لا تبحث بخيالك عن الشيطان

الشيطان يكمن في نفوس البشر بكل تفاصيله ، ويجري في عروقهم مجرى الدم حتى أصبح – هو نفسه – طوعا لأمرهم ، وصار تلميذا صغيرا، يتعلم على يد الإنسان أول حروف الأبجدية في قاموس الفساد في الأرض ، كذلك شهدت الملائكة بالاستفهام القرآني لله سبحانه وتعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء…)

لا تحاول أن تتخيل صورة للشيطان، ولا أن تبحث بخيالك عن هذا الكائن الناري الذي كثيراً ماحاولنا رسم ملامحه في خيالاتنا بأشكال ورسوم توحي لك أنه رمز الفساد في الأرض .. لكن في الحقيقة ولمن يدركها يجد أن الشيطان يتحدث جميع لغات العالم، ويقود جيوشا، ويترأس إدارات دول، ويقود منظمات سياسية واقتصادية وعسكرية،

ويتسابق على كسب مقاعد في مجالس إدارة العالم، ويرتدي أفخر أنواع الثياب، والكرفاتات، والجلباب، والسروال أيضا وربما تجده مختفيا تحت لحية وخمار . ستجد الشيطان بجانبك ويلتصق بك، وبعقلك، وفكرك، ويؤثر عليك بعذب الكلام، ويدعوك لمجالس الصهيونية، ومدعاة حقوق الإنسان، ومجلس الأمن ويدعوك في نفس الوقت للصلاة معه أحيانا وحمل السلاح، وحضور مجالس القتل والإرهاب ..

من يتدبر كتاب الله وسوره وآياته يدرك أن الله شهد لأكثر الناس – والمقصود بالناس هنا البشر جميعهم في كل زمان ومكان – بالفسوق، والظلم، وعدم الإيمان، و الجهل، وعدم العلم ..

ولكن أكثر الناس لايسمعون.. وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله. وتتوالى آيات القرآن الكريم في رسم الصورة الحقيقة فيقول: (وأكثرهم الفاسقون) (وأكثرهم لايعقلون) (وأكثرهم كاذبون) (بل أكثرهم لايؤمنون) (ولكن أكثرهم يجهلون) (ولاتجد أكثرهم شاكرين) اللهم لاتجعلنا من الأكثرين الذين أشرت لهم واجعلنا في صحبة الأقلية من عبادك المصطفين الأخيار .