رجل من زمن فات مولانا الحاج عبدالكريم

رجل من زمن فات مولانا الحاج عبدالكريم

كتب/ضاحى عمار عن بنت اخية

لم يكن ذكر الله عز وجل ليفارق لسانه أبدا فلم تكن تراه الا مسبحا أو مستغفرا او حامدا لربه علي كل حال ،يطرق أبواب الدجي ليلا ساعيا لصلاة الفجر غير لاهي عنها بسهر او غافلا عنها بنوم

عم الحاج عبد الكريم

هكذا عرف بيننا هكذا كان يناديه الكبير والصغير له من الوقار في نفوسنا مالم نعطه لأبائنا وله من الوقار في نفوس آبائنا مالم يعطوه هم لانفسهم

الحاج عبد الكريم

الذهاب لعزاء فلان وفرح علان

الذاهب مع فلان لخطبة فلانة والذهاب معهما لشراء الشبكة

الذاهب للصلح بين بيت كذا وبيت كذا

الذاهب للشهادة علي حجة أرض فلان وأخيه علان

الذاهب هنا والذاهب هناك الذاهب أينما شئت وحيثما أردت مادام في الخير والبر

كان له في كل طابق من طوابق بيته الثلاثة مصحفا خاصا به حتي اذا ماركن الي احدي هذه الطوابق رتل من كتاب الله ماشاء له الله أن يرتل ، لاتسالني في هذا عن وزد مسائي او صباحي بل اكثر من ذلك بكثير فقد كان مرتلا لكتاب ربه أناء الليل واطراف النهار يجئ الناس الي شارعنا سؤالا عنه بالاسم من اقاصي البلاد ليطلبو منه مساعدة اوقضاء حاجة او حفظ امانة اوغيرها

كان لمولانا في بيته خزنة فيها ما خطر ومالم يخطر علي بالك من أمانات الناس .. أموال وحجج أراضي وعقود واوراق بل يعطيه شخصا ما مبلغا من المال ليعطي منه من يطلب منه المساعدة فيكتب مولانا ويسجل ( أخذ فلان مبلغ كذا من مال فلان وتبقي كذا)

لم يكن لمولانا علاقة بتحديثاتFacebook اوTwitter

لم يكن له علاقة بفارق النقاط بين الزمالك والأهلي في جدول الدوري

لم يكن له علاقة بمن بال اوتريض فى السياسة فلم يكن يرجو من الله إلا صلاح الحال

لم يكن له علاقة الا بالطريق المؤدية الي رضا ربه وقربه وطاعته،اما مافات فكلها طرق معاكسه يسلكها الضعفاء أمثالنا

كان مولانا بحق وليا من أولياء الله الصالحين الذين اختارهم الله ليكونو من أهله وخاصته يسليه الله برؤية رسوله وصحابته في المنام ولما لا والقابض في زماننا علي دينه كالقابض علي جمر من نار فيعينه الله علي ذاك بذاك.

سقط مولانا أرضا في ظهر يوم الثامن والعشرين من فبراير العام الماضي إثر أزمة قلبية ولا عليك بالأزمة اوغيرها فكلها أسباب يسوقها صاحب الآجال ذاهبو وعادو به يحملونه علي أعناقهم في غير حول منهم ولا قوة رحل الحاج عبد الكريم رحل مولانا وعمنا رحل الاب المنون والجد الحنون رحل طليق الوجه وباسم الثغر رحل حلو السان وعذب الكلام رحل نوارة الشارع هكذا قيل في رثاءه

وليلا دخلت مع والدي بعد ان عاد من سفره جلس وأسلم رأسه الي الأرض وأسلم معها دموعه .انها المرة الاولي التي اري فيهاجثمان ميت تصلد جسدي كاملا فما اشدها من لحظات . سار في وداع مولانا خلق كثير لا أول لهم ولا آخر . رحل وقد ذاق الذ شيئا في الدنيا وهو معرفة الله ..فأسألك اللهم أن ترحمه وإن تقبله عندك في جناتك وإن تجعل الفردوس الأعلي سكنا له وإن تجعل صحبته مع النبيين والصديقين والشهداءوان تصلنا بحبل وصالك الذي وصلته به

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *