تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- ” المصادر الخارجية ” تساهم فى تنمية الأعمال الصغيرة الناشئة
- د عبد الواحد يؤكد : ” أن الحق فى تعليم وتعلم اهالينا الكبار أصبح مدخلا أساسيا للتنمية والتمكين الاقتصادى “
- الدوحة تتميز بأنها مدينة متعددة الثقافات
- “الهوية الوطنية وعمق الانتماء” ضمن مبادرة بداية لبناء الإنسان بإعلام السويس
- حابي للاستثمار والتسويق الرياضي تشارك بالمؤتمر الأول للفرص الاستثمارية برعاية وزارة الشباب والرياضة
- منال إبراهيم : جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية شاهد حي على رؤية تنموية ثاقبة
- أكاديمية ناصر تشهد ختام المجموعة الثانية والعشرين من الاستراتيجية والأمن القومي
- وسط أجواء حماسية … محافظ البحيرة والسفير الهولندي يفتتحان ملعب مركز شباب بلقطر الشرقية ويشهدان مباراة كرة قدم نسائية
- حمايه يناشد محافظ قناووكيل وزاره الصحه بزياره مستشفي قناالعام
- التحالف المدنى لحقوق الإنسان يدين تحركات الميليشيات المسلحة فى سوريا
بقلم د – خالد السلامي
14-11-2024
تعتبر مهارة ضبط النفس وإدارة المشاعر من أهم المهارات التي يحتاج الأطفال إلى اكتسابها منذ الصغر، ليس فقط لأنها تساعدهم في فهم مشاعرهم، بل أيضًا لأنها تمنحهم القدرة على التحكم بتصرفاتهم وتعزز تفاعلهم الإيجابي مع الآخرين. ومع أننا قد نرى هذه المهارة تتطلب جهدًا وتدريبًا خاصًا، فإن الأطفال يتمتعون بقدرة كبيرة على تعلمها إذا أُتيحت لهم البيئة المناسبة والدعم الكافي.
البدء بالفهم: تعرف على مشاعرهم أولاً
أول خطوة في تعليم الأطفال كيفية إدارة مشاعرهم هي مساعدتهم في التعرف على المشاعر نفسها. كيف يمكن للطفل أن يتحكم بغضبه أو إحباطه إذا لم يكن يعرف حتى معنى تلك المشاعر أو لا يدرك أنها جزء طبيعي من الحياة؟ هنا يأتي دور الأهل في تقديم أسماء وأوصاف للمشاعر؛ مثل الفرح، الحزن، الغضب، والخوف. يمكن للأهل أن يقوموا بطرح أسئلة بسيطة على الطفل حين يواجه مشاعر قوية، مثل: “هل تشعر بالحزن؟ هل أنت غاضب؟”، بهذه الطريقة، نساعده على التفريق بين مشاعره المختلفة، فيصبح قادرًا على التعبير عنها بشكل واضح.
التربية بالقدوة: قدّم مثالاً حيًا لضبط النفس
يتعلم الأطفال بسرعة كبيرة من خلال ملاحظة تصرفات من حولهم. فإذا رأوا والديهم أو معلميهم يظهرون ضبط النفس في مواقف صعبة أو يعبرون عن مشاعرهم بطريقة هادئة، سيحاولون تقليد ذلك. على سبيل المثال، عندما يواجه الوالد موقفًا مزعجًا، يمكنه أن يقول بصوت عالٍ أمام الطفل: “أنا أشعر بالغضب، لكنني سأتنفس بعمق وأفكر قبل أن أرد.” هذا السلوك يعتبر درسًا عمليًا، ويعطي الطفل نموذجًا مباشرًا يمكنه اتباعه في المستقبل.
استخدام الألعاب والقصص: أدوات لتعلم السيطرة على المشاعر
الألعاب والقصص تعتبران من الوسائل الرائعة لتعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والعاطفية. يمكن للأهل أو المعلمين استخدام قصص بسيطة تسلط الضوء على مواقف يظهر فيها الشخصيات قدرة على ضبط النفس وتجاوز الصعاب بأساليب هادئة. على سبيل المثال، قصص الحيوانات التي تعلم كيفية التعاون وتجنب الشجار أو التي توضح كيف تعبر الشخصيات عن مشاعرها بشكل صحي.
كما يمكن استخدام الألعاب التي تتطلب الانتظار والتأني، مثل ألعاب الطاولة أو الأنشطة التي تحتاج إلى دور معين، لتعليمهم الصبر والتعاون. من خلال هذه الأنشطة، يتعلم الأطفال كيفية ضبط أنفسهم واحترام قواعد اللعبة والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين.
التنفس العميق والاسترخاء: طقوس لتهدئة النفس
التنفس العميق من أكثر الطرق فعالية لتهدئة الطفل عند شعوره بالغضب أو التوتر. يمكن للأهل تعليم أطفالهم طريقة التنفس العميق كوسيلة للتعامل مع المشاعر الصعبة. يمكن القول لهم ببساطة: “عندما تشعر بالغضب، حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا، عد حتى ثلاثة، ثم اخرج الهواء ببطء.” هذه التقنية تساهم في تهدئة الجسم والعقل، وتمنح الطفل لحظات من الاسترخاء تساعده على التفكير بهدوء قبل التصرف.
التعبير بالرسم أو الكتابة: مخرج صحي للمشاعر
الرسم أو الكتابة يمكن أن يكونا وسائل فعالة للتعبير عن المشاعر. بدلاً من أن ينفجر الطفل بالبكاء أو الغضب، يمكن أن نعطيه ورقة وألوانًا، ونطلب منه أن يرسم ما يشعر به. هذا التمرين يساعد الطفل على تفريغ مشاعره بشكل صحي ومبدع، مما يجعله يشعر بالارتياح والتحكم في نفس الوقت.
كذلك، بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يمكن أن تكون الكتابة أداة قوية للتعبير. قد يشجع الأهل أطفالهم على كتابة ما يشعرون به في مذكرة يومية، وهذا يمكن أن يصبح عادةً صحيةً تساعدهم على فهم مشاعرهم بشكل أعمق مع مرور الوقت.
التشجيع والإيجابية: احتفل بنجاحاتهم الصغيرة
لا يمكن التغافل عن أهمية التشجيع والإشادة بجهود الأطفال عندما يظهرون تحكمًا في مشاعرهم. يمكن للأهل والمعلمين أن يعبّروا عن فخرهم بالطفل عندما يلاحظون أنه تصرف بهدوء أو تعامل مع موقف صعب بطريقة إيجابية. قول جمل بسيطة مثل “أنا فخور بك لأنك حافظت على هدوئك” أو “لقد أحسنت التعبير عن مشاعرك دون أن تغضب” يعطي الطفل شعورًا بالإنجاز ويشجعه على تكرار السلوك.
الخلاصة: رحلة ممتعة لبناء شخصية قوية ومستقلة
ضبط النفس وإدارة المشاعر ليست مجرد مهارة مؤقتة يتعلمها الطفل ثم ينساها، بل هي جزء أساسي من شخصيته وأداة مهمة ستظل معه طوال حياته. تعلم ضبط النفس منذ الصغر يعزز ثقته بنفسه ويمنحه القدرة على مواجهة التحديات بأريحية. وهذا التعلم لن يكون سهلاً، فهو يتطلب وقتًا وجهدًا وصبرًا، لكن نتائجها تستحق العناء، فهي تساهم في بناء جيل يتمتع بمرونة عاطفية وشخصية متزنة.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي. عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي حائز على جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه لعام 2024