أن النظره المتجرده للمواجهات السابقه بين الشعب الفلسطينى والكيان الصهيوني تقول أن المواجهه الأخيره هى ثوره كامله وليست أنتفاضه ،
لأن ماحدث يعتبر تطور فى غاية الأهميه سوف تكون له أنعكاساته المستقبليه على خريطة الصراع القائم بين الشعب الفلسطينى والكيان الصهيونى. – لقد أحدثت المواجهه الآخيره عدة متغيرات سوف نرصد بعضها فى هذا المقال .
– أولى هذه المتغيرات الذى حدثت بعد أنتهاء المعركه وأنتصار المقاومه الفلسطينيه هو القضاء على الواقع السياسى الجديد الذى تم فرضه على منطقتنا العربيه بعد هرولة العديد من العواصم العربيه نحو التطبيع مع الكيان الصهيونى ،
هذا الواقع الذى أعطي للكيان الصهيوني كل ماكان يحلم به دون أن يقدم أى قدر من التنازلات تمهيداً لأقامة أسرائيل الكبرى . –
لقد إعادة المواجهه الأخيره القضيه الفلسطينيه مجدداً إلى الواجهه والصداره بعد توقيع بعض الدول العربيه اتفاقيات الإستسلام مع الكيان الصهيونى ، هذه المواجهه اشارة إلى أنبعاث جديد للقضيه الفلسطينيه ، التى حاولوا يوهمونا بأنها قد أنتهت ،
ماحدث أخيراً أسقط أيضاً مايسمى بصفقة القرن . ثانى هذه المتغيرات التى احدثتها الثوره الأخيرة ، أنها أثبتت أن دولة الكيان الصهيونى دوله هشه فى بنيانها ، ومهدده فى وجودها واستمرارها ، وتحاصرها عوامل الأنهيار من الداخل ،
ولأول مره يشعر المواطن الصهيونى بالخوف والألم ، بعد أن طالته صواريخ المقاومه الفلسطينيه ، بعد أن أصبحت أبعد مدى ، وأكثر دقه ، وأقوى تأثيراً،
فمن كان يتصور أن المطارات الصهيونيه تصبح تحت رحمة صواريخ المقاومه ، من كان يتصور أن بيوت (تل أبيب وعسقلان والد ) وغيرها من المدن تصل إليها صواريخ المقاومه
، من كان يتصور أن يعترف القاتل نيتنياهو بعدم قدرة القبه الحديديه على التعامل مع صواريخ المقاومه ، فالرعب الذى يشعر به المغتصب الصهيونى وقت سقوط الصواريخ على منازلهم ، ونزولهم إلى المخابئ والملاجئ ،
كفيل بأن يحقق بعض التوازن الذى لم يكن موجوداً من بداية أحتلال الأراضى وأصبح بفضل تلك الثوره موجود على الأراضى لأول مره
. ثالث المتغيرات أن هذه الثوره قد وحدت الشعب الفلسطينى بجميع طوائفه وكشفت عن معدن المواطن الفلسطينى الحقيقى الواعى بقضيته والمؤمن بأن الصهاينه أحتلوا أرضه ووطنه وعليه أن يعلم أبنائه أن مقاومة المحتل الغاصب هو واجب عليه أن بقوم به إلى أن تعود الأرض لأصحابها. -لأول مره ينتفض عرب ٤٨ لأخوانهم فى الضفه وغزه وأن محاولة العدو الخبيثة لتغير هوية عرب ٤٨ وتغير أنتمائهم العربى قد فشلت . –
لقد انتفض الشعب الفلسطينى فى كامل أراضى الوطن يطهر جرحه الكبير يثبت أن الطعنات لم تصبه قى مقتل ، يواجه آلات الحرب الصهيونيه بصلابه وإيمان ، يصنع قدره يقاتل ومعه حجارة أرضه التى تزيد من تحديه وتقوى عزيمته ،
فالشعب الفلسطينى أدرك أن لا أحد سوف يسترد له حقه سواه وأن الكثير قد تاجر بقضيته وأن ما أخذ بالقوه لايسترد بغير القوه . رابع المتغيرات :- هو توحد أغلب الشعوب العربيه فى التضامن مع الشعب الفلسطينى، فالشعوب العربيه رغم كل ماجرى من تلاعب بعقولهم ونفوسهم لم ينسوا رمزية وقيمة القدس ،
أثبتت هذه الثوره أن القضيه الفلسطينيه ستظل قضية الشعوب العربيه . لقد استطاعت الثوره أسقاط الأقنعه عن المتصهينين العرب ومن يصفون أنفسهم بالواقعيه وكشفت عن الأدوار الحقيقيه التى يلعبونها، لقد كشفت الثوره أن المواطن العربى العادى مازال يعتبر الكيان الصهيونى عدوه الأول وأن قضيته الأولى هى القضيه الفلسطينيه رغم ما بذله المتصهينون العرب من جهد من أجل تغير الحقيقه عبر آله إعلاميه،
وتزيف الواقع وأن اسرائيل أصبحت صديق وأن العلاقات معها ستأتى على المنطقه العربيه بالخير. فتحيه للشعوب العربيه من المحيط إلى الخليج التى أثبتت بتضامنها ودعمها للمقاومه أن الجرح واحد والدم واحد والهويه واحده . متغيرات أخرى حدثت ومتغيرات أخرى سوف تحدث فى الأيام القادمه من أجل هذا كان وجهة نظرى أن ماحدث فى المواجهه الأخيره من متغيرات يجب أن يوصف بالثوره ، ماحدث يجعلنا على ابواب مرحله جديده وقضيه جديده ،
ومقاومه وشعب جديد لقد أفاق العالم على واقع جديد لشعب أصبح قادر على أن يسترد حقوقه دون انتظار دعم من أحد ، شعب قادر على تغير موازيين القوى مع العدو الصهيونى ، أن الحرب المستمره الأن هى حرب استرداد الكرامه والعزه يخوضها الشعب الفلسطينى ، وهو يعلم أنهم سوف يدفعون ثمناً غالياً ، ولم يعد أمامهم سوى الصمود أو الموت ،
فهناك زمن عربى جديد يولد بعد تلك الثوره ، على يد شباب واعد ، يدرك قيمة الأوطان ، وقدسية الدماء ، وهذا الشباب يعيد تشكيل الأشياء وخريطة الوطن
، ماحدث هو ثوره ضد الاستسلام والتطبيع والكيان الغاصب المحتل . تحيه للشعب الفلسطينى الذى قاوم ، و مازال يقاوم ، على كل شبر من الارض المحتله ، وستبقى فلسطين ابيه على الطغاه مهما طال الزمن. ——-