قال: دَعَتْني أُمِّي يومًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها تعال أُعطيك، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((وما أردتِ أن تُعطيه؟))، قالت: أُعطيه تمرًا، فقال لها رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنَّك لو لم تُعطه شيئًا، كُتبَت عليك كذبة)).
وأن نعلِّمه كيفيَّة المحافظة على محتويات المنزِل، وكيفيَّة صيانة بعض الأمور البَسيطة داخل المنزل، ونُخبره بالابتعاد عن الأشياء التي فيها خُطورة على حياته؛ مثل الكهرباء، وأدوات المطبخ الحادَّة، والغاز، والمواد السامَّة…، وإذا أخطأ في شيء نوضِّح له الخطأَ الذي وقَع فيه ونخبِره بالصَّواب ونشجِّعه على فِعل الصواب، ولا نعمد إلى إسماعه كلامًا جارحًا؛ فلا نقول له: أنت فاشِل، أنت غَبي، أنت لا تفهم، أنت لن تنفع، وحتى عندما يُخطئ خطأ يستحقُّ العقابَ لا نضرِبه بقَسوة وعُنف شَديد ويصحب الضَّرب إساءة ونَبذ وألفاظ سيِّئة؛ بل نوضِّح له خطأَه، وأنَّ العقاب لكي لا يعود لمثل هذا الخطأ.
وكذلك من أكبر الأخطاء التي يَقع فيها الوالدان: الدُّعاء على الأولاد في حالَة الغضَب؛ فيجب على الوالدين ضَبط أنفسهم، والدُّعاء لهم بالهدايةِ والصَّلاح، وتعويد اللِّسان على ذلك، والدُّعاء على الولَد منهيٌّ عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَدعوا على أنفسِكم، ولا تدعوا على أَولادكم، ولا تَدعوا على أموالكم، لا تُوافِقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم))؛ رواه مسلم.
وإذا فعل أشياء جميلة – حتى ولو كانت بسِيطة – نَمدحه ونُثني عليه، ونشجِّعه، ونعطيه جوائزَ وهدايا، والهديَّة لها أثر كبير في نفس الإنسان؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((تهادَوا تحابُّوا)).
ونخبره دائمًا أن يحاول تَنظيم وقته، ويمكن أن تضع معه جدولاً يوضح له كيف يَقضي يومَه؛ بأن يخصِّص ساعات للنَّوم، وساعات للعِبادة، وساعاتٍ للدِّراسة، وساعات للَّعب، وساعات للترفِيه، وساعاتٍ للاطلاع، وساعات للهوايات.