نسائم الإيمان ونبذه عن حياة زليخه ( الجزء الثانى )

إعداد / محمــــد الدكـــرورى

راعيل بنت رماييل أو زليخة المصرية والتى كانت زوجة عزيز مصر فى ذلك الوقت ويسمى بوتيفار وقت حكم أمنحوتب الثالث ملك مصر والتى كانت ذات جمال لافت وكبرياء وإعتزازها بجمالها وصل لحد الغرور، وفي تلك الحقبة كان اخوة يوسف قد كادوا له وألقوه في غيابات الجب وتركوه يواجه مصيره حتى مر عليه رجل عربي إسمه مالك رآه الرجل فأخذه جماله وقال يا بشري هذا غلام لبهاء طلته وحسن منظره وأخذه ليبيعه في مصر وبالفعل إشتراه منه بوتيفار وأخذه لزوجته زليخة .

وبقي في كنفهما حتى صار شابا يمتلك من الجمال والحكمة واللياقة واللباقة ما يفتتن به، ومن هنا كانت بداية التعلق الحقيقي لزليخة بيوسف، وقد زاد تعلق زليخة بيوسف وهو التعلق الذي إستنكره أحد الطرفين المتناولين لشخصها وهذا الطرف يراها زوجة خائنة عشقت شابا مؤمنا وراودته عن نفسه وتسببت بسجنه في حين الجانب الأخر يعطيها العذر لكونها في حضرة شاب يمتلك نصف جمال الكون إضافة إلى حسن الطبع وسحر الحديث وهو أمام أعينها لا يغيب عنها وذلك ما جعل العشق يتمكن منها فقاومته فى البداية.

ولكنها لم تستطع وعشقته عشقا لم يسبقه عشق حتى إشتهرت بعشقها ليوسف بين نساء المدينة وقد إستنكرن عليها ذلك فما كان منها إلا أن دعتهن لبيتها وأعطت كل واحدة منهن سكينا وتفاحا وأمرت يوسف بالخروج عليهن فقطعن أيديهن بدلا من التفاح وظنوا بأنه ملك منزل، ومن ذلك حتى راودته عن نفسه ظانة أنه سيلبي طلبها ولن يقاوم جمالها وسلطانها في مشهد وصفه القرآن وصفا بليغا في سورة يوسف في قوله (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين)

وهذا الوصف الواضح يبين الضعف الإنساني و كيف أن النبي يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ضعف ولو حتى في قلبه دون فعله قبل أن يرى برهان ربه ويمتنع عن الإستمرار فما بالك بزليخة وهي تقف أمام نصف جمال العالم متمثلا في رجل لا تفارقه عيناها، وعشق زليخة عليها السلام لنبي الله يوسف عليه السلام أبرزها ما ذكرها القرآن الكريم في سورة يوسف، حيث أبتلية نبي الله يوسف عليه السلام بالحب والجمال فتعرض للصعوبات من قبل من أحبوه مثل زوجة العزيز التى تسمى زليخة.

وقيل أن أربعمائة فتاة بكر ماتت حب في نبي الله يوسف عليه السلام، وقيل أنه لما دخل يوسف السجن أرادت زليخة سماع صوته فقالت للسجان أضرب يوسف لكي أسمع صوته فقال السجان ليوسف، لقد أمرتني الملكة أن أضربك لتسمع صوتك ولكن سوف أضرب الأرض وأنت أصرخ فأخذ يصرخ يوسف فأرسلت الملكة للسجان في اليوم الثاني فأمرته أن يضرب يوسف لكي تسمع صوته فرجع السجان ليوسف وصنع ما صنع في المرة السابقة وفي المرة الثالثة أمرت زليخة السجان في اليوم الثالث.

فقالت له: أرجع ليوسف وأضربه لكي أسمع صوته وفي هذ المرة أريدك أن تضربه حقا، فقال السجان، مولاتي فعلت ماؤمرت، فقالت: لا أنك لم تفعل فأن ضربته أحسست بالصوت على جلده قبل أن يصرخ فأرجع له وإن لم تفعل فلن تنجو هذه المرة، فعاد السجان ليوسف وحكى له ما دار بينه وبين الملكة فقال نبي الله يوسف: أفعل ما أؤمرت به فأخذ السجان بالصوت وضرب يوسف، في لحظة وقوع الصوت على جسد يوسف أحست به زليخة قبل أن يصرخ يوسف في حينها صرخت زليخة عليها السلام .

فقالت: أرفع سوطك عن حبيبي يوسف فلقد قطعت قلبي، ولما تولى يوسف الملك وأصبحت زليخة من سائر الناس وقد شاب رأسها وعميت عينها وتقوس ظهرها حبا في يوسف، وفي سائر الأيام جلست زليخة أمام بيتها وبجانبها جارية، حينها نهضت زليخة فجأه من مكانها فقالت للجارية أني أسمع ركاب خيل يوسف من بعيد فقالت الجارية: ألهذا الحد تعشقيه، فأخذت صور وقالت اسم يوسف وهي تنفخ فيه وإذا لهيب من النار يخرج منها عشقا به ثم أخذت بسكين وجرحت يدها لكي تسيل الدماء على الأرض.

ويكتب اسم يوسف على التراب من دمها، فقالت أن عشقي وحبي له لهيب لا تنطفئ، فستوقفت زليخة الموكب وناشدت يوسف ورآها بهذا الحال، فقال لها: أين شبابك وجمالك، فقالت: لقد ذهب كل هذا من أجلك، فقال لها: كيف لو تري رجل آخر الزمان أكثر مني جمالاً وسخاءاً وهو سيد الرسل وخاتمها قالت زليخة آمنت بذلك النبي، فجاء جبريل عليه السلام ليوسف فقال له: يا يوسف قل لزليخة: أن الله تاب عليها ببركة النبي محمد صلى الله وعليه سلم وقل لها تطلب ثلاث حاجات فقال لها: يوسف .

فقالت: أن يرد الله شبابي وعيني، وأن أكون زوجتك، وأن أكون معك في الجنة، فنالت زليخة شرف الدنيا وسعادة الآخرة بحبها للنبي الكريم محمد صلى الله وعليه وسلم، ولكن رأى الدين فى هذه القصه أو ذلك الكلام، هو أنهم قالوا: فإنا لم نجد لهذا الكلام أصلاً في شيء من المراجع عندنا، وعلامات الوضع والبطلان ظاهرة عليه، وإليكم كلاماً نفيساً ذكره الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره في بداية سورة يوسف، فقال رحمه الله: واعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله أحسن القصص في هذا الكتاب.

ثم ذكر هذه القصة وبسطها، وذكر ما جرى فيها، فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو مستدرك على الله، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحاً، فإن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير، من الأكاذيب والأمور الشنيعة المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير، فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم ينقل، أو يقال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *