من «مانشستر» إلى «المنيا»… كلمة السر «ليبيا»

الكاتب لصحفى / مدحت مكرم

من «مانشستر» إلى «المنيا»… كلمة السر «ليبيا»

 

ما زال الأبرياء يدفعون بدمائهم ثمنَ سياسات السيطرة والغل الملعونة المستبيحة للحياة حتى لو كان الثمن أرواح مَن لا ذنب لهم سوى أنهم خُلقوا فى عالم البشر الموصوم بسفك الدماء من قبل حتى أن يوجد.

وبين حادثتَى مانشستر والمنيا فتّش عن التفاصيل لتفهم الصورة كاملة.

ومن قبلها تساءل مثلى مجدداً لماذا نترك أمثال سالم عبدالجليل والحوينى ويعقوب وحسان يرتعون فى بلادنا باسم الدين فيجندون كل يوم قاتلين وسارقى «ذهب» وهم يظنون الجنة بانتظارهم؟

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أشارت فى أعقاب حادث المنيا إلى مراكز التدريب فى ليبيا حيث يتمركز تكفيريون ممولون من دول نعلمها جميعاً لأهداف وضحت منذ سنوات ولا أتحدث هنا عن صغار اللاعبين من منفّذى السياسات كقطر وتركيا ولكننى أعنى الغرب بقيادة أمريكا الداعمين لما سمّوه حكومة الوفاق الوطنى التى نفّذ مسئول دفاعها مؤخراً جريمة موقع «براك الشاطئ» فقتل ما يزيد على مائة من عناصر الجيش الوطنى الليبى دون أن تتحرك أمريكا لترد كما حدث فى خان شيخون السورية دفاعاً عن أبرياء!

ومن هنا كان قرار توجيه الضربات الجوية المصرية لدرنة الليبية حيث مراكز الإرهاب الممول فى الشرق الليبى والمؤثر على مصر.

ولكن علينا العودة ليوم الأربعاء الماضى لقراءة بيان الأمن الليبى فى طرابلس المدعومة غربياً والخاص باعتقال والد وشقيق منفذ هجوم مانشستر لندرك أن الخطر فى ليبيا ليس فى الشرق وحده فى ظل حكومة بها عناصر إرهابية.

ف رمضان العبيدى والد المتهم بتفجير مانشستر ترك ليبيا متجهاً لبريطانيا عام 1993 بعد صدور حكم بملاحقته وتوقيفه فى ظل حكم القذافى لانضمامه لجماعات مقاتلة إرهابية والعجيبة أن يُقبل طلب لجوء متهم بإرهاب فى بلاده والأكثر عجباً أن يعود إلى ليبيا بعد أحداث 2011 وينضم لقوات الأمن الليبية حيث يشغل إلى يوم القبض عليه منصب «المدير الإدارى لقوات الأمن المركزى فى طرابلس»!!! ليس هذا وحسب بل إن بيان الأمن قال نصاً إن العبيدى كان من الشخصيات النشطة فى جناح سامى الساعدى الذى تمكن من احتواء المفتى المعزول «الصادق الغريانى» وشخصيات قاعدية أخرى مثل عبدالوهاب القايد شقيق «أبويحيى الليبى» نائب أسامة بن لادن فى تنظيم القاعدة!

ثم تتوقف أمام جزئية تشير إلى أن صديق العبيدى المقرب ومن فتح له طريق عالم الإرهاب هو «محمد العمارى زايد» أحد الناشطين بالجماعة الإسلامية المقاتلة الذى يشغل حالياً منصب نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فى طرابلس حالياً!!

ليبقى السؤال المنطقى إذا كانت عناصر حكومة الوفاق الليبية ومسئولوها من المنتمين للإخوان والإرهابيين فى القاعدة والجماعات التكفيرية أفلا تعرف مخابرات أمريكا وبريطانيا والغرب الداعم تلك المعلومات؟ ألا يعلم كوبلر المبعوث الأممى أنه يتعامل مع إرهابيين بانتماءات تنظيمية لا علاقة لها بالدول؟

ومن هنا يا سادة تكون ليبيا ككل مشكلة لنا وللمنطقة ككل.

نحارب فى بلادى مخابرات ومخططات دول لو تتمتع بديمقراطية حقه لخضعت لمساءلة شعوبها عن أسباب إيوائها للإرهاب ودعمهم له منذ سنين وما زالوا.

دعونا من التركيز على «صبيان» تلك الدول كقطر وتركيا وإيران فهم مجرد منفذين منتفعين بوهم زائف للقوة التى سينالونها مشروطة وفقاً لرؤية المانحين لها.

ودعونا من الحديث عن دول تعلن أنها ستحارب الإرهاب معنا فلن يحارب ما نتعرض له من حرب قذرة سوانا ليس فقط بمعرفة الفاعل ومواجهة فعله ولكن أيضاً بقطع أياديه فى بلادنا من الراقصين على أجساد الأبرياء باسم الدين الممولين بالدينار والدولار والريال من أصحاب اللحى ومن غيرها المحتلين للقنوات والمساجد والساحات والعقول بأفكار مشوهة.

نعم نحن فى حرب ندرك فيها أهمية الخطط العسكرية التى بحاجة لرؤية مكثفة حاسمة سريعة لمحاربة فكر إرهابى فاسد تغلغل فى النفوس والطرقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *