مجلس الأمن بالإماراتي
بقلم الكاتب الإماراتي – أحمد إبراهيم
“بالإماراتي مجلس الأمن” هى قراءةٌ من الاتّجاهين.. ولكن أهي قراءة لُغوية يومية على غرار ما نسمع ونقرأ بالعربي أو اللاتيني ثم بالإماراتي.؟ .. أو إنها قراءة آنية بدءاً من اليوم الجمعة 12 يونيو 2021، بالألباني، البرازيلي، الجابوني، الغاني، وبالإماراتي..؟!
نعم، فضاءات يوم الجمعة الأخيرة كانت تُدوي بدويّ جلسة الإقتراعٍ السِرّي في الدورة الـ75، للجمعية العامة للأمم المتحدة، بدت الأخبار منها تسرّبت لحظة بلحظة، إلى أن أعلن الناطق الرّسمي في إحداها حصول الإمارات على 179 صوتا في سباقٍ مع كثيرٍ من الدول المتنافسة العارضة، والمستعرضة المتشدّقة بسجلاتها التاريخية التي تعود بعضها إلى عقود ما قبل قيام دولة الإمارات الفتيّة الوشيكة على خمسينتها الأولى..!
وهذه ليست المرّة الأولى التي تنال فيها الإمارات عضوية مجلس الأمن كجمهورية (ألبانيا) التي نافستها اليوم بأصوات أقل منها، بل الإمارات -وهى حديثة العهد بالاتحاد السُباعي الناجح الوحيد عربياً- كانت عضوة مجلس الأمن في الفترة من 1986-1987، ورجعت اليوم للعضوية بشعار/: “نحن أقوى باتّحادنا..!”
(إماراتُ نحن أقوى) العائدة لعضوية مجلس الأمن هى بقوّةٍ تستمدّ وقودَها لامن الصواريخ والمتفجرات، ولاهى بأدوات التجسس والتخريب أوبالغدروالخيانة، ولم تكن يوما بالضغينة والحقد والحسد .. وإنما هى الإمارات ذاتها التي عانقت الأنسان بالحب من خيمة الصحراء وهى ذاتها تعانقه اليوم بالأرض والسماء، بعد أن عمّرت له السهول والوديان، وحرثت له البحر بالنهر، وزرعت له ولغيره أعلى برج على كوكب الأرض .. ثم أخيرا وليس آخرا عبّدت الطريق إلى كوكب المرّيخ
وهى إماراتُ (القِيام والقِيَم).. قيام الاتحاد وقِيم الحق، قيم العدل والمساواة، قيم العطاء الإنساني والتسامح، وثقافة التعايش السلمي والتحاور السلمي والتجاور السلمي، وعندما نقرأ التجاور السلمي عن الامارات، فإنه يعني للمستمع ما يعني له القارئ، ليفهم ما يجب ان يفهمه، وأن صوتاً رُفع ضدّ الإمارات في جلسة الإقتراع السري، لم يضرّ الإمارات فلن تضرّ.!
وما هى إلا طعنةٌ من الخلف في الظهر لن تسقطنا الأرض بل تدفعنا إلى الأمام، صوتٌ لم نسمعه فلن نسترقّ له السمع، بل الصوت إختفى وتلاشى بين أصوات كل العرب على رأسها صوت مصرالعرب لإمارات العروبة بالبيان الرسمي لوزارة الخارجية المصرية وكعادتها(القاهرة) تهنّئ وتبارك(أبوظبي) على هذا الإنجاز الدبلوماسي الجديد
وعلى الهواء مع الخبر، سألتني مذيعة قناة الغد الإماراتية من مكتب القاهرة ماهى التحدّيات للإمارات من هذه العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن.؟) .. فكان ردّي الفوري بعفوية الفطرة/: إنّها التحدّيات ذاتها التي واجهها زايدبن سلطان يوما بالنجاح والتوفيق في غرس شجرة السُّباعية الإماراتية الإتّحاد الناجح الوحيد في تاريخ العرب.! .. فعليه بل وعلى غراره سيحصدوا أبناء زايد ثِمارَها بالنجاح تلو النجاح، لأنهم بمَثلِنا الشعبي “قدها وقُدودها ياسِتّي”
وسألني طفلٌ إماراتي بعفويته الشعبية عن المقعد (غيرالدائم) “بابا ليش غيردائم، وليش مودائم..؟” .. فقلت يا إبني أي غيردائم يعرف طريقه الى الدائم، كما عرفتَ أنت من الخطوة الأولى طريقك الى خطوة الألف، يا إبنى إنه عام خيروبركة على بلادنا، في السلسلة الذهبية لتلك التي عرفتها الدنيا بعام التسامح، عام المحبة وعام رحلة الفضاء، وعام الإقامات الذهبية للمقيمين والاستثمار الحر للمستثمرين، عام إكسبو2020 وعام وعام..!
يابنى (ولازلت مع الطفل الإماراتي السائل العفوي) إن الإمارات ساهمت في جائحة كورونا مع الجار قبل الدار، واسعفت الغريب والقريب، وكفاك أن تبق أخا لأخيك فوق تراب الوطن، سواء هو اخوك بجنسه وجنسيته أم بإنسه وإنسانيته .. بُنىّ لاعُنصرية عِرقية في الإمارات، ولا إزدراء في الأديان والمعتقدات، بل كلكم لآدم وآدم من تراب
يا بُنى، جميل جدا أن تبق أخاً لأخيك وانت فاهم سيرة الأخوة، وقارئ قصة(هابيل وقابيل) بفهم ودراية من كان فيها(قابيل) فلن يتكرر..!
إلى هنا وتوقّفتُ مليّا، فتلى الطفل الإماراتي على مسمعي بمقطع جميل من بيتين كان يحفظهما غيب وترنّم بهما بصوته الرؤوم:
ألا ليت الشرور بلا (نقاط)
وليت الحرب كانت دون(راء)
وليت الحقد كانت دون(دال)
وليت البُغض كانت دون(باء)