بسم الله الرحمن الرحيم
رواد الفضاء.. كيف يعيشون في مركبة فضائية؟
زمن القراءة: ١٠ دقائق
لم يُعَبِّر الفضاء إلا عن السماوات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، سواء شمل هذا الفضاء بمعناه العصري السماء الدنيا أو السماوات السبع التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وإن كان الأرجح أنه يعبر عن السماء الدنيا فقط لأنها هي تلك الحياة التي نعيشها جميعا الآن، وتكون الحقيقة الأبقى والأعلى وهي أن الله أعلم جل وعلا.
وعلى هول مساحة الفضاء أو السماء حولنا، إلا أننا نتوقف دوما مع كلمات الله العلي الأعلى التي تهدينا وتنير لنا فكرنا وأعمالنا وطريقنا، يقول الله صبحانه وتعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ.” سورة الشورى29
يبحث علماء الفضاء من مختلف الجنسيات (بما فيها العربية) تحديدا عن الثروات التي يخبئها هذا الفضاء الواسع، وكيف يمكن للإنسان أن يستفيد منها في حياته، سواء كانت هذه الثروات علمية وفكرية أو مادية وبيئية، والله سبحانه وتعالى يُقِر لنا أن في كل من السماوات والأرض دواب (وما بث فيهما) أي في كليهما وليس في الأرض فقط، ثم يقول لنا ربنا جل وعلا أن هناك إمكانية لجمع هذه الدواب معا بعلم ومشيئة الله عز وجل وفي الوقت والمكان الأحوال التي يقدرها ويريدها سبحانه. – والدابة كل ما يدب، والدبيب فيه حياة وحركة. (مصدر: موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم- عبد الدائم الكحيل)
يبحث رواد الفضاء عن الكائنات الفضائية، وعن طبيعة الأرض، وهل يوجد في أي من هذه المساحات الفضائية الشاسعة ماء، وما هي طبيعة ومكونات الهواء على سطح كل كوكب، وعن طبيعة ومكونات هذا الفضاء، وكيف تَكَوَّن، وكيف بدأت الحياة من الأصل، وهل يمكننا كبشر الإنتقال بين الكواكب أو حتى بين المجرات (المجرة هي تجمعات هائلة الحجم بها مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، وكذلك غبار كوني ومادة مظلمة- ويكيبيديا).
لذلك كان وجود البعثات الفضائية المأهولة بالبشر وغير المأهولة يتم إرسالها لدراسة هذا الفضاء، وكلٌ تبعا للهدف المحدد له، وتبعا لإمكانية تواجد البشر في هذه الرحلة من حيث طول الرحلة وتحمل الإنسان وإمكانيات المركبات الفضائي. إلا أن هناك محطة فضاء دولية (كواحدة من أهم صور الحياة في الفضاء) بنيت ويتم الإشراف عليها بتعاون دولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتمويل من كندا واليابان و 10 دول أوربية، وأطلقت عام 1998.
ولازال الفضاء بحاجة إلى دراسات كثيرة، وكذلك منتجات كثيرة تساعد على العيش والتنقل والدراسة نفسها، ليشمل بذلك أبواب وطرق وأفكار في تنمية علمية وإقتصادية. فما تم إكتشافه من الفضاء أقل كثيرا مما لم يتم إكتشافه، وقد تصل نسبة الجزء غير المكتشف منه إلى 95%، فسبحان الله العظيم الذي عنده علم كل شيء، وما علم الإنسان إلا مثل قطيرة ماء من بحر في علم الله سبحانه وتعالى.
على متن المحطة الدولية ستة رواد. ويوجد هناك على الأقل أربعة مختبرات تحتوي على أجهزة لإجراء بحوث واسعة النطاق في مجالات مختلفة مثل المواد، السوائل، علوم الحياة والاحتراق والتقنيات الجديدة…. وكلها تسير بأمر الله سبحانه وتعالى، فإن لم يشأ الله أن تكون فما كانت، وعلى الإنسان حُسن التعامل مع النعمة وحُسن فهمها وإستخدامها عبادة لله رب العالمين.
يذكر موقع وكالة ناسا (اختصار: الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء) الأمريكية، وموقع منظمة إستكشاف الفضاء اليابانية، أن حياة رواد الفضاء في الفضاء ليست كما الحياة على الأرض، وذلك لأن أجسامنا تتغير في الفضاء. فعلى الرغم من أن إحتياجات الإنسان واحدة على كل من الأرض وخارج الأرض، إلا أن طريقة أداء وتلبية هذه الإحتياجات تختلف.
على سبيل المثال، تختلف طريقة الحفاظ على النظام والنظافة والقوة البدنية، حيث أهمية وجود تمارين رياضية يومية تنشط الدورة الدموية في بيئة لا تحتوي جاذبية أرضية تساعد على دفع الدم لأجزاء الجسم، كما أنهم لا يستخدمون كثير من الماء في النظافة، بل لديهم صابون خاص ومناشف للتجفيف، وتلك تعتبر مشاكل تواجه رواد الفضاء وتتطلب منتجات وحلول، سواء فيما يتعلق بالجوانب الحيوية، أو الممارسات والمتطلبات المهمة في العبادة، والبقاء في حالة جيدة مناسبة تتوائم مع الهدف من البعثة الفضائية.
ماذا يأكلون؟
في البداية كانت عدد أصناف الطعام الممكنة قليلة، ولكنها حالية وصلت إلى 150 نوع مختلف من الأطعمة تحفظ في أوعية بلاستيكية، ويتم إستخدام ماصة لشرب السوائل من عبوات مغلقة لكي لا يضر إنسكابها بالمركبة أو الآلات.
وقد كانوا يواجهون مشكلة وجود مخلفات للمواد الغذائية مثل عبوات التعبئة والأطباق التي يعودون بها الأرض وتمثل وزن غير مرغوب، لذلك عملوا على تقليل هذه المخلفات من خلال تصميم وجبات بأطباق وعبوات يمكن أكلها معا! ولا زالت الدراسات لحلول أفضل مستمرة.
ماذا يرتدون؟
نظرا لحفظ الضغط الجوي داخل المركبة عند 1 ضغط جوي، ويتم التحكم في درجة الحرارة والرطوبة الداخلية، يرتدي رواد الفضاء ملابسهم كما على الأرض داخل المركبة، ويرتدون بدلات الفضاء عالية الأداء عند خروجهم من المركبة المجهزة لحمايتهم من الأشعة الكونية والفراغ المحيط. كما أن ليس لديهم إمكانيات في غسيل الملابس، ويستعيضون عن ذلك بإحضار عدد أكبر من الملابس.
كيف يقضون وقت فراغهم؟
يمكن لرواد الفضاء إحضار مستلزماتهم مثل كتبهم المفضلة للقراءة، كما يمكنهم ممارسة التأمل ورؤية جمال الأرض والنجوم من المركبة الفضائية، وإلتقاط الصور لها. ويمكنهم كذلك التحدث مع عائلاتهم.
كيف ينامون؟
ينام رواد الفضاء في مقصورات صغيرة في حقائب للنوم، ويربطون أنفسهم بها بسبب أنهم يكونون في حالة طفو لعدم وجود جاذبية في الفضاء. وفي الغالب ينامون ست ساعات، نظرا لأنهم يعملون لساعات طويلة إضافة إلى تواجدهم خارج المركبة سواء للدراسة أو للإستمتاع بالبيئة المحيطة.
ومن المهم الإشارة إلى أن دراسة الفضاء والخروج إليه لا يقتصر على الدول الأجنبية غير العربية، بل إن الدول العربية تشارك في ذلك بشكل أو بآخر من خلال مواردها البشرية والمادية بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما أن الحضارات على مر التاريخ البشري تسجل معرفة البشر القدامى بالفضاء، بل إن مع دراسة الحضارة المصرية القديمة وجدت أبحاث علاقة إرتباط بين مواقع الأهرامات الثلاثة والنجوم في السماء مع حاجة لمزيد من البحث، حيث دراسة المواضع النسبية لأهرامات الجيزة كانت مرتبطة مع المواضع النسبية للنجوم الثلاثة في كوكبة تسمى الجبار… وكيف لا؟! وقد تتابع وحي الله سبحانه وتعالى وهدايته للبشر وتتابعت رسله وأنبياءه على أرض الله، لتقول للكون كله أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتتابعت الهداية والجهود في عبادة وفي بحث وعلم لنسير بفضل الله تعالى على صراطه المستقيم.
فتتابع العلوم وتراكمها، يجعل البشرية كلها شركاء فيما توصل إليه العلم في الوقت الحالي، ومن المهم أن يتزامن هذا مع الجهد المستمر والتحسين والتطوير بالإستعانة بالله رب العالمين العليم، وبتقوى الله عز وجل.
اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا حلالا.
ترجمة وكتابة: داليا السيد