راعم وزهرات تحتاج لمحفزات لتنمية الطاقات

راعم وزهرات تحتاج لمحفزات لتنمية الطاقات

بقلم:الدكتورة صوفيا الجيار أستاذ العلوم البيئية بكلية العلوم جامعة طنطا
عندما تجمعك لقاءات مع مجموعة من الشباب البنين والبنات … تمتزج في نفسك مشاعر العودة لروح الشباب… ويتأجج بداخلك حنين لعنفوان الشباب والحيوية … وتبتهج لما تلمسه فيهم من نشاط واستعدادات ومواهب …. تتمعن بنظرات حانية إليهم تجد عيون تتلألأ بالأمل ذات بريق يناجى غدٍ مشرق..
وعندما تسمع منهم آراء ومقترحات … تجد آمال وطموحات .. والكثير من التوجهات .
ويعتبر عنصر (التشجيع) من أهم المحفزات لتلك البراعم والزهرات ….. فمن الواجب أن تتلاشى فيه أي عبارات للتوبيخ أو الإجبار المؤدي إلى الإحباط .
ومبدأ الاعتماد على التشجيع لتنمية الطاقات والمهارات والقدرات هي عملية أساسية يجب أن تواكب مسيرة الشباب من بداية نشأته… إلى أن يكون رجلا يعتمد على نفسه في الشدائد وكافة المهمات …وكل ذلك فيه تحفيز للشباب على العطاء… وشحنه بالهمة والذكاء.
والتاريخ مليء بالقصص المتعلقة بتحفيز الشباب على العطاء، ويروى أن سيدة نساء أهل الجنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم… حرصت على تنمية روح الخطابة في نفسية ابنها الحسن عندما كان طفلا فكانت تحثُّه على إلقاء الخطبة التي يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة، حيث كان يحفظها ثم يأتي والدته ليلقيها على مسامعها…
ومن هنا يتضح أهمية دور التشجيع في تنشئة الشباب ورفع معنوياتهم. … فلا شك أن لكل شاب موهبة معينة لكنها تحتاج للاكتشاف أولا ثم استنهاض الهمم في إثرائها وإنمائها حتى تنضج، وبالتالي تكون عطاء وإبداعا يستفيد منه صاحبه ويفيد منها كل من يشجعه أو يؤيده.
ومما يستدعي إعادة النظر فيه … ولفظه بكل معانيه هو ظاهرة التثبيط أو النقد اللاذع المقيت التي يتصف بها البعض تجاه الشباب سواء من رب الأسرة… أو غيره من الأرباب … فهذا يطفيء الطاقات ويسبب غالبا الإحباط … والنتيجة فلذات أكباد معاقة فكريا وذهنيا
في كافة الاتجاهات.
ولا نغفل هنا أن عملية التشجيع لا تتعارض مطلقا مع توجيه النقد البناء الذي يساهم في صقل الموهبة والخروج بها إلى حيز الكمال والجمال ..
**أتمنى لجميع الشباب دوام الشباب فأنتم ضياء القلوب ورحيقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *