كتبت:وفاءالبسيوني
ع100ام مرت على ميلاد الأستاذ، محمد حسنين هيكل، هذا الرجل فريد الطراز صاحب عشرات الكتب التي ترجمت في أرجاء كوكب الأرض، وحمل الأحداث في صدره
ونقلها بتفاصيل متفردة وبتحليل سابق لعصره لرجل عاش بنفسه وكان شاهدا على صناعة القرار بل ومشارك فيه أحيان
ولد هيكل يوم الأحد 23 سبتمبر عام 1923 في قرية باسوس احدى قرى محافظة القليوبية.
لأب لا يقرأ ولا يكتب عمل في زراعة وتجارة القطن وتزوج كرجال زمانه زوجتين أنجبت له الثانية خمس بنات وولدين هما محمد وفوزي وقد كتب لفوزي أن يستقل صاروخ العلم ويحصل على الدكتوراه
ويسافر إلي أمريكا ويقيم بها إلي أن توفاه الله. أما محمد فكان أمل الأسرة أن يكمل عمل أبيه في محلج القطن وأن يتم تمييزه عن باقي العاملين ببالطوه الأبيض الذي يلزم الآخرين أن ينادونه يامحمد أفندي. وحتي يحقق حلمه أدرك أن تعليمه في التجارة المتوسطة لا يكفي وأن عليه تعليم نفسه بنفسه.
في الجامعة الأمريكية عام 1942 سمع هيكل محاضرة عن الخبر الصحفي وقواعده ألقاها سكوت واطسن الذي كان يعمل محررا في جريدة الإجبشيان جازيت أهم صحيفة إنجليزية في زمن الاحتلال الإنجليزي. وعندما سأل واطسن تلاميذه عمن يرغب في التدريب في صحيفته كان ذلك دون أن يعرف أحد, بداية شاب مغمور اسمه محمد حسنين.
فى الإجيبشيان جازيت بدأ الأستاذ مشواره الصحفي ثم عمل بروزاليوسف ومجلة آخر ساعة، إلى أن انتقل إلى الأهرام عام 1957 ليبدأ مشوارا طويلا بنى فيه هذه المؤسسة الحديثة لكنه قرر اعتزال الكتابة المنتظمة عند بلوغه الثمانين في الثالث والعشرين سبتمبر عام 2003 م وكان وقتها يشرف على تحرير مجلة “وجهات نظر
قضى هيكل أكثر من 70 عاما في أفران الصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.
حاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).
سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر 1981. وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات.
حين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة.
وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو حزيران 1967.
وأعلنت قناة الجزيرة عن بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير كانون الثاني 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات.
وسجل هيكل سلسلة حلقات لقناة (سي.بي.سي) التلفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان (مصر أين؟ ومصر إلى أين؟) اعتبارا من ديسمبر كانون الأول 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي
1952… استطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع.
1970…عين وزيراً للإعلام ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض. وبوصفه وزيراً للإعلام يعين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له.
اكتوبر
كتب هيكل للرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب بتاريخ 16 أكتوبر، وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الأزمة في إطار الأمم المتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. ثم تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر، وقبوله بسياسة فك الارتباط خطوة خطوة – جبهة جبهة، التي رأها هيكل مقدمة لصلح مصري – إسرائيلي منفرد يؤدي إلى انفراط في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه
اترك تعليقاً