سوق السيارات المستعملة بين فخ الأسعار وتحديات التغيير تامر النوام يحذر: “من لا يخفض سعره اليوم… سيدفع الثمن غدًا” حوار / محسن ممتاز
سوق السيارات المستعملة بين فخ الأسعار وتحديات التغيير
تامر النوام يحذر: “من لا يخفض سعره اليوم… سيدفع الثمن غدًا”
حوار / محسن ممتاز
—
مقدمة: سوق على صفيح ساخن
في الأشهر الأخيرة، شهد سوق السيارات المصري تغيرات جذرية، خاصة بعد التراجع الملحوظ في سعر الدولار وانعكاسه الفوري على أسعار السيارات الجديدة “الزيرو”. هذه التغيرات وضعت سوق السيارات المستعملة أمام واقع جديد، وفرضت على التجار وأصحاب السيارات إعادة النظر في سياسات التسعير.
ورغم وضوح المؤشرات، ما زال بعض البائعين متمسكين بأسعار مرتفعة، في وقت يرى فيه خبراء السوق أن مرحلة التصحيح السعري أصبحت حتمية.
—
تصريح صارخ من قلب السوق
في حديثه لـتايم نيوز الإخبارية، أطلق مستر تامر النوام، صاحب أحدي معارض السيارات في مصر، تحذيرًا مباشرًا قائلاً:
> “اللي مش حينزل أسعار المستعمل النهارده… بكرة حيندم. السوق بيتحرك بسرعة، واللي يظن إن الأسعار هتثبت… بيخدع نفسه”.
النوام يرى أن التمسك بأسعار مبالغ فيها في وقت تتراجع فيه أسعار الزيرو يعتبر “مقامرة خاسرة”، خاصة مع الزيادة المتوقعة في المعروض خلال الفترة القادمة، نتيجة عودة حركة الاستيراد واستقرار الأوضاع الاقتصادية.
—
أسباب الانخفاض المتوقع
يشير خبراء السوق إلى عدة عوامل ستدفع أسعار المستعمل للهبوط خلال الأسابيع المقبلة، أبرزها:
1. انخفاض أسعار السيارات الجديدة: التراجع في سعر الدولار أدى إلى هبوط أسعار الزيرو، ما يضغط تلقائيًا على سوق المستعمل.
2. زيادة المعروض: دخول دفعات جديدة من السيارات المستوردة بأسعار منافسة.
3. وعي المستهلك: المشترون الآن يعتمدون على المقارنة الرقمية بين الأسعار، ما يقلل من قدرة التجار على فرض أسعار غير منطقية.
4. تباطؤ الطلب: في ظل توقعات الهبوط، يفضل الكثير من المشترين الانتظار بدل الشراء الفوري.
—
المستهلك أصبح أذكى
يؤكد النوام أن المستهلك المصري في 2025 لم يعد كما كان قبل سنوات، قائلاً:
> “الزبون النهاردة بيعمل بحث على الإنترنت، بيشوف السعر العالمي والمحلي، ويعرف يفرق بين السعر العادل والمبالغ فيه. وده بيخلي السوق مكشوف أكتر”.
—
تحليل اقتصادي: أرقام على الطاولة
متوسط أسعار السيارات المستعملة شهد انخفاضًا يتراوح بين 5% و10% في بعض الفئات خلال الشهر الماضي.
التوقعات تشير إلى أن بعض الموديلات قد تشهد هبوطًا إضافيًا بنسبة 15% إلى 20% قبل نهاية العام.
السيارات اليابانية والكورية هي الأكثر تضررًا من موجة الانخفاض، لارتباطها المباشر بأسعار الزيرو الجديدة.
—
النصيحة الذهبية من النوام
في ختام حديثه، وجّه مستر تامر النوام رسالة قوية للتجار والملاك:
“السوق له قوانينه، والتاجر الذكي هو اللي يسبق الهبوط مش اللي يستناه. اللي مش حينزل السعر النهارده، بكرة حيلقى نفسه بيبيع بأقل وبخسارة أكبر”.
الخلاصة: واقع لا يحتمل المكابرة
تؤكد المؤشرات أن سوق السيارات المستعملة في مصر يدخل مرحلة إعادة تسعير شاملة، وأن تجاهل الحقائق الاقتصادية قد يكلف البعض خسائر فادحة. والرسالة التي يوجهها النوام اليوم، ليست مجرد تحذير، بل دعوة للتعامل بعقلانية مع متغيرات السوق قبل أن يتحول التمسك بالسعر إلى عبء ثقيل.