“محمد المنشي” يشارك في الملتقي الخامس لمجلس الأسرة العربية
“محمد المنشي” يشارك في الملتقي الخامس لمجلس الأسرة العربية
علاء حمدي
شارك محمد احمد المنشي في الملتقي الخامس لمجلس الأسرة العربية وجاءت المشاركة بعرض كلمته عن “استعادة القيم وتعزيز الحوار بين الآباء والأبناء”، وهو موضوع يمس جوهر هويتنا العربية التي قامت عبر الأزمان على التماسك الأسري والقيم الراسخة.
إن الأسرة العربية ليست مجرد كيان اجتماعي، بل هي نواة المجتمع، وحاضنة القيم، ومصدر الأخلاق التي تنتقل من جيل إلى جيل. ولكن، ومع تسارع وتيرة الحياة الحديثة، وغزو الرقمنة لكل تفاصيلها، أصبحت هذه القيم مهددة بالتآكل، وأصبح الحوار الأسري تحديًا نواجهه جميعًا.
أحب أن أتوقف معكم عند بعض الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا الموضوع
أولاً: من البعد النفسي،
الحوار الأسري ليس مجرد كلمات نتبادلها، بل هو وسيلة لبناء شعور عميق بالأمان والانتماء. يحتاج الأبناء إلى أن يشعروا بأنهم مفهومون، مقبولون، وأن هناك مساحة لهم للتعبير دون خوف أو تردد. ومن جهة أخرى، يحتاج الآباء إلى أن يشعروا بأن قيمهم ومبادئهم ما زالت تجد صدى في نفوس أبنائهم.
ثانيًا: من البعد الاجتماعي
القيم الأسرية ليست مجرد منظومة فردية، بل هي إرث حضاري يعبر عن هويتنا. عندما نُهمل الحوار، فإننا نسمح لعوامل خارجية أن تُشكّل عقول أبنائنا بدلًا منا، مما قد يؤدي إلى تقليص تأثير الثقافة العربية لصالح ثقافات غريبة لا تتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا.
ثالثًا: العودة إلى التقاليد العربية
كان الأجداد يُربّون أبناءهم حول مجلس العائلة، حيث تُروى القصص وتُناقش القضايا، وكانت النصيحة تُقدَّم بلينٍ وحكمة. هذا النموذج لم يفقد بريقه، لكنه يحتاج إلى إعادة إحياء بما يناسب العصر. علينا أن نستخدم أدوات العصر الحديث – مثل التكنولوجيا – بشكل إيجابي، لنُبقي هذا الحوار حيًا ومؤثرًا.
إن تعزيز الحوار يبدأ من داخل كل بيت، حينما يكون الإصغاء عادة يومية، وحينما يُدرك الأبناء أن آباءهم ليسوا فقط مصدرًا للأوامر والنواهي، بل هم شركاء في بناء مستقبلهم. الحوار هو المساحة التي يلتقي فيها جيل الخبرة مع جيل الطموح، حيث تُزرع القيم، وتُبنى الأحلام.
دعونا ننطلق من هنا برؤية واضحة: أن الأسرة هي المدرسة الأولى، وأن الأب والأم هما القدوة والمعلم الأول. فلنكن معًا حماة لهذه الرسالة العظيمة، ولنستعد قيمنا الأصيلة، ونعزز حوارًا يُغني حاضرنا ويبني مستقبل أجيالنا
التوصية
تطوير تطبيقات تعليمية تعزز القيم العربية وتُشجع على الحوار الأسري.
استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتوعية بأهمية الأسرة والحوار.
إنشاء مراكز مجتمعية تُعنى بتقوية الروابط الأسرية.
إطلاق حملات توعوية إعلامية عن أهمية القيم والحوار الأسري.
يتطلب بناء أسرة متماسكة في عصر الرقمنة تكاتف الجهود بين الأسرة والمجتمع، حيث تكون القيم والحوار جسرًا يربط بين الأجيال، ويضمن استمرار هويتنا العربية في مواجهة تحديات العصر